جدوى النبش في موضوع التسميات بحجة حرية التعبير
مع تزايد حميّة الرغبه في الكتابه,تنشط بعض الأقلام بين مدافع عن تسميه ورافض لها,ورغم قلةهذه الاقلام الا انها غالبا ما تفلح في مشاغلة القارئ, تختفي هذه الظاهره لوهلة ثم تعود لتنكئ جرحامن صنيعها لم يندمل بعد,وياليتها في ظهورها وأفولها شعّت علينا ببصيص أملٍ خافت,فحالنا بها او بلاها تنطبق عليه مقولة"لا حضت برجيلها ولا خذت سيد علي ."
ارجو أن لايُحكم على كلامي بذريعة عدم احترام تسمياتنا أوبتهمة تضييق متنفس حرية التعبير, فاحترام تسمياتنا هو احترامنا لأنفسنا في كل ما نقوله, كل ما نريد إيصاله لهذه الاقلام أنْ قليلا من الرفق بشعب تحيط به الكواسر من كل صوب,إذ بمقارنه بسيطه بين المطلوب منا فعله وبين ما نسترجيه من قيل قال التسميات يستحيل فيه تحقيق شئ ما لم تكن كلمة الحسم لنخبة مختصه .
نحن لانتحدث عن إنسان إنفضّت كل مشاكله ولم يتبقى منها سوى تسميته, إنساننا بكل تسمياته مستهدف وكثرة ازماته فاقت المعقول مما يستدعي البحث عن سبل حماية هذا الانسان وليس تقديمه لقمة سائغه,ففي تعافيهِ النفسي والأمني يمكنه ايجاد حل لبقية مشاكله,أما النبش على طريقة من لا عمل له وكأننا به يريد تثبيت هوية الضحيه ان كانت كلدانيه ام اشوريه ام سريانيه .
مع احترامي للذي يجد في اثارة مسألة التسميات غيرما أراه,أنا أشبّه الحاله بحال الأم الحائره كيف تملأ حواصل صغارها الخاويه وهي لاتمتلك حفنة زاد في بيتها لتطعمهم فتخاعدهم بالدق في هاون فارغ على اساس انها ستصنع لهم عجينة الكُبــــّه والبيتزا ,فتنطرب مسامع صغارها .
إستوقفتني قبل ايام جملة قالها الاستاذ بولص آدم:((شعب يشارك بالقضاء عليه ابناؤه)).هذه الجمله وما تحمله من ابعاد مؤلمه,ذكّرتني بشخص يدعي الدفاع عن كلدانيتنا في حواره مع اخيه الاشوري,قائلاً له بأن اصل الاشوريين كلدانا انعزلوا ليشكلوا امبراطوريتهم لوحدهم ,(طيب,اذن نحن شعب واحد),فيأتيه الرد من اخيه الاشوري بما يزيد الطين بلله,لا حظ عزيزي القارئ كيف يستكثر كلاهما التوقف هنيهة عند نقطة اعترافهماكوننا شعب واحد شرذمته اقدارالزمن, فبدلامن مناقشة كيفية اعادة اللحمه الى سابقتها ,يعود الكلداني مهدداً الاشوريين بإعادتهم الى جحورهم السامه من حيث أتوا!وهو القائل للتو بان اصول الاشوري كلدانيه. بالمناسبه هناك أمثله عديده من قبيل هذه المسخره الفكريه والكلاميه .
لواتخذنا مثالا لنا من الشعوب التي جئناها طلباً للإحتماء في ديمقراطية انظمتها, لم تكن لتتطور هذه الشعوب وتصبح ملاذا آمنا لنا لولا عامل البحث الفكري الجاد عما هو افضل , وهوكفيلٌ لخلق الاختلاف في الاراء وصناعة اسباب للنقد البناء شريطة حسن استخدامه,وإلا انقلب وبالا وسببا للتراشق والقطيعه كما هو حاصل فينا نتيجة للتنظيرالمزاجي والتعويل على مفردات التسقيط بحجة حرية التعبير, واذا بنا قد سُحبنا جميعاً الى مستنقع النعوت والشتائم دفاعا كما يُزعم عن تسميات شعب آيل للضياع,هذاالأسلوب الفاشل والذي يحاول البعض إضفاء سمة الحرص والغيره عليه,هوأحد اعراض الكسل الفكري والادمان على الاتكاليه الطارده للابداع .
انصاف شعبنا في ممارسة النقد يتطلب من الناقد الدقه في تحديد مكامن مصلحة شعبه حتى يعتمدها في اختياره للموضوع وتوقيت النقد,ناهيك عن انه في التزامه ببديهيات ضوابط الكتابه واخلاقياتها يكون قد وفرعاملا مهماً لديمومة تبادل الأراء الفكريه المتباينه,بتغييب هذه البديهيات عن الاذهان حتما ستغيب درايتنا بتبعات ومخاطر التراشقات العبثيه,والمصيبه تكبرعندما تلقى الفقاعات الصوتيه الممّله تبريرا لها.
الوطن والشعب من وراء القصد