المحرر موضوع: أُمي ..... يا خاتما في أصبعي  (زيارة 558 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

أُمي ..... يا خاتما في أصبعي

كتابة : نمرود قاشا
الأم ... أجمل وجه في الوجود , وعبق الحياة اللامحدود , وواحة الإنسانية في عالم ينحدر إلى الهاوية , ان لم يتدارك القائمون عليه حجم الهوة , بين الذين يقفون على السفح قريبا من  القمة , واخرون يقفون على السفح ايضا , ولكن قريبون من الهاوية .
الأم .... مهما بحثنا في بطون الكتب ومتون الدواوين من شعر ونثر مما يحفظ الأدب الإنساني من ارق وأجمل وانصح ما نضحت قرائحهم المفعمة في الأم والأمومة فلم يستطيعوا أن يصلوا إلى درجة القداسة لهذه الإنسانة التي تمثل قمة التضحية والسخاء و العطاء وعنفوان الكبرياء وهي تحول البشاعة جمالا والصقيع دفئا لذيذا وتعلمنا بان الإنسان يجب أن يحب بلا مقابل .
أمي .... الإنسانة التي كنت اسند راسي المتعب رغم صغري آنذاك , كنت اقرأ واقع الحياة من خلال تقاسيم وجهها ,فهو متعب عندما تشعر بالضيق , ومغتبط عندما يهطل المطر وتبتل الأرض , ونزداد مساحة ابتسامتها عندما تجدني ابتسم .
في الابتدائية , وعندما كان المرحوم ( عبد الرحمن الخياط ) مدير مدرسة قرة قوش الابتدائية في بداية الستينات , ينهي كلمته المعتادة يوم الخميس وأثناء رفع العلم , ينسحب إلى نهاية الحلقة التي يشكلها التلاميذ بعد أن كان في قلبها وقريبا من العلم , أقول ينسحب ... ليتقدم بعده المرحوم ( نجيب سقط ) ليطلب من تلاميذ المدرسة وبصوت جهوري أن يرددوا معا وبصوت عال نشيد ( الأم ) , وبصوت واحد تبدأ الأفواه الصغيرة بترديد النشيد للشاعر اللبناني ( حليم دموس ) :
أحب الناس لي أمي , ومن الروحِ تفديني , فكم من ليلةٍ قامت  , على مهدي تغطيني , بصوتٍ هادئ عذبٍ , وإنشادٍ تغنيني , تخاف علي من بردٍ  , ومن حرٍ فتحميني ..
كنت أغمض عيني وإنا اردد هذا النشيد , أغمضها , لكي اشعر بأنني قريب من الكلمات , ولكي لا " تشوش " حركات التلاميذ العفوية عن قرب هذه الإنسانة التي نكرمها من خلال هذه الكلمات .