المحرر موضوع: لحسن الحظ ،لا تدين الطبيعة أحداً ولا تفرّق بين هذا وذاك  (زيارة 1093 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شمعون كوسا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 201
    • مشاهدة الملف الشخصي
لحسن الحظ ،لا تدين الطبيعة أحداً
ولا تفرّق بين هذا وذاك 
شمعون كوسا
بعيدا عن هموم الساعة واحاديثها ، سياسة ، أحزاب ، حكومات ،  قوميات وحتى عقائد وطوائف ، مواضيع شغلت الكثيرين وادخلتهم في نقاش حاد يؤدي الى الكثير من الغضب  والافتراق وحتى التربص بانتظار فرصة الثأر. وبعيدا ايضا عن المفارقات الخاصة بالأديان التي ، بالرغم من ولائها لخالق واحد يُفترض ان يكون نفسَ الإله،  فان رُعاتَها وحتى بعضَ رعاياها تعتبر الاختلاف والخلاف  ، والنقاش والفرقة، والخصام وحتى العداء تعتبرها  ممارسات تفرضها  تقاليدها وشرائعها . واشخاص عاديون آخرون يتخذون مواقف ، وينظرون  شزرا  الى بعضهم البعض ،  بسبب اختلاف افكارهم ، وآخرون  يكرهون فلانا لعدم انسجام طباعهم معه ، وآخرون يتجنبون فلانا  ولا يطيقون رؤيته لأنه ثقيل الدم ، دون ان يكون لهم أية فكرة عن وزن دمّه !! وآخرون يحتفظون  بحكم مسبق عن اشخاص  لم يلتقوا  بهم أصلا ، وإلى آخره من  سلسلة التجافي والافتراق والتخاصم ، وفي اغلب الاحيان لأسباب عرضية واهية .
نحكم على بعضنا البعض،  فنلتقي ،  ونبتعد عن بعضنا البعض ،  وننفر أحيانا  من أشخاص لمجرد رؤيتهم  ، وننفعل ونصدر احكامنا ، حضوريا أم غيابيا واحيانا ،  لمجرد اشاعة.
 إن الانسان أرقى مخلوق أوجدته الطبيعة .  ومما لا شك فيه أن البشر كلهم متشابهون ، مهما تغيّر لونهم او اختلف أصلهم ، لانهم يحملون نفس العقل ، ولهم نفس الحواس ، وتكوينهم متشابه ويخضع كل منهم الى  نفس العوامل ،  ويتفاعلون جميعهم وينفعلون بصورة مماثلة إزاء الفرح،  والالم،  والحزن،  والخوف،  والغضب ، والقلق،  والحيرة.
احتجتُ الى كل هذه المقدمة الطويلة كي  انتقل الى شرح بديهيات عن مخلوقات اخرى للطبيعة ، تختلف عن الانسان ، بردود افعالها وبتعاملها مع الانسان . هذه المخلوقات لا تفرّق بين هذا وذاك ، جميلا  كان او قبيحا ، صالحا او شريرا ، ثقيل الدم أو خفيفه ، ثريّا او فقيرا . هل الزهرة مثلا ، تبخل بجمالها ، بألوانها وعطرها الزكي ، على الناظرين اليها ، معجبين كانوا ام لا ، ذوي مزاج كانوا أم لا ، جذابين كانوا أم مقرفين ؟ هل تسمح  الزهرة لنفسها بالقول ، حتى في سرّ نفسها ،  بان هذا يستحقني وذاك لا . الزهرة لا تغادر موقعها ، ولا تختفي ، ولا تتبرقع أو تتحجّب ، ولا تتصنّع  لان قاصدها شخص لا يحبه الناس او هو مجرم مطلوب للعدالة .
كلّ شخص يأخذ منها ما تروم اليه نفسه ، فهناك من يكتفي بنظرة بسيطة ، وآخر ينحني لاستنشاق عطرها ، وآخر يقف مشدوها امام  الوانها الزاهية ، وآخر يُمعن النظر، ويلج عالم الخيال ، كي عِبر انظاره وصَبرِ الزهرة عليه ،  ينسجَ  قصيدة او يرسمَ لها لوحة جميلة ، او يؤلفَ منها قصة ، وآخر لشدة ولعه بها ولمعرفته التامة بعدم تبرّمها منه ، يعود ثانية وثالثة لأنه يكون قد وجد الراحة التي تنشدها نفسه والتي  تجعله في منأى عمّن يلومونه او يستهزؤون به ، أو يسألونه أو يطالبونه ويلاحقونه . 
