السيد لوسيان المحترم
تحيه طيبه
في كل ما نكتبه, تعوّدنا على تقاسم مشاعرالحرص على شعبنا مضافا اليها اقرارنا بأهمية الإختلاف في الرؤى على اعتبار أنه يطور قدراتنا,فنبدو ظاهريا بأننا على الطريق الصحيح ,ولكن عندما نأتي الى تقييم جوهر المواقف نصطدم بحقيقة أن القواسم المشتركه التي ندّعي اشتراكنا فيها قد تم إلغائها واضحت مجرد كذبه كلاميه نرددها بدون وجود دليل ملموس لها .
حظنا العاثر أننا شعبٌ معروف ماضيا وحاضرا بنكباته وما اكثرها, من المعيب ان لا تكون مآسينا قد اكسبتنا الخبرة اللازمه لتشخيص خطورة الحاله التي يواجهها شعبنا اليوم من قبل احد ارهابيي ميليشيات ولاية الفقيه,ظاهرة ريان أعمق من ان نختزلها في استهداف البطريرك,وحالنا كما هو واقعاً ليس بحال القادرعلى الكيل بذات المكيال ورد الصاع صاعين,الذي بمقدورنا فعله وهو أضعف الايمان , قول كلمة سواء صادقه بحق شعبنا ربما تشفي الغليل وترص الصفوف لاتخاذ الموقف الذي نراه اكثر مناسبا لمصلحة شعبنا .
خذ على سبيل المثال جريمة مذبحة سمّيل التي ارتكبتها الحكومه العراقيه في آب 1933 بحق ابناء شعبنا , استطاعت بعض العوائل ان تنفذ بجلدها في هروبها الى ألقوش ,استمرت السلطات بملاحقة هذه العوائل وهددت بضرب القوش إن لم يتم طرد تلك العوائل اللاجئه, كان بإمكان اهالي القوش درء الخطر عن بلدتهم بطرد او تسليم العوائل (حاشا ان تفعل ذلك القوش) لكنهم تحدوا تهديدات السلطات وفضلوا الموت سويه مع ابناء جلدتهم حتى لا تنطبق عليهم مقولة "اُكلت يوم اُكل الثور الأبيض " .
وفي نيسان 1969 دبرت السلطات مع احد أعوانها في افواج الجحوش (الجتا) هجوما مسلحا على بلدة القوش الآمنه,بحجة ان مُدرسا في ثانوية القوش لفظ كلمة شيطان مما اثار حفيظة الطلبه اليزيديين في المدرسه,استغلت السلطات هذا الحدث في حث احد المسؤولين الايزديين على شن هجوم مسلح,على أمل ان تنجح الخطه في كسر شوكة البلده وإخضاعها لمآرب السلطه واعوانها,لم يكن لهذا المخطط أن يفشل لولا تكاتف جهود ابناء البلده في مقاومة الهجمة المسلحه بعد ان وضعوا خلافاتهم الاخرى جانبا .
وفي ايلول 1973, شن مقاتلو الحزب الديمقراطي الكردستاني هجوما كبيرا على القوش لاسباب سياسيه لسنا بمعرض الدخول في تفاصيلها, استمرت المعارك اشهرا ً, ولكن لولا تلاحم الاهالي وتركهم خلافاتهم الاخرى جانبا, وتراصفهم في خندق واحد لما استطاعوا افشال المخطط و الحفاظ على سمعة وكرامة بلدتهم .
جئت بهذه الامثله حتى أبيّن بالدليل وجهة نظري .صياغة المواقف الصحيحه في الازمه التي نواجهها لا تتم بالاعتماد على امزجة المؤيدين او المعترضين على البطريرك ذلك شأن مختلف, أنما على اساس ما هو الأهم والأخطر كي نتحسب له بعيدا عن القيل والقال.
تحياتي