المحرر موضوع: نظرة وتحليل لكتاب طقس الرسامات الخاص بالبطريرك يوسف اودو الذي كتب في تلكيف عام 1824 ميلادي  (زيارة 637 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمير لوسيا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 47
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نظرة وتحليل لكتاب طقس الرسامات الخاص بالبطريرك يوسف اودو الذي كتب في تلكيف عام 1824 ميلادي
[ ܟܬܼܵܒܼܵܐ ܕܛܲܟܼܣܵܐ ܕܲܣܝܵܡܝܼܕܵܐ ܕܟܼܠ ܬܸܓܼܡܝܼ̈ܢ ܕܲܒܼܢܲܝ̈ ܥܹܕܬܵܐ ]
يسعدني ان اشارككم الرحلة في فضاء الذاكرة اللامحدود ونحن نسافر في قطار الماضي الى الربع الاول من القرن التاسع عشر ونحن لا نحتاج من اللغات للتفاهم سوى لغة ابائنا السورث حيث تجري احداث هذه السطور في سهل نينوى وخصوصاً في بلدات تلكيف وتلسقف والقوش وفي دير الربان هرمزد ، ذلك الصرح الجميل القابع في جرف جبل القوش وفي ثنايا صوامعه الموحشة المُتناثرة حول الدير، ومن هذا السهل الفسيح ننتقل الى اعالي ما بين النهرين الى مدينة آمد - دياربكر مقر فرع كنيسة المشرق المُتحد مع روما ( البطاركة اليوسفيين الكلدان ) وماردين مسقط راس الأنبا الشهيد جبرائيل دنبو مُجدد الرهبنة الانطونية الهرمزدية الكلدانية واخيراً مدينة سعرت القابعة في ذلك السهل الخصب الممتد بين جبال بتليس العالية في الشمال وجبال بوتان في الجنوب الشرقي حيث مركز ابرشية سعرت الكلدانية منذ عام 1555 في عهد البطريرك عبديشوع الرابع مارون وقبل ان تكتمل رحلتنا نأخذ قسطا من الراحة في رحاب دير مار يعقوب الحبيس الواقع على قمة جبل يطل على نهر البوتان جنوب سعرت والذي كان مقر كرسي البطاركة الكلدان الثلاثة الذين خلفوا البطريرك يوحنا سولاقا بلو منذ عام 1555 وحتى عام 1600 حيث عاش ودفن هناك البطريرك الشاعر والخطاط عبديشوع مارون الجزراوي فنلتقي هناك المطران ميخائيل كتولا [1] الواعظ الحاذق والخطاط الماهر واحد ابناء الرهبنة الانطونية الهرمزدية الذي رمم الدير واحضر عشرة رهبان من دير الربان هرمز من اجل اعادة الحياة الرهبانية فيه .
بحوزتنا اليوم مخطوطة مهمة لطقس رسامات جميع درجات خُدام الكنيسة من القارئين والشمامسة والكهنة والاساقفة مع طقوس اخرى[ܟܬܼܵܒܼܵܐ ܕܛܲܟܼܣܵܐ ܕܲܣܝܵܡܝܼܕܵܐ ܕܟܼܠ ܬܸܓܼܡܝܼ̈ܢ ܕܲܒܼܢܲܝ̈ ܥܹܕܬܵܐ] من مكتبة ابرشية عقرة تعود هذه المخطوطة لتلك الحقبة الذهبية من الحياة الرهبانية في دير الربان هرمزد التي ابتدأت بافتتاح الدير عام 1808 ميلادي على يد الأنبا الشهيد جبرائيل دنبو وحتى استشهاده في حملة ميركور امير راوندوز على القوش عام 1832، كُتبت هذه المخطوطة في قرية تلكيف المباركة عام 1824 ميلادي على يد الشماس شمعون ابن بطرس من عائلة اسمر التلكيفية التي تمتد جذورها الى مدينة آمد - ديار