واذا انتقلنا الى ابناء الطبيعة الاخرين من غير البشر ، نقول :  هل الشمس ، هذا المصباح الذي يَبعث الحياة في الطبيعة والبشرية جمعاء ، بضوئه وحرارته منذ مليارات السنوات ، هل تحكم الشمس على منطقة معينة فتغيبَ عنها وتحرمها من ضوئها وحرارتها ؟ هل تحكم الشمس على  شعب او تهجر بلدا ، لان قاطنيه متخلّفون او لا يجيدون فنون الكلام والكياسة؟  هل تغضب من فلان او تعاقبه ، او تميّز بين  مجموعة واخرى او قارة واخرى أو تضمر لها الشر لايّ سبب كان ؟
وهل النهر يغيّر مساره لان هذه المنطقة قد اخطأت بحقة وخصّته بكلام بذئ ؟ او هل ينقطع عن الجريان لان الساكنين على ضفافه  من الدين الفلاني أو الطائفة الفلانية ؟  إنه يجري غير آبه اذا كان المنتفع منه طويلا او قصيرا ، صالحا ام شريرا .
وهل الحديث عن الطيور والعصافير يحتاج الى وصف من هذا النوع ؟ متى غادر طير غصنه أو خفّف من شدوه ، لان المُصغي إليه فلان وهو لا يستحق سماع صوته الجميل  أو لأنه سيّئ السمعة ؟  العصفور يطير، ويحطّ ، ويشدو باللحن الذي حبته به الطبيعة ، فيُطرب كافة المارين دون تمييز عنصري .
والحديث نفسه يتكرر عن الغيوم ، فان انحباسها عن بلدة او وهطولها في منطقة أخرى ،  ظاهرة  تخضع لعناصر الطبيعية الاخرى كالحرارة والرياح ، فاذا لم تستقر في مكان  وهجرت غيره ، فليس هذا لأنها تعاقب او تكافئ ، فهي تهطل وتوزع خيرها وأمطارها على الجميع دون تمييز. واذا تناولتُ الخلائق كلها سيطول بي الامر ، ناهيك عن تبرّم القارئ ، فما ذنبه في الصبر عليّ في سماع حديث مملّ كهذا.
خلاصة القول ان الطبيعة ، دائمة الخير والعطاء ، بخلاف الانسان . هذا الكائن السامي بعقله ، الذي حباه الله دون كافة الخلائق بمعرفة الخير والشر ، والتمييز بين ما هو صالح وما هو طالح ، وما هو حقيقي وما ليس كذلك، هذا الانسان الذي له امكانية الرؤية والتحليل والاستخلاص واتخاذ القرار ، هذا الانسان الذي يعرف جيدا بانه يجب  ان يكظم غيضه ،  وأن يجنح للحب ،  لسوء الحظّ ،  هذا الكائن السامي ، يفضّل احيانا الانحدار والتخلي عن سموّه ، فيركض وبإرادته ، وراء مصلحته وأنانيته ، فيحكم على فلان ، ويسيئ الى آخر ، ويشيح بوجه عن فلان ، يبتسم بوجه فلان ، ويعبس بوجه غيره ، والأنكى من كل ذلك فانه يحقد ويحتفظ بحقده  ويلذّ له تطويره لحد  الانتهاء بارتكاب الشرّ . أين صاحبنا من الزهرة ومن الشمس والطيور والغيوم وغيرها ؟   
لقد تحدثتُ وأطلت الكلام في موضوع غريب وبديهي جدا، وفعلتُ ذلك بصورة ساذجة. كانت مجرد فكرة راودتني ، ولا اعرف لماذا  تسلسلتُ بها بحيث كنت كالشخص الذي تتقطع سلسلة افكاره ، فينتقل متخبّطا من فكرة الى اخرى دون أي ارتباط . على اية حال ، إن كان حديثي لا يرقى الى المستوى المطلوب  ، فانا اقول بان العبرة أحيانا في تكرار ما هو بديهي وساذج ، لان البديهي لا يجلب الانتباه كثيرا ،  ولكن إعادته ، حتى اذا كانت بصورة ساذجة ،  تدعو بعض القراء للتوقف والاستفهام .    كخلاصة،  أودّ الاختتام بهذا القول : هل يحتاج الانسان الى المبالغة في سموّه وتفكيره كي يجنح دوما للخير ، او التخلي احيانا عن عقله كي يُحرم ن إمكانية الابداع في شره ؟!!





غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
القدير شمعون كوسا
شلاما دمارن

مقتبس من المقالة الجميلة:
( خلاصة القول ان الطبيعة ، دائمة الخير والعطاء ، بخلاف الانسان . هذا الكائن السامي بعقله ، الذي حباه الله دون كافة الخلائق بمعرفة الخير والشر ، والتمييز بين ما هو صالح وما هو طالح ، وما هو حقيقي وما ليس كذلك، هذا الانسان الذي له امكانية الرؤية والتحليل والاستخلاص واتخاذ القرار ، هذا الانسان الذي يعرف جيدا بانه يجب  ان يكظم غيضه ،  وأن يجنح للحب ،  لسوء الحظّ ،  هذا الكائن السامي ، يفضّل احيانا الانحدار والتخلي عن سموّه ، فيركض وبإرادته ، وراء مصلحته وأنانيته ، فيحكم على فلان ، ويسيئ الى آخر ، ويشيح بوجه عن فلان ، يبتسم بوجه فلان ، ويعبس بوجه غيره ، والأنكى من كل ذلك فانه يحقد ويحتفظ بحقده  ويلذّ له تطويره لحد  الانتهاء بارتكاب الشرّ . أين صاحبنا من الزهرة ومن الشمس والطيور والغيوم وغيرها ؟)   
معك الحق، لاتدين ألطبيعة احد ولا تفرق بين هذا وذاك ولكن افعالنا وتصرفاتنا السيئة هي التي تدفع الاخرين لادانتنا +

عاشت الايادي
ايقاري

وليد حنا بيداويد

غير متصل شمعون كوسـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 219
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي وليد بيداويذ
لك شكري الجزيل على مداخلاتك في كل ما اكتبه ولقد اخترت هنا فقرة تختصر واقع الانسان وما كان يجدر به القيام به عبر العقل الذي حصل عليه ولكن العقل غذا في ايامنا اداة لتطوير الشر وهذا المنحى هو الاسهل ويخدم انانيتنا التي تأتي قبل كل الشرور . مرة اخرى لك شكرى ودعائي بديمومة صحتك وسعادتك .

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ شمعون كوسا المحترم

مقالة جديرة بالاهتمام، كما عودتنا على الدوام، عن واقع الانسان وسلوكه وتصرفاته، بالرغم من كل المزايا التي وهبها الخالق له.

 في سبيل المقارنة، يستطيع راعي واحد ان يقود قطيع من الاغنام، والتي تنصاع دون مقاومة، لكن لا يمكن ان تقود، وانت المتمكّن والمؤهّل، شخصاً واحداً بانسيابية، دون تذمّر. أليست هذه مفارقة عجيبة في مسار الحياة، ونكران جميل الخالق؟

عاش قلمك الراقي والهادف، تقبل تحياتي...

غير متصل شمعون كوسـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 219
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي الاستاذ سامي

شكرا لمداخلتك وللمثل الذي ضربته وهو مليئ بالحكمة .الخليقة بكافة اصنافها حريصة على ألاّ تضرّ بالانسان باستثناء بعض عناصر الطبيعة االتي يُعزى تجاوزها احيانا الى تخلخل المناخ . المطلوب من الانسان الا يضر باخيه الانسان فقط ، لان الطبيعة بكافة مكوناتها  امامه كي يتصرف بها على هواه ، فهو يقطف الزهر ويقطع الشجر ويذبح الخروف والعجل ويغير مسارات الانهر وغيرها ، ولكنه وبارادته لا ينصف اخاه اذ لا يريد سماع عقله المبدع وصوت ضميره  لان المصلحة والانانية والجشع قد اعمت واسكتت ما هو اسمى شئ لديه ، انه يتصرف بمحض ارادته الكاملة بالرغم من معرفته التامة بانه مخطئ. والحديث طويل .

