سلسلة روحية للصوم الكبير المقدس 11
الكنيسة
الكنيسة وأقصد بها بناء الكنيسة هو بناء مخصص لتمجيد اسم الرب وهو بمعزل عن كل استخدام أرضي فهو بناء تقام فيه الصلاة والأسرار المقدسة السبعة التي بواسطتها يجري نهر الروح القدس لتقديس المؤمنين .
تكمن أهمية بناء الكنيسة أنها ملتقى المؤمنين بالرب ومع بعضهم البعض يبادلون رب المجد حبا بحب ويعلنون حبهم لسيدهم ومحبتهم لبعضهم البعض .
لهذا
في الكنيسة تتجلى السكينة والهدوء فيها وخلال الخدم الإلهية يشعر المؤمن بالسمو الروحي وأنه مرتفع عن كل ما هو أرضي يخصص وقتا يكون بجملته مقدسا أي مخصصا للرب يستشعر فيه عظمة الصلاة والتضرع ويبث همومه أمام الرب ويتخلى عن كل اهتماماته الدنيوية .
لن يشعر بهذه الروحانية العالية من يدخل بيت الرب يلتفت بنظره يمينا وشمالا ويلقي التحية على من هم موجودين ويتكلم بصوت عالِ والموبايل الذي هو شيطان العصر يرن ويجيب المؤمن على المكالمة ناسيا في حضرة من يقف .
لا مانع أن يلعب الأطفال بالكتب بل ويمزقونها أحيانا أو يتسلوا باللعب في الشمع وهنا يصرخ مرنم المزامير قائلا :
"لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي، وَتَعْيِيرَاتِ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ." مزمور 69 : 9
ويقول أيضا :
"شَهَادَاتُكَ ثَابِتَةٌ جِدًّا. بِبَيْتِكَ تَلِيقُ الْقَدَاسَةُ يَا رَبُّ إِلَى طُولِ الأَيَّامِ." مزمور 93 : 5
وأيضا :
"طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ، أَبَدًا يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ." مزمور 84 : 4
كل هذه الآيات تتغنى في بيت الرب في قداسته وجلال بهائه
في بيت الرب ( الكنيسة ) نحن محاطين بالقديسين بحيث يشعر المؤمن بأن صلواتهم تقترن بصلواتنا فيتنسم الرب منها رائحة الرضا .
في الهيكل على المائدة المقدسة وفي خزانة صغيرة فوق المائدة يجلس المسيح بجسده ودمه أمام الشعب ينظر إليهم فردا فردا على مدار 24 ساعة على مدار السنة كلها .
لذا ينبغي أن نلتزم الهيبة والوقار داخل الكنيسة لا سلامات ولا تحيات ولا موبايلات ولا تلفت يمينا ويسارا بل نُثبت النظر نحو الشرق مصدر النور ليحل نور الرب غير المخلوق في قلوبنا وأذهاننا فنخرج بعد الخدمة حائزين على بركة الرب ورضاه علينا
آمين
