المحرر موضوع: ازمة البطريرك ساكو مع الشيخ الكلداني – صراع الذميين على السلطة  (زيارة 451 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سام هرمز

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 4
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سام هرمز - تورنتو - كندا

ازمة البطريرك ساكو مع الشيخ الكلداني – صراع الذميين على السلطة

لا يخفى على أحد ان العلاقة بين الكنيسة الكلدانية من جهة والأحزاب "المسيحية" من جهة اخرى كانت دائما تعاني من فتور، وفي وقت الانتخابات كانت تتحول الى علاقة متوترة كون الكنيسة الكلدانية ومنذ سقوط النظام لم تدعم او "تزكي" اي قوة سياسية مسيحية، بل كانت في احيان كثيرة تقدم نفسها على انها الممثل الشرعي للمسيحيين الكلدان حتى على الصعيد السياسي، وفيما حاولت بعض الاحزاب تجنب الصدام المباشر مع الكنيسة الكلدانية، احزاب وشخصيات اخرى لها طموح سياسي دخلت في صراع معها، معظمها كان حتى الان صراع إعلامي عن طريق تسخير منابرها ومواقعها للتهجم على الكنيسة الكلدانية بشكل عام والبطريك لويس ساكو بشكل خاص، حتى ان بعض الكتاب لا يكاد يجف حبر مقالته المهاجمة للبطريرك حتى يأتي بمقالة جديدة، لثأر شخصي او مدفوع من جهة ما.
و لطالما حاولت رئاسة الكنيسة الكلدانية لعب دور سياسي في عراق ما بعد صدام، ولكن ما ان تشتد عليها وتيرة العنف حتى تنسحب وتعلن على الملا تبرأها من اي طموح سياسي، ثم بعد انخفاض وتيرة العنف نراها تندفع مرة ثانية حتى تشتد عليه الأمور فتنسحب وهكذا. وكأن هناك اتفاق غير مكتوب في القوى العراقية الحاكمة وغير الحاكمة تشترك برغبتها في تقليم اظافر الذميين (المسيحيين الساكنين في دولة مسلمة )  كلما علا صوتهم وزاد طموحهم السياسي. وفي اخر محاولة للبطريك لويس ساكو في كسب بعض القوة السياسية هو تأسيس الرابطة الكلدانية، والتي في العلن هي رابطة مستقلة، ولكنها في الحقيقة مسيرة كليا من قبل البطريكية، وتاتمر بامرها حتى في ابسط الامور، وهذه الرابطة خليط من كلدان مخلصين (وهم الاقلية )  يعتقدون انها الفرصة الاخيرة ليكون للكدان كيان سياسي، و كلدان وصوليين وجدوا تنظيم جديد يتسلقون من خلاله على سلم القيادة، و بين فصيل ثالث ينتمون فقط لانهم امروا بذلك من قبل كهنتهم ولا حول لديهم ولا قوة. والرابطة الكلدانية وللاسباب اعلاه هي "التنظيم الكلداني" الوحيد المزكى من الكنيسة الكلدانية، لكنه تنظيم ضعيف جدا مسلوب الارادة و ميت قبل الولادة. كما انه تسبب بكسب الكثير من الاعداء البطريرك لويس ساكو، منهم من طمحوا ليكونوا قادة في التنظيم الجديد ولكنهم لم يحصلوا على مبتغاهم، فكرسوا باقي حياتهم للتهجم على البطريك، والبعض الاخر هم احزاب كلدانية اخرى ناشئة رأت في التنظيم تهديد لهم وللشعبية القليلة في الاساس التي يملكونها.
الانتخابات السابقة اثببت في ما لا يقبل الشك ان الرابطة الكلدانية هي رابطة سياسية ولها طموح ساسي، وقبل الانتخابات بدى وكأن البطريرك لويس ساكو وصل الى ما كان يطمح له وهو ان يكون اقوى قوة سياسية مسيحية، خاصة بعد افول نجم زوعا وتراجع شعبيتها ووهون ارادتها. حيث لم يعد للرابطة الكلدانية( البطريركية ) اي منافس حقيقي الى ان ظهر الشيخ ريان الكلداني، الخصم الجديد للبطريركية. و الكلداني يختلف عن الاحزاب المسيحية الاخرى انه مدعوم من جهات خارجية قوية وله قوة مسلحة معترف بها من الحكومة، كما يبدو ان له اطلاع على أوضاع الكنيسة من الداخل ولا يتوارى من حين الى اخر الى اتهام البطريركية بعملية مشبوهة، والتي تسارع البطريركية الى نفيها. والكلداني نفسه متهم بالكثير من القضايا منها دولية ومنها محلية ولكن بنفوذه لا يستطيع ان يحاسبه. ولو في الاونة الاخرى زاد تراشق الاتهامات بين الكلداني والكنيسة، وهنا انبرى البطريرك لويس ساكو في مؤتمر صحفي ينفي الاتهامات الموجهة له، كما ينفي ان يكون له اي طموح سياسي بجانب كونه مدافع عن حقوق الإنسان والمجتمع. كما انبرى الكثير من رجال الدين بالدفاع عن البطريركية امام هجمة الكلداني. ويبدو ان البطريرك فقد قسم من نفوذه في حكومة السوداني مما شجع الكلداني على تشديد هجمته على البطريرك.