غير متصل شذى توما مرقوس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 586
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
   خالص تحياتي للأستاذ شمعون كوسا
    من أجمل المقالات ، والبديهيات في نظري هي الأساسيات التي تتشعب عنها التفاصيل الأخرى
    تعجبني كثيراً هذه التوجهات في الأفكار والتي تُذكر الإنسان بأنه جزء من الطبيعة وعليه أن يبقى جزء منها وليس خارجها لكي يحيا بتناغم وسلام مع كل الكائنات الأخرى  ( وأيضاً مع الموجودات الأخرى )  ، والتي هي في كل الأحوال أنقى وأصفى منهُ ، فقط أنا لا أتفقُ معك في إن الإنسان هو أرقى كائن أوجدتهُ الطبيعة ، فهو لم يرقى بعد لحدود إنسانيته التي يتبجح بها ولن يرقى أبداً وما ورد في تفاصيل مقالتك يؤيد ذلك .
عاش قلمك ، وإلى المزيد من العطاء الذي أتمنى لهُ الاستمرار
كل المحبة والتقدير 

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد شمعون كوسا ! ليكن تعليقي على كلمتك الهادئة هذه يختلف  قليلاً عن الآخرين ! بَس بدون زعل او عتاب رجاءاً ! استطيع ان اكتب كلمتان عاديتان والسلام ، بَس هيجي ردود ما تعجبني ! ههههه
مقتبس بسيط من كلمتك : تقول فيه : خلاصة القول ان الطبيعة ، دائمة الخير والعطاء ، بخلاف الانسان ، هذا الكائن السامي بعقله ، الذي حباه الله دون كافة الخلائق بمعرفة الخير والشر ووووو الخ إنتهى الاقتباس !
نستطيع من كلامك أن نستنتج إن الله هو السبب ! إذا كان الله ترك كل باقي المخلوقات واحب هذا الانسان والذي خرجت وتخرج منه كل العاهرات إذن يعود السبب او الخطأ الى الله ! والله فكرة !
هي مجرد دردشة وشوية حرشة لا اكثر ولا اقل ! تحية طيبة

غير متصل شمعون كوسـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 219
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخت شذى مرقس
شكرا لطلتك المنيرة . انا ابن الطبيعة ، وجلّ اوقاتي امضيها بين احضانها ، اسير على ضفاف الانهر واتجول بين الاشجار والزهور واصعد الى اماكن مرتفعة تتيح لي مدّ ابصارى الى آفاق بعيدة والولوج داخل نفسي . أصلا انا ابن شقلاوا ، احدى اجمل البقاع بنظري . أما حول الانسان ان نظرتك ليس اختلافا بل انا سائر معك في واقع الانسان المرير ، هذا الكائن السامي بعقله بمقدوره الهبوط الى أوطئ درك وارتكاب ابشع الموبقات ، في الوقت الذي له امكانية ، اذا قرر ذلك ، اجتراح المعجزات ببصيريته وضميره واحساسه. للاسف الشديد قابلية السمو تستخدم من قبل الانسان الى كل ما هو مشين ، لان السموّ يتطلب جهدا ، والانحدار يتم دون تحريك ساكن .

غير متصل شمعون كوسـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 219
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي نيسان سمو
شكرا لمداخلتك لانك رجل ذكي والساخر في تعبيره يتصف بالدهاء . الطبيعة هي جمال الحياة ، الانسان جزء من الطبيعة ولقد حاز على عقل يمكنه من الابتكار ، من الابداع ،من الخلق .للاسف الشديد هذا الطاقة لا تغري الانسان بل ان عقله ذاهب الى الشر لانه يخدم مصالحه وانانيته ولاسيما ان الشر سهل التنفيذ. انا اقول احيانا هل كان يحتاج الانسان الى هذا كل هذا التمييز اذا كان تصرفه اسوء من الحيوان لانه يسعى الى الشر والحيوان يتصرف فقط حسب سجيته وطبيعته. الى من يعود الذنب ؟!! هكذا اوجدت الطبيعة والحياة .دمت سعيدا.

