المحرر موضوع: قراءة لحديث ( والَّذي نفسي بيدِه ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حَكمًا مقسطًا فيَكسرُ الصَّليبَ ويقتلُ الخنزيرَ ويضعُ الجزيةَ ويفيضُ المالُ حتَّى لا يقبلَه أحدٌ ) .  (زيارة 254 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف تيلجي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 468
  • كاتب ومحلل في مجال نقد الموروث الأسلامي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قراءة لحديث ( والَّذي نفسي بيدِه ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حَكمًا مقسطًا فيَكسرُ الصَّليبَ ويقتلُ الخنزيرَ ويضعُ الجزيةَ ويفيضُ المالُ حتَّى لا يقبلَه أحدٌ ) .                                                                                                         الموضوع :                                                                                                                                           1 . راوي الحديث :  أبو هريرة . المحدث : الألباني . المصدر : صحيح الترمذي . الصفحة أو الرقم : 2233  خلاصة حكم المحدث : صحيح . التخريج : أخرجه البخاري (2222) واللفظ له ، ومسلم (155).                                                                    2 . من موقع / الدرر السنية ، أسرد شرحا مختصرا للحديث ( لقدْ دلَّ النَّبيُّ أُمَّتَه على كلِّ خَيرٍ، وحَذَّرَهم مِن كلِّ شرٍّ ، ومِن ذلك إخبارُه بعَلاماتِ السَّاعةِ التي تكونُ في آخِرِ الزَّمانِ . وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ بعَلامةٍ مِن هذه العَلاماتِ الكُبرى الَّتي تدُلُّ على قُرْبِ قِيامِ السَّاعةِ ؛ وهي : نُزولُ عِيسىَ آخِرَ الزَّمانِ في هذه الأُمَّةِ ، فيُقسِمُ النَّبيُّ باللهِ الَّذي رُوحُه بيَدِه يُصَرِّفُها كيف يَشاءُ على أنَّه قدِ اقترَبَ نُزولُ عِيسى ، ونُزولُه سَيَكونُ عندَ المنارةِ البيضاءِ شَرْقَي دِمَشقَ ، واضعًا كَفَّيه على أجنحةِ مَلَكَينِ ، كما في رِوايةِ مُسلمٍ في صَحيحِه . فيَحكُمُ بيْن النَّاسِ بالعدْلِ ، وسيَحكُمُ بأحكامِ الشَّريعةِ المحمَّديَّةِ لا نَبيًّا برِسالةٍ مُستقِلَّةٍ وشَريعةٍ ناسخةٍ ، وأخبَرَ النَّبيُّ أنَّ عِيسى سَيكسِرُ الصَّليبَ الَّذي تُعظِّمُه النَّصارى ، ويَزعُمون أنَّ عِيسى قد صُلِبَ عليه ، وقد كذَّبَ اللهُ عزَّ وجلَّ اليهودَ في ادِّعائِهِم هذا ، فقال تعالَى : { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ لهُمْ بِهِ .. / سورة النساء} ، وكَسْرُه الصَّليبَ إشارةٌ إلى بُطلانِ دِينِ النَّصارى . وأخبَرَ أنَّ عِيسى يَقتُلُ الخِنزير َ، مُبالَغةً في تَحريمِ أكْلِه ، ويَضَعُ الجِزيةَ ، يعني : يَحمِلُ النَّاسَ كلَّهم على الدُّخولِ في الإسلامِ ، فلا يَبْقَى أحدٌ يَدفَعُ الجِزيةَ ، أو أنَّه لا يَأخُذُ جِزيةً ؛ لِوفرةِ المال وانعدامِ الفُقراءِ . وسيَفيضُ المالُ فلا يَقبَلُه أحدٌ؛ .. ثُمَّ قال أبو هُرَيرةَ : اقْرَؤوا إنْ شِئتُم : { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } [النساء: 159] ، فاستدلَّ بالآيةِ على نُزولِ عِيسى في آخِرِ الزَّمانِ مِصداقًا لِلحديثِ ، والمعنى : لا يَبقى أحدٌ مِن أهْلِ الكِتابِ بعْدَ نُزولِ عِيسى في آخِرِ الزَّمانِ ، عندَ اقترابِ السَّاعةِ ، إلَّا آمَن به قبْلَ مَوتِه ، فتكونُ الملَّةُ واحدةً ، وهي مِلَّةُ الإسلامِ . وفي الحديثِ : بِشارةٌ ببَقاءِ الإسلامِ ، وسِيادتِه في الأرضِ . وفيه : أنَّ الدِّينَ عندَ اللهِ الإسلامُ ، وهو دِينُ الأنبياءِ جَميعًا .                                                                                 
القراءة                                                                                                                                    أولا - ما يثير التساؤل في مستهل هذا الحديث موضوع المقال ، هو وجود مفردة " ليوشِكنَّ " ، التي تدل أو تشير ، الى القرب أو الدنو ، وللتأكيد ، أنه عند البحث عن معنى أو دلالات هذه المفردة في " قاموس المعاني " ، نجد التالي ( وشُكَ يَوشُك ، وَشْكًا ووَشاكةً ووُشْكانًا ، فهو وشيك ، وَشُك الأمرُ :1  قَرُب ودنا . 2 سَرُع ) . والعجب ! ، أنه مضى على هذا الحديث أربعة عشر قرنا والمسيح لم ينزل ! - رغم قسم محمد ، القائل : والَّذي نفسي بيدِه ، ومع كل ذلك يقول رسول الأسلام : قد قرب أو دنا نزول المسيح ! هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، أن كلام محمد وفق الموروث الأسلامي هو وحيا " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى(3)  إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) / سورة النجم " ومع كل هذا لم يتحقق صدق وحي محمد ! .

