المحرر موضوع: من المستفيد من انتفاضة الشعب الكوردستاني  (زيارة 551 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح پلندر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 125
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من المستفيد من انتفاضة الشعب الكوردستاني
قبل بدء الانتفاضة في 1991 وبعد انتهائها بفترة وجيزة كنا جميعا نشعر بأننا إخوة متحابين كل منا يشعر بشعور الآخر وحريصون علىمصالح البعض ،ولكن مع الآسف رويدًا رويدًا تحولنا من أناس محبين للبعض إلى أناس ننبذ الاخر بل قسم ممن قادوا الانتفاضة المباركةتحولوا  الى أعداء وبالنتيجة كان الخاسر الوحيد هم أفراد الشعب الكوردستاني والمسؤلين عن دفة الحكم لم يتمكنوا وإلى الآن من بناء اقليميسوده النظام واحترام القانون وقبول الآخر ، أما ما نراه اليوم من التقدم الحاصل في بناء المطارات وفتح الشوارع وتبليطها  والمباني العاليةوالقرى الحديثة والمولات الكبيرة وغيرها الكثير كلها لا تدخل بنظر الأمم المتقدمة في خانة التقدم وقبول الآخر لكون قادتنا لم يتمكنوا من بناءالانسان ليشعر بأن الاقليم ملكه وعليه أن يحافظ عليه بالعلم والمعرفة والسعي نحو الأفضل وهذا لن يكون مالم ينشأ الطفل منذ نعومة أظفارهعلى النظام وحب الأرض ليأخذ زمام الامور في دوائر الاقليم كافة عملاً بالمثل القائل "الشخص المناسب في المكان المناسب" بحسب الكفاءةدون التفرقة بين أبناء الاقليم وبدون الوساطة او التحزب الذي نخر في جسم الاقليم .
لو رجعنا إلى الوراء وتحديداً لنضال الشعب الكوردستاني الذي بدء قبل تسعون عاماً وبتضحيات جسام لا يمكن عدها بالاضافة إلى ماقامت به الحكومات المتعاقبة منذ العهد الملكي وإلى آخر سقوط لنظام دكتاتوري في 2003 من ترحيل مئات القرى وتسويتها مع الأرضوسقوط الآف من القنابل الشديدة التدمير بضمنها القنابل  الكيمياوية على رؤوس المدنين قبل المقاتلين الأبطال من البيشمركة بالاضافة إلىالسجون المليئة بالمناضلين ، عندها قرر الشعب بكافة قومياته وإتجاهاته السياسية متعاوناً مع قادة الأحزاب من تنقية الشوارع والأزقهودوائر الدولة من صور وتماثيل الدكتاتور والقيام بانتفاضة مباركة، ففي الخامس من آذار من العام 1991 شهدت مدينة (رانيه) إنطلاقالشرارة الأولى لانتفاضة شعب كوردستان الباسلة، وقد إتسعت مساحة الانتفاضة لتصل إلى مدينة السليمانية في السابع من آذار،لتنتفض هذه المدينة بالكامل، حيث استطاع أبناؤها من السيطرة الكاملة على الدوائر الأمنية والادارية فيها، وهروب منتسبيها من عناصرالنظام المقبور بعد أن إنهارت أمام الضربات الموجعة التي لقنها لهم مقاتلوا الانتفاضة الشجعان، وبذلك تحررت مدينة السليمانية في الثامنمن آذار/1991، فيما سطعت شمس الانتفاضة أكثر فأكثر لتصل إلى أربيل في 11/3/1991 واستطاعت أن تزيح الظلام الدامس الذي كانيخيم على هذه المدينة كسائر مدن اقليم كوردستان الأخرى.
