المحرر موضوع: جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ترسم حدودا لحربها مع فرنسا في مالي  (زيارة 233 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31606
    • مشاهدة الملف الشخصي
جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ترسم حدودا لحربها مع فرنسا في مالي
الجماعة ستضطر إلالعربى السير على خطى هيئة تحرير الشام وحصر عملياتها في مناطق الحرب، لكن دون التخلي عن الولاء للقاعدة.
العرب

الجماعة اختارت تغيير تكتيك الحرب
لندن- أعادت هيئة تحرير الشام المتشددة المتمركزة في شمال غرب سوريا، والتي تعمل تحت قيادة أبومحمد الجولاني، التأكيد خلال الأشهر الأخيرة على اقتصار أجندتها العملياتية والجغرافية على النطاق المحلي والتوقف عن تنفيذ عمليات في مناطق أخرى.

ويبدو أن هذا التوجه سينعكس على جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مالي التي ستجد نفسها مجبرة على أن تسير على خطى هيئة تحرير الشام، وأن تدير عملياتها ضد فرنسا في الساحل والصحراء من دون تنفيذ عمليات انتقامية ضدها في مناطق أخرى، لكن دون التخلي عن الولاء للقاعدة.

وتوقفت هيئة تحرير الشام عن الدعوة إلى أيّ هجمات خارج سوريا أو تبني تلك التي شُنّت في بلدان أخرى. كما لم تتردد في التذكير بأن أعداءها الرئيسيين هم حكومة بشار الأسد (وداعموه الروس) وتنظيم الدولة الإسلامية. وبالتالي أنهت هيئة تحرير الشام فعليا ارتباطها الرسمي بالقاعدة.

◙ تراجع التكتيك الأساسي لاختطاف الأجانب الذي تتبعه القاعدة وجماعة نصرة الإسلام قد يجعل المجموعتين بعيدتين عن رادار التهديدات التي تقلق الدول الغربية

ويقول مراقبون إن حصر العمليات ضد فرنسا في مناطق الحرب دون تنفيذ هجمات على مدنيين أو مصالح فرنسية في فرنسا أو في دول أخرى يعتبر تطورا في تفكير الجهاديين من أجل البحث عن مقبولية خارجية.

وفي مارس على سبيل المثال أجرى أبوعبيدة يوسف العنابي، وهو زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي تعدّ “الجماعة الأم” لحركة نصرة الإسلام والمسلمين، مقابلة تعهد فيها بعدم مهاجمة الأراضي الفرنسية، مشيرا إلى أن للمجموعة “مشاكل” مع قوات فرنسا الموجودة في أفريقيا.

وانتقد العنابي القادة الغربيين لفشلهم في الاعتراف بأن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ليست لها مصالح خارج أفريقيا. وتختلف بهذا عن جماعات القاعدة السابقة في بلاد المغرب الإسلامي، مثل الجماعة الإسلامية المسلحة التي شنت هجمات في فرنسا في التسعينات، وحتى القاعدة نفسها التي أشادت في العقد الماضي بهجمات أنصارها في أوروبا والولايات المتحدة.

وأشاد العنابي بالانسحاب الفرنسي من مالي بطريقة توحي وكأنه كان نتيجة لنجاح الجهاديين بعد عقدين من الحرب.

وفي حين ضغطت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وعدوّتها الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى على قوات مكافحة التمرد الفرنسية في المنطقة (التي كانت تعمل تحت رعاية عملية برخان)، كان الانسحاب في سياق الانتقاد الفرنسي والغربي للقادة العسكريين الذين دبروا انقلابا في مالي، والذين من غير المرجح أن يتنازلوا عن السلطة أو يسمحوا بتنظيم انتقال ديمقراطي إلى حكم مدني.

ولم يكن القرار بالانسحاب ناجما بشكل أو بآخر عن ضربات الجهاديين.

يُذكر أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (أو بتسمية أكثر تحديدا جماعة نصرة الإسلام والمسلمين) أفرجت مؤخرا عن طبيب أسترالي احتجز في غرب أفريقيا لأكثر من سبع سنوات وكان قد اختطف هو وزوجته في 2016 بالقرب من الحدود بين بوركينا فاسو ومالي، حيث كانا يديران عيادة لأكثر من 40 عاما.

◙ حصر العمليات ضد فرنسا في مناطق الحرب دون تنفيذ هجمات على مدنيين أو مصالح فرنسية يعتبر تطورا في تفكير الجهاديين

ولم يكن إطلاق سراح الرهينة مقابل دفع أيّ فدية وفقا للسلطات الأسترالية.

ويقول الكاتب جاكوب زين في مقال لفائدة مؤسسة جايمس تاون إنه إذا كان هذا صحيحا فإنه يشير إلى أن تساهل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين كان دليلا على نيتها كسب بعض النقاط على المسرح الدولي. وربما لم ترد الجماعة أن يموت الرهينة في الحجز نظرا لسنّه (88 سنة).

ويشير عدم الاستقرار في المنطقة، الذي أدى إلى انخفاض السياحة الدولية والأعمال التجارية والدبلوماسية أيضا، إلى انخفاض عدد الأجانب في منطقة الساحل خلال السنوات المقبلة. وهذا يعني أن تراجع التكتيك الأساسي لاختطاف الأجانب الذي تتبعه القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين قد يجعل المجموعتين بعيدتين عن رادار التهديدات التي تقلق الدول الغربية.

وإذا كانت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ستتبع نموذج هيئة تحرير الشام وطالبان وتحول تركيزها إلى الشأن المحلي، فمن غير المحتمل أن تتدخل القوى الغربية إذا أسست شكلا من أشكال الحكم الذاتي من خلال انتصاراتها العسكرية في منطقة الساحل.

ولا يستبعد جاكوب أن يكون هذا التوجه نموذجا لنجاح الجماعة في المستقبل القريب، تماما كما حدث مع طالبان في أفغانستان.