المحرر موضوع: ماذا تخبئ الأبراج للعراقيين؟  (زيارة 475 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31419
    • مشاهدة الملف الشخصي
ماذا تخبئ الأبراج للعراقيين؟
نتوقع المزيد من الأحداث وفصول مسرحيات تتوالى على أيام العراقيين الصعبة والقاسية لتزيد من معاناة حياتهم وكأنهم كانت تنقصهم تلك الحيرة والإرباك.
MEO

عشرون عاما: تغير الشكل وبقيت المعاناة
لا يُعرف إن كان من باب الصدفة أم من الفعل المقصود، تقارب الزمن في التصريحات التي سمعها العراقيين وأثارت فيهم الفضول والتأويل وربما توقع القادم من مشهد سياسي ظن البعض انه غادرهم إلى غير رجعة.

في تأكيد لها للمشاركة في المرحلة السياسية المقبلة قالت "لدي رغبة وإرادة قوية لأترك بصمتي في المرحلة القادمة." هكذا وبدون مقدمات سياسية كانت رغد صدام حسين تُعلن قرب عودتها إلى أرض العراق بِلُغة الذي يضمر من الأسرار ما يخشى به البوح في الوقت الحاضر، مؤكدة أن جثمان والدها سيعود إلى العراق في استقبال عسكري وجماهيري لينال حقه كرمز وطني تماماً كما يتم تكريم رموز الدول في العالم.

كان تصريح إبنة الرئيس العراقي السابق في الذكرى العشرين لإسقاط النظام عام 2003 متزامنا مع تصريحات جينين بلاسخارت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة "من إن النظام السياسي لا يمكنه الإستمرار ما لم يتم إنهاء الفساد أو تقويضه" في إشارات واضحة إلى الشعور الأممي بوصول الوضع العراقي إلى مرحلة الإفول وإنتهاء العمر الإفتراضي له.

هل تسعى أميركا وحلفائها إلى تغيير بعض الأنظمة السياسية ومن بينها العراق كما يُشاع أو هي باب من أبواب الإبتزاز السياسي؟

ألينا رومانسكي السفيرة الأميركية في العراق التي باتت بمثابة المندوب السامي الذي يحكم البلد تمارس صلاحيات واسعة ربما تفوق صلاحيات رئيس الوزراء، مما يقود إلى الاعتقاد أن واشنطن بدأت تغير من حساباتها في بلورة منهاج جديد وإستراتيجية بعيدة عن تلك التي كانت تتبجّح بها قبل سنوات من إنها ستجعل الحكم بيد العراقيين.

يفتقد الوعي السياسي الغائب عن الأحداث الخارجية في ذلك التطور المهم والدراماتيكي الذي يستوجب التحليل والدراسة ويتعلق بتعامل واشنطن المستقبلي مع حكومة بغداد المتمثل بمطالبة المرشحة للرئاسة الأميركية نيكي هيلي التي دائماً ما تنادي بقطع المساعدات الأميركية لأعدائها من حكومة الإطار التنسيقي الذين يرددون شعارات الموت لأميركا ويضربون سفارتها.

التحركات التي تجريها بعض الشخصيات السياسية التي كانت ضمن المنظومة الحاكمة وغادرت البلد كان بعضها قد صدرت بحقه مذكرات قبض وحجز أموالهم المنقولة وغير المنقولة مثل وزير المالية السابق علي عبد الأمير علاوي بتهمة قضايا فساد وسرقة القرن وقد يكون من ضمنهم مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء السابق وآخرين، ربما يشجع تلك الأحزاب والشخصيات في أن تكوين جبهة موحدة لتشكيل معارضة سياسية من الخارج خصوصاً بعد التلميح بإمتلاكهم ملفات فساد تُدين شخصيات نافذة في المنظومة السياسية الحاكمة بالعراق لتدويلها في المحاكم الدولية.

ماذا تُخبئ أميركا في جعبتها؟ سؤال يمكن أن تلتقط بعض الأجوبة من خلال الأحداث التي تنتشر هنا وهناك، فما صرح به السفير الأميركي السابق لدى سوريا والجزائر والباحث لدى معهد الشرق الأوسط في واشنطن روبرت فورد بحديث سابق "كان تفكيرنا ساذجاً حين إعتقدنا إن قادة الميليشيات سيتخلون عن أسلحتهم وسيعملون فقط داخل البرلمان ومع مجلس الوزراء لتأمين المشاريع لمجتمعاتهم، لكن الميليشيات إحتفظت بأسلحتها ولم تبذل الحكومة العراقية أي جهد مُجدٍ لنزعها" مشيراً أن الأميركيين تقبلوا الأمر رغماً عنهم لعدم رغبتهم بمواجهة حرب أوسع وأطول زمناً خصوصاً مع تلك الحرب التي كانت تقودها القوات الأميركية ضد تنظيم القاعدة وحسب تصريح فورد بأن النظام السياسي الذي تأسس تحت مظلة الولايات المتحدة منذ عام 2003 لن يستمر بالصمود مرجحاً سقوطه في أي لحظة.

بالمحصلة أميركا لا يهمها العراق أو من يحكمه بقدر المصالح والغايات التي تُسيّر أيديولوجيتها.

ماذا كانت رغد تقصد بعودتها للعراق؟ وهل تسعى لدخول الإنتخابات القادمة؟ سؤال غادرت إجابته مخيلة العراقيين بعد أن ظنوا أن الحقبة غادرتها الذكريات ورحلت وأصبحت من أحاديث الماضي وقصصاً تُسرد للأطفال قبل نومهم، لكن الحديث عاد مجدداً ليشغل عقول الرأي العام عن المغزى وتلك الثقة التي تتحدث بها وريثة النظام السابق.

ربما ستكون الأيام القادمة تجعلنا نتوقع المزيد من الأحداث وفصول مسرحيات تتوالى على أيام العراقيين الصعبة والقاسية لتزيد من معاناة حياتهم وكأنهم كانت تنقصهم تلك الحيرة والإرباك.