ثم واصل أبناء الانتفاضة تقدمهم بخطى متسارعة على طريق النصر والتحرير الذي خضبوه بدمائهم الزكية الطاهرة ليحرروا مدن عدة، كـدهوك وكويه وشقلاوة وحلبجة بالاضافة إلى جميع أقضية ونواحي كوردستان، لينتهي بهم المطاف في مدينة كركوك التي حرروها فيالعشرين من آذار/1991، لينهوا بذلك المرحلة الأخيرة من هذا السفر البطولي الخالد الذي توج بالنصر المبين وتحققت فيه الأهداف الساميةالتي انطلقت من أجلها الانتفاضة... وفتحت أمام الشعب المقهور الحرية التي كان ينشدها وامتلئت الساحات العامة والشوارع الرئيسيةبصور القادة الأكراد والبيشمركة الأبطال الذين سقطوا دفاعاً عن تربة الاقليم فعاد من السجون من كان باقيا على قيد الحياة وأقيمتالتعازي للشهداء والمفقودين ومع كل الفرحة التي دخلت قلوب الصغار قبل الكبار إلا أن الوضع السياسي لم يستقر لصالح الشعبالكوردستاني ونشبت حرب داخلية ذهب ضحيتها العديد من الصناديد الأبطال وأضرت بسمعة الاقليم وتركت آثار سلبية يعانون منهاالمسؤلون إلى الآن والنتيجة كانت لجوء الآف الشباب ومئات العوائل إلى الهجرة مما تسببت في هروب عقول كبيرة إلى بلاد الغربة ليستفيدمنها الغريب ونحن أحوج ما نكون لها ، كما أخذت بعض من الدول قرارات ضد الحزبين المتصارعين(الديمقراطي الكوردستاني والإتحادالوطني) مما كان لها الأثر السيئ في التقدم التربوي والأكاديمي وتأخر في القطاع الصحي والاجتماعي ... أما اليوم وكوردستان العراقتملك من آبار النفط والغاز ما يكفى للاجيال القادمة إذا ما أستغلت لصالح الشعب الكوردستاني إضافةً الى النقاط الحدودية على حدود كلامن ايران وتركيا ولكن مرة أخرى نقولها بملئ الفم للأسف لا يزال الشعب يعاني كما عانى من نظام الدكتاتور صدام فلا التعليم كسابقعهده ولا المستشفيات تقدم خدماتها بالشكل المطلوب وتفشى مرض المدارس الخاصة والمستشفيات الأهلية في جسم الأقليم ولم يعد إقليممؤسساتي والنتيجة معاناة لأبناء الشعب من قرارات يوميه بحسب اجتهاد القاده وحرمان المواطن من ابسط انواع الخدمات منها الماءوالكهرباء وفرض ضرائب كبيرة وتأخير في توزيع الرواتب والتعين على الأساس الحزبي مما زاد من هجره الشباب والعوائل الى المصيرالمجهول فإن لم يكن باستطاعه حكومه الاقليم من تقديم الخدمات اللازمة للأفراد فكيف بهم مع العراق الغارق في الفساد ومن يعاشر الفاسديُفسَد حيث العلاقة بين الاقليم والمركز شبه معدومة بسبب استقلاليه الاقتصاد المعلن ببيع نفط من قبل الاقليم وقرارات بغداد لا تسرى علىالاقليم بالاضافة إلى أنه هناك مطلوبين للعدالة في بغداد ولكنهم لاجئون في الاقليم وبالعكس مطلوبين للاقليم وهم في المركز ،كما هناكبعض الأساليب الغير مقنعة لعبور الاخوة العرب من أبناء المركز إلى الاقليم أو العكس ووما زاد من مشاكل الاقليم مع المركز هو عدم التعاونوالانسجام بين قوات البيشمركة والجيش العراقي من جهة وبين البيشمركة والحشد الشعبي من جهة ثانية  فلا نتوقع أن يكون هناك حلولمثلى لمثل هكذا مشاكل لمن يجلس في بغداد من أجل الراتب ومن أجل سلطة وهمية وليس لديهم أي دور لحلحلة أزمه الاقليم السياسيهاوالاقتصاديه لكونهم لا يملكون معلومات كافية عن عائدات الكمارك ولا عن واردات النفط في الاقليم بحسب تصريحات البعض منهم وبقائهمعلى الكراسي غير مجدي... مرات عدة نفكر بما يجرى من صراعات سياسيه في الاقليم بين القوى السياسيه المتنفذة ونجد كل طرف ينبذالاخر عبر وسائل الاعلام المرئية أو المقرؤة أو المسموعة وأصبحت ساحه لـ لوي ذراع الآخر وقرارات البرلمان معطلة ورئاسة الاقليم متفردةبالحكم وتبحث عن حل لإنقاذ نفسها من المشاكل التي تورطت فيها ولا تجد مخرجا لمطاليب الشعب واجتماعات الحكومة سارية على قدموساق لتجد حل معقول مع بغداد وأملنا بأنهم توصلوا أخيرا إلى صيغة حول نفط الاقليم يستفيد منها الشعب الكوردستاني ولكن السؤالالمهم والأهم هل حل مشاكل الاقليم مع بغداد يمكن حله بعقلاء الطرفين أم الحل يأتي من إيران و تركيا .. وكل عيد نوروز وأنتم جميعا بألفخير .
   صباح بلندر / كندا
    19/3/2023