وبالرغم من نفي الكنيسة طموحها السياسي، الا اننا نعلم ان الهجمة الحالية هي ايضا ناتجة عن الصراع على النفوذ السياسي، ولكن وكالعادة بسبب اشتداد الهجمة، قد يضطر البطريرك الى ترك السياسية لفترة ان وجدت ان الهجمة الجديدة اقوى منه. وبالرغم اني ضد تدخل الكنيسة في السياسة ولكني اعي ايضا ان المجتمع العراقي بعد 2003 لم تبقى فيه سوى القيادات الدينية، والكنيسة عليها ان تكون صريحة مع شعبها، ان كان لديها طموح سياسي فيجب عليها مفاتحة شعبها و التعاون مع النخب المثقة في شعبنا لعمل تيار سياسي حقيقي وليس تابع ذليل للبطريكية كما هو الحال مع الرابطة الكلدانية. وبهذا يكون للكنيسة سند من شعبها وتتعاون الكنيسة مع الشعب كما هو الحال في لبنان.
السؤال هل سيتغير شئ على ارض الواقع للكلدان سواء سيطر الكلداني على النفوذ السياسي المسيحي او البطريرك ساكو، والجواب هو كلا، والسبب ان كلا الشخصين تسيطر عليهم العقلية الذمية، أحدهم باع نفسه للقوى الاسلامية، ويسوق نفسه على انه جزء منهم ويحاول التقرب لهم باي ثمن وهو ما يفعله وفعله بعض الذميين عبر التاريخ والذين ارتضوا على أنفسهم بيع إيمانهم مقابل كسب رضى المسلمين عليهم. والاخر ايضا يتصرف ويصرح من منطلق ذمي عن طريق التملق والكلام المعسول وطمر مشاكل المسيحيين والتحدث فقط بالايجابيات والمشتركات. بالرغم ان المسيحيين يعانون من مشاكل تهدد وجودهم في ارض اجدادهم ومن يتصرف كمدافع عنهم عليه طرح هذه المشاكل بشكل واضح، واولها اسلمة الدولة، و محاولات قلع ما تبقى من الثقافة العلمانية فيها. لكننا نراه ساكتا ولا يتكلم سوى في مسائل ثانوية كمسألة اسلمة القاصرين في حال زواج احد الطرفين من طرف مسلم، وهي مشكلة لا تمس سوى شريحة صغيرة جدا من ابناء شعبنا كون اغلبهم لا يمارس الزواج المختلط مع الاديان الاخرى.
فما دام كلا الطرفان ذميان لا خير يؤمل في اي منهما في حل مشاكل المسيحيين ومواجهة القوى الاسلامية، لا بل عمالة الاول  وتملق  الثاني لن يجلب سوى المزيد من الويلات على ابناء شعبنا. وها نحن نشهد كيف ينشر الغسيل الداخلي لشعبنا على القنوات الفضائية بحجة فضح الطرف الاخر ولا خاسر هنا سوى ابناء شعبنا المسيحي الذين سيشوه هذا الصراع تاريخهم المشرف في العراق منذ تاسيسه.
او ان اصرت الكنيسة على خوض السياسية بدون مشاركة العلمانيين فإنها ستفشل كما حدث في كل مرة ومع هذا الفشل تاتي الكثير من الخسائر كعمليات خطف الكهنة و التفجيرات وغيرها من الطرق التي استخدمت ضد الكنيسة للحد من نفوذها السياسي في الماضي. على الكنيسة ان تعي ان الدولة الاسلامية لن تمنح نفوذ للذميين كهدية مجانية، لا بل ولن تسمح ان يكسب الذميون أي نفوذ حقيقي، ولو أراد الذميون كسب هذا النفوذ عليهم ان يكونوا مستعدين لتقديم التضحيات وان يكونوا مستعدين للمواجهة، فكما يقال الحقوق تؤخذ ولا تمنح. فعندما نسمع بعض المجاملات هنا وهناك لا يعني هذا ان الدولة الاسلامية أعطتنا الضوء الأخضر لنكون قوة سياسية، بل بالعكس في الكثير من الاحيان هذه المجاملات تكون لتغطية الواقع المرير الذي نعيشه. و بالنظر الى العشرين سنة الماضية لا يبدو ان هناك اي قوة مسيحية سواء كنيسة او علمانية مستعدة لتقديم اي تضحيات حقيقية مقابل هذه المكاسب المشروعة، لا بل هناك تغليب على المصلحة الشخصية والفردية على مصلحة الكل، وهو السبب الرئيسي الذي لم تستطع حركاتنا السياسية والدينية أن تتوحد، فالجميع يريد ان يكون القائد وغيره اتباع له وحتى الان لم يظهر الشخص الذي يمكن أن يستحق أن يسمى قائد، فالجميع يقود من الخلف لا من الامام، واغلبهم ثبت أنه يهرب من عربة القيادة عندما يجد الجد وتحمى الحديدة كما يقال في العامية.
 