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز الاستاذ شمعون كوسا  المحترم
تحيه طيبه
خير الكلام ما قل ودل,اُرددها هنا لصحة اعتقادي أنك تكتب القليل لكنك تُكثر  من طرح اسباب زج القارئ في تعميق الحوار مع نفسه,هل سيكتفي القارئ بالجديد البائن أم سيذهب الى ما بين السطور,ميزةٌ كهذه لا يتّسِم ُ بها الا من يحسن الإمساك بقلمه , شكرا لك اخي شمعون على هذا الحث المثمر, فقدذهبتَ بي الى قصه قصيره حصلت معي.
شاءت الصدفه أن أكون مدعواً الى بيت صديق مغربي ,لفت انتباهي وجود شخص يرتدي دشداشه قصيره ملتحي بلحيه  على شكل خيط رفيع,ينتعل موديلاً قريشيا(شبشب ابو الأصبع),واضح انه متديّن مختوم بماركتهم المسجله,كررالاخ ترحيبه بي اكثر من مره ليبدأ حديثه بالسؤال عن اوضاع العراق ,لم يكن يهمه جوابي بقدر ما كان سؤاله معبراً للولوج  شيئا فشيئا الى صراع المذاهب والأديان, لم أفلح في تحييد الدين عن حديثنا أمام تحججّه بحاجته الماسه الى الإطلاع على رأي غير اسلامي معتقدا انه انجازاً سيُكسبه اجرا سماويا  .
 كاد الاخ ان يزعل حين إختلفت معه حول قوله بأن لاشئ يحصل الا بمشيئة الله,لكنه فرح حين اتفق كلانا على اننا اكتسبنا الصفه الدينيه بالوراثه اعتقادا منه بأن الاتفاق هذا سيتخادم مع ما في ذهنه,ففاجأني قائلا : يا صاحبي انا متعجب من بقائك على نصرانيتك وحضرتك دارس ومثقف!!فأجبته ممازحا: رغم انك  نسيت الذي للتو اتفقنا عليه!لا بأس, سأجيبك مُحمّلاً الطبيعه وزر معاقبتي في عدم منحي كفايه من العقل كي أميز بين الــ.., قاطعني معترضا:استغفر الله لا تقل الطبيعه قل الله سبحانه وتعالى . فاجبته حسناً انت محظوظ  جداً يا صاحبي لان الله سبحانه تعالى أغدق عليك بوفرة من نعمة العقل تكفيك للثبات على دينك والتبشيربه , لكن نصيبي من هذه النعمه كان من الشحة التي لا تكفي لتغيير ديني, ما رأيك لونتركها على حالها, افضل من ان يكثر منافسيكم  في الآخره فنتذابح على حور العينين ؟ابتسم وقال لا تقلق يا صاحبي  الله سبحانه وتعالى قادر على توفير المليارات من حور العين.
 عزيزي ابو كميل,بين الوريث والموَرّث وبين هبات الخالق وعقوبات الطبيعة, ضحيه واضحه حُمّلت عبئا ً يحتم عليها الدفاع عن شئ لم تختاره, لكنها برضاها تختار سبل البطش لمعاقبة اخيها لو شذ عن عقيدتها, من الذي يتحمل وزر هذا الجرم الانساني .       
تقبل خالص تحياتي

غير متصل شمعون كوسـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 219
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي العزيز شوكت

لقد اعجبتني القصة التي سردتها عن صديقك المغربي واستخلاصك عن الوريث والموروث والضحية التي برضاها تختار سبل البطش لمعاقبة اخيها لو شذّ عن عقيدتها . لقد صدقت كل الصدق وهذا نوهت عنه قليلا في مقدمتي .
نعم لا زالت مشكلتنا في الوريث والموروث ، ولا اعرف متى سيمنح الانسان نفسه الحرية كي يفكر دون قيود ، ليس لي قصد من وراء هذا الكلام ولكن لماذا لا ينطلق الانسان مع الطبيعة الخلابة دون قيود ، فينظر ويطيل النظر ، يصغي ليسمع ، يستنشق ويغني ويتكلم ويصمت ويتأمل . لماذا لا تُفكّ اغلال العقل كي يتجه فطريا الى حب الاخر والبحث عن سعادته عبر سعادة الاخر وارتياحه بعيدا عن الانانية والجشع . الا يقودنا هذا الى سلام ووئام عالميين ؟
باعتقادي هذا يقع على عاتق الانشان دون الانتظار أن يمكنه الله ، كما قال صاحبك بان كل شئ بمشيئة الله .
حديث تم التطرق اليه منذ اجيال وسيطول الى اجيال اخرى ولاجله اقول : شكرا يا شوكت على ما سطرته هنا .