ثانيا - الأمر الثاني الذي نلاحظه في هذا الحديث ، هو الموقف من الصليب ، فالصليب في المسيحية ذات قيمة رمزية عالية ، لأنه يمثل الخلاص ، وقد جاء في موقع / المسيحية بين الماضي والحاضر والمستقبل ، التالي ( نحن لا نعبد الصليب Holy Cross  ولكننا نقدس الصليب لأنه أعظم علامة لمحبة الله لنا . أما موضوع هذه المحبة فيتلخص في سقوط الإنسان في الخطية بغواية إبليس ، والله دبر خلاصه بالصليب بتجسده . وأصبح الصليب وسيلة للغفران والتقديس . ) ، فكيف لهذه القيمة الرمزية / الصليب ، أن يقوم المسيح بكسرها ! ، هنا الأمر يبتعد عن المنطق ، لأن المسيح صلب عليه ، فكيف له أن يكسر ما كان رمزا للخلاص . أما موضوعة قتل المسيح للخنزير ، فأعتقد الموضوع ، لا يستحق الرد عليه ، لأن الخنزير ليس من قيمة ذاتية في الديانة المسيحية ! ، ولم يدعوا المسيح يوما الى جعله مائدة يومية للمسيحيين ! .  من جانب أخر ما علاقة المسيح / الحكم المقسط - بالشريعة المحمدية ، وأن حكم سيدين بشريعة مبدأها الغفران والمحبة .

ثالثا - كيف للمسيح أن يفرض الجزية على أتباعه وعلى الأخرين ، في حالة عدم تحولهم للأسلام ! ، المسيح هو البشرى لمن يهتدي للنور والحق ، فكيف يناقض ما جاء لأجله ، بل ما صلب في سبيله ! . وما هو المنطق من عدم فرض المسيح للجزية ، وهو أصلا لم يفرضها أولا ! . وكيف ( لكسر الصليب أن يكون بطلانا لدين النصارى - وفق الحديث ) ، وهل ينتهي الدين بكسر الصليب ، فالمسيح كلمة الله وروح منه ( إنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ .. / سورة النساء ) .. هذه كلها تساؤلات تحتاج لأجابة عقلانية ! .

رابعا - تفسير المفسرين يناقض الموروث الأسلامي بأكمله ، فكيف أن تكون البشرية بأجمعها على ( ملة الأسلام بعد نزول المسيح في أخر الزمان ) ! ، والنص القرآني يعترف بالأنبياء ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا / 7 سورة الأحزاب ) ، ويعترف بكتبهم أيضا ( نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَىٰةَ وَٱلْإِنجِيلَ / 3 سورة آل عمران ) ! ، أذن لماذا يقر بكل هذا ، ثم يبين ( إن الدين عند الله الإسلام / 19 سورة آل عمران ) أي أن النص القرآني يعترف بالأنبياء ويؤمن بكتبهم ، ثم ينكرهم ، بل يشطبهم مع كتبهم ! بحديث محمد ، ويقول أنه على جميع والملل والطوائف والأتباع أن يتحولوا الى الأسلام ! ، أنه لتناقض صريح ! .
الختام :                                                                                                                                  راوي الحديث أبا هريرة ، كان مشكوكا في معظم أحاديثه ، وأسرد التالي بشأن مصداقيته :                                                1 . من موقع الجزيرة نت - مقال لشريف محمد جابر / كاتب وباحث ، المقال يروي بعضا مما روي عن أبو هريرة - ما له وما عليه ، أنقل مقتطفات منه ( ما ذكره الذهبي " قال يزيد بن هارون : سمعت شعبة يقول : كان أبو هريرة يدلّس " ) ، ثم يضيف ( كأبن أبي الحديد المتوفى سنة 656 هـ، وغيره. ومن هذه الروايات التي لا تصح ضرب عمر له بالدرّة ، ورواية مضيرة معاوية ، ورواية عائشة أنه شغله بطنه عن رسول الله ، وغيرها. وهي قصص موضوعة أو واهية ضعيفة على الأكثر ولم يصحّ شيء منها ، مما يعفينا من جهد مناقشتها ) .وأرى أن هذه الروايات لا بد أن تضم طرفا من الحقيقة .