بكر وتكتسب هذه المخطوطة اهميتها من كونها من ممتلكات البطريرك يوسف اودو( 1878-1790) والكتاب الذي استعمله لطقس الرسامات حيث تذكر احدى الهوامش الخطية ان المطران يوسف اودو مطران العمادية امتلك هذا الكتاب في ايلول عام 1825 ميلادي وهو نفس العام الذي نال فيه الرسامة الاسقفية مع االمطران غناطيوس دشتو( تلسقف) [2] في آمد -دياربكر على يد المدبر البطريركي في ديار بكر يوسف الخامس اغسطين هندي وهذه هي الكوكبة الثانية من رهبان دير مارهرمزد التي نالت فيه الدرجة الاسقفية بعد تجديد الحياة الرهبانية فيه بعد الدمار الذي ناله من حملة نادر شاه على الموصل (1743م ) التي تم فيها قتل الرهبان وحرق الدير والاستحواذ على ممتلكاته. والجدير بالذكر بأن الكوكبة الاولى من رهبان دير الربان هرمزالتي نالت فيه الدرجة الاسقفية في آمد- دياربكر عام 1824م تكونت من المطران باسيليوس اسمر ( تلكيف) [3] و المطران لورنسيوس شوعا ( تلسقف) [4]واما المطران ميخائيل كتولا فقد نال الرسامة الاسقفية عام 1826ميلادي . تنازع على رئاسة كنيسة المشرق اثناء تجديد الحياة الرهبانية في دير الربان هرمزد كل من الفرع الكاثوليكي لعائلة ابونا في القوش والموصل المتمثل بالبطريرك يوحنا هرمزد ابونا مع البطاركة اليوسفيين الكلدان في آمد- دياربكر المتمثل بالبطريرك يوسف الخامس هندي ( المدبر بطريركي )حيث كان ابناء الكنيسة منقسمين في الولاء في كل البلدات والقرى. وفي تلك الاثناء مال رهبان دير مارهرمزد الى خط الرئاسة اليوسفي في آمد- دياربكر نتيجة للخلافات مع البطريرك يوحنا هرمزد ابونا وبالرغم من كل ذلك فأن هذا الدير وبعد تجديد الحياة الرهبانية فيه رفد الكنيسة ببطريرك كبير( يوسف اودو ) واساقفة وكهنة ورهبان عظام عاشوا القداسة واختبروا فاعلية الصلاة التي هي [علامة محبة الله في المثابر عليها ] بعد ان منحتهم صوامع ذلك الدير تلك الفرصة الفريدة للانعزال والابتعاد عن كل مباهج هذا العالم ومسراته فكانوا خير رعاة ومدبرين لابناء الكنيسة.
وتذكر المخطوطة بأن طقس الرسامات هذا نظمه ܡܵܪܝ ܩܘܼܦܪܝܵܢܘܣ ܡܝܼܛܪܵܦܘܿܠܹܝܛܵܐ ܕܢܲܨܝܼܒܼܝܢ( مار قفريانوس مطران نصيبين ܘܠܚܲܣܝܵܐ ܡܵܪܝ ܐܝܼܫܘܿܥ ܝܵܗܹܒܼ ܩܲܬܼܘܿܠܝܼܩܵܐ ܦܵܛܲܪܝܵܪܟܝܼܣ ( والقديس مار ايشوعياب الجاثليق ܘܠܡܵܪܝ ܝܼܣܪܵܝܹܠ ܚܲܪܝܼܦ ܙܵܘܥܹ̈ܐ ( ومار اسرائيل حريب زوعه ) *ܘܗܵܫܵܐ ܚܲܕܬܼܵܐܝܼܬܼ ܣܵܡ ܒܹܗ ܘܫܲܡܸܠܝܹܗ ܡܵܪܝ ܝܲܘܣܸܦ ܚܡܝܼܫܵܝܵܐ ܦܵܛܲܪܝܵܪܟܵܐ ܕܟܲܠܕ̈ܝܹܐ ܕܒܼܵܐܡܸܕ . ܟܲܕ ܡܢ ܠܸܫܵܢܵܐ ܠܵܛܝܼܢܵܝܵܐ ܠܸܠܫܵܢܵܐ ܣܘܼܪܝܵܝܵܐ ܘܐܵܪܒܼܵܝܵܐ ܬܲܪܓܸܡ ܘܗܵܕܹܐ ܗܘܸܬܼ ܒܲܫܢܵܬ ܐܦܟܕ ܡܵܪܵܢܲܝܬܵܐ (والآن من جديد وضعه واكمله مار يوسف الخامس البطريرك الكلداني في آمد حيث ترجم من اللغة اللاتينية الى اللغة السريانية والعربية وكان ذلك في عام 1824 ميلادي .
