مطار حلب يتعرض لضربة إسرائيلية هي الثانية في أقل من أسبوعينإسرائيل تركز على استهداف المطارات السورية اذ تعتقد أنها تمثل شريانا حيويا ومنفذ تستخدمه إيران في نقل الاسلحة لحزب الله وللميليشيات الموالية لها في سوريا.MEO
وزارة النقل السورية تعلن خروج مطار حلب عن الخدمة وتحويل جميع الرحلات إلى مطاري دمشق واللاذقية
دمشق - تعرّض مطار حلب الدولي في شمال سوريا فجر اليوم الأربعاء لقصف إسرائيلي هو الثاني خلال الشهر الحالي واستهدف مستودع أسلحة لمجموعات موالية لطهران، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان ما أدى إلى شلّ حركة الطيران بالمرفق الحيوي وخروجه من الخدمة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري أنه "حوالي الساعة 3:55 من فجر اليوم الأربعاء نفّذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا بالصواريخ من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية مستهدفا محيط مطار حلب، ما أدى إلى وقوع بعض الأضرار المادية".
وأدت الضربة الجوية إلى تدمير مستودع أسلحة تابع لمجموعات موالية لطهران قرب المطار، فيما سمع دوي انفجارات عنيفة في أرجاء مختلفة من حلب، إثر القصف الذي ألحق أضراراً بمدرجات المطار.
وتعتبر حلب ومحيطها مسرحا لنفوذ واسع لإيران ومجموعات موالية لها وكانت القوات الحكومية قد استعادت السيطرة على المدينة نهاية عام 2016 بدعم جوي روسي، بعد معارك وجولات قصف وسنوات من الحصار للأحياء الشرقية من المدينة، التي شكلت معقلاً للفصائل المعارضة منذ صيف 2012.
ولم يصدر أي تعليق رسمي عن إسرائيل التي تكرر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
وأعلنت وزارة النقل السورية في وقت لاحق من اليوم الأربعاء "وجود أضرار في المدرج وبعض التجهيزات الملاحية"، ما أدى إلى "خروج المطار عن الخدمة إلى حين الانتهاء من إصلاحها"، معلنة عن تحويل كافة الرحلات القادمة والمغادرة باتجاه مطاري دمشق واللاذقية"
"جريمة مزدوجة"
وهذه المرة الثانية التي تستهدف فيها إسرائيل المطار ومحيطه في غضون أسبوعين، إذ وضع قصف مماثل في السابع من الشهر الحالي المطار خارج الخدمة لأيام وتسبب في مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم ضابط سوري، وفق المرصد.
وندّدت دمشق باستهداف المطار حينها وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إنّ الاستهداف الإسرائيلي "يعد جريمة مزدوجة كونه من جهة استهدف مطارا مدنياً ومن جهة أخرى استهدف إحدى القنوات الأساسية لوصول المساعدات الإنسانية من داخل وخارج سوريا إلى ضحايا الزلزال".
وكانت تلك الضربة الأولى التي تطال المطار إثر الزلزال، بعدما شكّل وجهة رئيسية لطائرات محملة بالمساعدات تدفقت إلى سوريا من دول عدة لإغاثة المناطق المنكوبة. وهبطت في المطار منذ وقوع الكارثة 82 طائرة محملة بمساعدات على الأقل، وفق وزارة النقل.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافًا إيرانيّة وأخرى لحزب الله بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة.
وقتل 15 شخصاً في 19 فبراير/شباط الماضي جراء قصف إسرائيلي استهدف مبنى في حي كفر سوسة السكني في دمشق، من دون أن يتسنى معرفة الهدف المقصود، بينما أفاد المرصد حينها باستهداف اسرائيل كذلك مستودعاً لمجموعات موالية لإيران وحزب الله اللبناني قرب دمشق.
وتعمل إسرائيل، وفق تصريحات تصدر عن مسؤولين فيها ومحللين، على منع المجموعات الموالية لإيران، خصوصاً حزب الله، من الحصول على أسلحة تعزز قدراتها وتمنحها أفضلية في الميدان.
وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ 2011 تسبّب في مقتل حوالى نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتيّة وأدّى إلى تهجير ملايين السكّان داخل البلاد وخارجها