2 . ويتكلم عن أبو هريرة أيضا ، شمس الأئمة السَّرَخْسِيّ  ، بكتابه - أصول السرخسي /  فصل أقسام الرواة الذين يكون خبرهم حجة ، رقم الصفحة : 341 ( وقال إبراهيم النخعي : كانوا يأخذون من حديث أبي هريرة ويدعون ، وقال : لو كان ولد الزنا شر الثلاثة لما انتظر بأمه أن تضع ، وهذا نوع قياس ، ولما بلغ عمر : أن أبا هريرة يروي ما لا يعرف ، قال : لتكفن عن هذا أو لألحقنك بجبال دوس ) ، أذن أبو هريرة ، راوي الحديث لم يكن صادقا ، وقد وبخه عمر بن الخطاب .
3 . من موقع سطور ، أنقل التالي حول أحاديث أبو هريرة ( لم تكن جميع الأحاديث التي رويت عن أبي هريرة جميعها صحيحة ، فقد جاء فيها أحاديث ضعيفة وأحاديث موضوعة ومنكرة وهي التي نسِبَت كذبًا إلى أبي هريرة ، وكما سبق أنَّه لم يرد له في صحيح البخاري وصحيح مسلم سوى 609 أحاديث فقط ) الأحاديث عامة لم تغربل لمعرفة الغث من السمين.
أخيرا ، أقول :                                                                                                                            أ - أن رسول الأسلام ذاته أوصى بعدم كتابة الأحاديث عنه ، وقد جاء في صحيح مسلم (ج  18، ص 229) أن النبي قال : " لا تكتبوا عني غير القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه". .. أذن كيف يكتبون ويؤلفون ويخترعون عنه الأحاديث ، وكلها جاءت بتوقيتات بحوالي قرنين من موته ، ومن أشخاص لم يصاحبوا حتى أتباع أصحاب محمد / كالبخاري وغيره .     
ب - علما أنه هناك رواية شيعية لنزول المسيح ، مرتبطة بالمهدي المنتظر ، ولا مجال لسردها في هذا المقال المختصر ، ولكن لا بأس أن أبين لمحة عنها ( إذا كان يوم الجمعة ، وقد أقيمت الصلاة نزل عيسى بن مريم بثوبين مشرقين حمر كأنما يقطر من رأسه الدهن ، رجل الشعر ، صبيح الوجه ، أشبه خلق الله بإبراهيم فيلتفت المهدي ، فينظر عيسى ، فيقول لعيسى : يا بن البتول صَلِّ ، فيقول : لك أقيمت الصلاة ، فيتقدم المهدي فيصلي بالناس ويصلي عيسى خلفه ، ويبايعه ، ويخرج عيسى فيلقى الدجال فيطعنه ، فيذوب كما يذوب الرصاص ". / نقل من موقع المعارف الأسلامية ) .. وكيف للمسيح أن يصلي صلاة المسلمين ! ، أن الموروث الأسلامي مملوء بالروايات الهزيلة / السنية والشيعية ، التي تناقض أحدها الأخر .
ج - رجوعا للحديث موضوع المقال ، أختم بما يلي : " أنه حديث غير متسق ، ضعيف البنية ، بل مشوش الفكرة ، هزيل ، يتناقض مع الموروث الأسلامي " ، والحديث لا يمكن أن تستنتج منه ألا هدفا محددا واحدا ، وهو : توظيفه في أن " لا دين سوى الأسلام " ، وأنه لا فرصة لنجاة أهل الكتاب بالدنيا ، ألا بالتحول الى الأسلام ، ضاربين / المفسرين ، عرض الحائط الآية التالية ( وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ .. / 29 سورة الكهف ) نقطة رأس السطر .

متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3051
    • مشاهدة الملف الشخصي
ألكاتب القدير يوسف تيلجي
بعد ألتحية
اتابع كتاباتك الراقية وتسليطك الضوء وتفاسيرك ألصحيحة لهذه الهزليات
قراءة لحديث ( والَّذي نفسي بيدِه ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حَكمًا مقسطًا فيَكسرُ الصَّليبَ ويقتلُ الخنزيرَ ويضعُ الجزيةَ ويفيضُ المالُ حتَّى لا يقبلَه أحدٌ
-----------------------------------------------
يا بن البتول صَلِّ ، فيقول : لك أقيمت الصلاة ، فيتقدم المهدي فيصلي بالناس ويصلي عيسى خلفه ، ويبايعه ، ويخرج عيسى فيلقى الدجال فيطعنه ، فيذوب كما يذوب الرصاص ". / نقل من موقع المعارف الأسلامية ) .. وكيف للمسيح أن يصلي صلاة المسلمين ! ، أن الموروث الأسلامي مملوء بالروايات الهزيلة / السنية والشيعية ، التي تناقض أحدها الأخر
صدقني انها مهزلة وضحك على ذقون المساكين حديث ينفي حديث من هنا يعترفون ان المسيح هو روح الله وكلمته ومن هنا يصلي خلف امام ويكسر الصليب
مهازل وأكشن هندي
تحيتي واحترامي