وفي الصفحات الاخيرة من المخطوطة نقرأ ما يلي اُبتدأ وتم الانتهاء من كتاب الرسامات لكل درجات الخدمة التي تُخدم في الكنيسة الكلدانية مع طقوس اخرى في مساء يوم السبت لاحد الكبيرلعيد العنصرة ( حلول الروح القدس ) والذي كان في 24 من شهر آيار لان عيد القيامة كان في يوم 5 نيسان في سنة 2135 يونانية الموافقة لعام 1824 ميلادي.
بيد اضعف الناس الشماس شمعون ابن بطرس من عائلة اسمرمن تلكيف واعلم ايها الاخ الحبيب بأنني عندما كتبت هذه السطور كنت في آمد وكتبتهم على مكتب مار يوسف الثاني[ البطريرك يوسف الثاني المعروف - من تلكيف ] وفي داخل قلايته البطريركية لتكن صلواته سوراً لنا . واعلموا احبتي بأن سبب مجيئ هنا كان لرسامة ابوين لنا في آمد حديثامن قبل الاب البار والقديس والطاهرابانا المُبجل مار يوسف الخامس وهؤلاء الاباء هم باسيليوس ( مارباسيليوس اسمر من تلكيف ) ولورنسيوس( مار لورنسيوس شوعا من تلسقف ) وانا الضعيف مكثت لديهم حوالي الشهر و بمناسبة هذه الايام كُتبت هذه السطورعلى يدي بنعمة الله .
ونستنتج من سياج الكلام بأن كاتب هذه المخطوطة الشماس شمعون بطرس اسمر كان على صلة قرابة عائلية مع المطران باسيليوس اسمر وان قدومه لآمد انما كان لحضور رسامته الاسقفية .
[1] المطران ميخائيل كتولا (1855- 1826): ولد في تلكيف سنة 1792م من عائلة كتولا التي تمتد في اصولها الى مدينة سعرت ، ترهب في دير الربان هرمز، رسمه البطريرك يوسف الخامس اوغسطين هندي مطراناً على سعرت سنة 1826م، وتمت رسامته في مدينة سعرت، رمم دير مار يعقوب الحبيس، وأحضر عشرة رهبان من دير الربان هرمز لإعادة الحياة فيه، كان خطيباً متفوهاً وخطاطاً ماهراً، توفي سنة 1855م ودفن في دير مار يعقوب الحبيس قرب سعرت.
[2]المطران اغناطيوس دشتو ( 1868-1824) ولد في تلسقف سنة 1794م دخل الرهبنة الهرمزدية الأنطونية ورسم كاهناً سنة 1822. رسمه البطريرك هندي مطراناً على آمد وقرى الموصل. نقل إلى أبرشية ماردين سنة 1827. توفي سنة 1868 .بعد أن دبر أبرشيته أربعين سنة، وخلالها وسع كاتدرائية الربان هرمزد وشيد دار المطرانية.
[3] المطران باسيليوس اسمر(1853-1824) : ولد منصوراسمر في تلكيف عام 1789م ودخل الرهبنة في دير مار هرمزد في عهد رئاسة الأنبا جبرائيل دنبو ، رسم كاهنا عام 1822م في آمد ، ومن ثم رسم مطرانا لابرشية العمادية عام 1824 باسم مارباسيليوس ولكنه عين مدبراً على كرسي آمد لمدة خمسةعشر عاما ومن ثم نقله البطريرك نيقالوس زيعا الى ابرشية الجزيرة حتى عام 1851م ، رجع الى تلكيف في عهد البطريرك يوسف اودو وتوفي عام 1853م.
[4] المطران لورنسيوس شوعا ( 1853-1825) : ولد توما گبارا في تلسقف ودخل الرهبنة عام 1817م في دير مار هرمزد في عهد رئاسة الأنبا جبرائيل دنبو. رسم كاهنا عام 1822 ثم اسقفا لأبرشية بابل على يدالبطريرك ماريوسف الخامس هندي خدم في بغداد سبع سنين ثم دبر ابرشية كركوك وسنا حتى وفاته في الموصل 1853م.



غير متصل David Hozi

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1097
  • الجنس: ذكر
  • إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني