الاخ العزيز الاستاذ شمعون كوسا المحترم
تحيه طيبه
خير الكلام ما قل ودل,اُرددها هنا لصحة اعتقادي أنك تكتب القليل لكنك تُكثر من طرح اسباب زج القارئ في تعميق الحوار مع نفسه,هل سيكتفي القارئ بالجديد البائن أم سيذهب الى ما بين السطور,ميزةٌ كهذه لا يتّسِم ُ بها الا من يحسن الإمساك بقلمه , شكرا لك اخي شمعون على هذا الحث المثمر, فقدذهبتَ بي الى قصه قصيره حصلت معي.
شاءت الصدفه أن أكون مدعواً الى بيت صديق مغربي ,لفت انتباهي وجود شخص يرتدي دشداشه قصيره ملتحي بلحيه على شكل خيط رفيع,ينتعل موديلاً قريشيا(شبشب ابو الأصبع),واضح انه متديّن مختوم بماركتهم المسجله,كررالاخ ترحيبه بي اكثر من مره ليبدأ حديثه بالسؤال عن اوضاع العراق ,لم يكن يهمه جوابي بقدر ما كان سؤاله معبراً للولوج شيئا فشيئا الى صراع المذاهب والأديان, لم أفلح في تحييد الدين عن حديثنا أمام تحججّه بحاجته الماسه الى الإطلاع على رأي غير اسلامي معتقدا انه انجازاً سيُكسبه اجرا سماويا .
كاد الاخ ان يزعل حين إختلفت معه حول قوله بأن لاشئ يحصل الا بمشيئة الله,لكنه فرح حين اتفق كلانا على اننا اكتسبنا الصفه الدينيه بالوراثه اعتقادا منه بأن الاتفاق هذا سيتخادم مع ما في ذهنه,ففاجأني قائلا : يا صاحبي انا متعجب من بقائك على نصرانيتك وحضرتك دارس ومثقف!!فأجبته ممازحا: رغم انك نسيت الذي للتو اتفقنا عليه!لا بأس, سأجيبك مُحمّلاً الطبيعه وزر معاقبتي في عدم منحي كفايه من العقل كي أميز بين الــ.., قاطعني معترضا:استغفر الله لا تقل الطبيعه قل الله سبحانه وتعالى . فاجبته حسناً انت محظوظ جداً يا صاحبي لان الله سبحانه تعالى أغدق عليك بوفرة من نعمة العقل تكفيك للثبات على دينك والتبشيربه , لكن نصيبي من هذه النعمه كان من الشحة التي لا تكفي لتغيير ديني, ما رأيك لونتركها على حالها, افضل من ان يكثر منافسيكم في الآخره فنتذابح على حور العينين ؟ابتسم وقال لا تقلق يا صاحبي الله سبحانه وتعالى قادر على توفير المليارات من حور العين.
عزيزي ابو كميل,بين الوريث والموَرّث وبين هبات الخالق وعقوبات الطبيعة, ضحيه واضحه حُمّلت عبئا ً يحتم عليها الدفاع عن شئ لم تختاره, لكنها برضاها تختار سبل البطش لمعاقبة اخيها لو شذ عن عقيدتها, من الذي يتحمل وزر هذا الجرم الانساني .
تقبل خالص تحياتي