غير متصل نينو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 124
    • مشاهدة الملف الشخصي

يا سام. انها لاول مرة نقرأ لحضرتك
لم تكن منصفا ابدا. من دافع عن المسيحيين غير سيدنا ساكو ؟
تذكر خطابه امام مجلس الامن والبرلمان الأوروبي  والبرلمان الفرنسي والإيطالي والبلجيكي ورؤساء الدول.
كذلك دفاعه المستميت في لقاءاته مع المسوولين العراقيين والمرجعيات الدينية وخطاباته ومقالاته.
ماذا يعمل الرجل اكثر ؟
كيف تتجاسر وتقارنه مع هذا النكرة ريان
هو لا يطمح ان يكون زعيما سياسيا الا يكفيه انه بطريرك وكاردينال في الكنيسة الكاثوليكية  قبل ان يكون عضوا في مجلس محافظة نينوى بناء على طلب الاساقفة وكان آنذاك كاهنا ودافع عن الكل. اسأل  أهل الموصل.
انا انتقادك للرابطة فليس في محله انت والقومجيون حاقدون على الرابطة  عوض ان تساندونها.انه  لا يتدخل ابدا في شؤونها. هذا اتهام الباطل
الله ينور بصيرتك

غير متصل قشو ابراهيم نيروا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4732
    • مشاهدة الملف الشخصي