لا تقترب _قد تحترق بنار الحب

[سام صبحي]

لا تقترب _قد تحترق بنار الحب

عندما شاهدتُ التقويم عرفتُ إنهُ يوم ستة وعشرون من نيسان وهو يعني لي ما يلي :

الذكرى يا حبيبتي قام الزمن بنحتها في قلبينا كي لا ننسى ورغم البعد والهجران إننا روح وجسد واحد .
فمنذ خلق العالم قرر الله أن نكون بروح وجسد واحد أنا وأنتِ
هل تتذكرين تلك اللحظة التي لن تتكرر في تاريخ الحُب ، هل ما زلت تتذكرين أم أذكركِ ؟
لأول مرة في التاريخ توقفت عجلة الزمن ، مات الزمن في لحظة أول خفقة لقلبينا وأول ابتسامة من شفاهنا ، فعند حبنا تكسرت مراكب الزمن .
تذكري ذلك اليوم النيساني تحت شجرة التوت تلك الشجرة هي الكاهن وأوراقها الحضور واهتزاز أغصانها دبكة عرسنا .فالشجرة هي الشاهدة على حُبنا هي من شاركتنا ذكرياتنا التي ولدت في السادس والعشرون من نيسان قبل إحدى عشرة سنة .
هل تتذكرين وقتها قد قرأتِ في عيني سفراً كتب به آلاف القصائد كلها كانت تقول اُحبكِ ؟
واليوم بعد أحد عشر نيسان من الحرمان وبعد احتراق إحدى عشرة شمعة لعيد موتنا لعيد عُذالنا.
يا روح القلب يا حبيبتي اليوم أُعيد ما قاله نزار قباني ( أنا ما أخبرتهم عنكِ ، لكنهم لمحوك تغسلين في أحداقي ).
حبيبتي عذالنا قالوا لي إنك صحراء وصخرة لا تعشقين وأخبرتهم (ادخلوا إلى قلبها هناك تجدوا قبرها تبكِ وتولول على حبها أُؤكد لكم أنه أنا حبيبها .
كما هو الله واحد في قلبي فحبك لا أشرك بهِ أحد ،هكذا خلقني الله كي أعشق ناري .
حبيبتي إحدى عشرة شمعة انطفأت وجرحي  ينزفُ منذُ ذلك اليوم النيساني.
حبيبتي يريدون أن احرق روحي ، يريدون بتر روحك من داخلي ، يريدون أن أقطع إلهاماتك وأن أحرق قصائدي بل قصائدك يا ملهمتي .
مئات القصائد نسجتُ حروفها كلها من عينيك وطرزتها بنار الهجران ، قصائدي كل حرف يبكِ إليكِ كطفل يبكِِ لأمهِ.
حبيبتي عُذالنا يقولون :لما تبكِ على الأطلال ،يقولون :إن حُبنا ماضي ويقولون :لم يبقى لك إلا الحزن الذي سيبيد فكرك.
لا الحُب لم ولن يكون ماضي فهو الحياة الأبدية وهو جسٌر يسمو بالإنسانية .
أنا وأنتِ وإن احترقنا فنحنُ شهداء للحُب ولسنا عبيد الشهوة والجمال نحن عيد الحُبِ واللهُ المحبة.
حبيبتي يومَ سمعتُُ من تلك الساحرة أنك ستهاجرين أردتُ أن أرثَ للحظةً بربرية أجدادي لأمزقها وأضعها فوق أسوار نينوى.
قالت لي: سأنساكِ وها هي ناري بعد أحد عشر عام تحرقُ فؤادي ولتحرقها حيث هي في بغداد.
حبيبتي يوم هاجرتي هجرتُ روحي جسدي وصار جسدي دون روح ،فروحي سكن أعماقكِ حيث أنتِ في بلاد الغربة.
بعد إحدى عشرة شمعة أسألكِ :هل تعرفين من فرقنا من قتلنا ؟
إنها تِلكَ الصحراء إنها تلك الساحرة اللعينة التي سكنها روح يهوذا الأسخريوطي ليصلبني على صليب الحُب ،إنها صديقتك.
هل علمتِ أن الملاك المقنع قطع شرايين حبي ،هو الذي أخبرك بأننا لن نُسجَن بسجنٍ واحد .
حبيبتي دعيني لآخر مرة أقول لكِ حبيبتي رغمَ أن الزمن أرغمني بأن لا أدعوكِ حبيبتي .
إلهي إن من فرقنا لو وضع نفسه في المحرقة كي تغفِرَ له فلا تغفر هذا رجائي .
وأنا من سيرجع لي روحي المسلوبة التي سكنت أعماق حبيبتي .
آهً  إن حزني أحرق البسمة من عيني أنه يحرق كل شيء.
أذكركِ لو اليوم نكرتي حُبي وأنتِ في الأمس حلفتِ بأعز شيء وأخبرتني بأنكِ لا ولن تُحبِ غيري .
أذكركِ ،هل تتذكرين عندما كنا وسط تلك الحفلة قلتُ لكِ أنكِ أجمل امرأة في عيني ، هل تتذكرين كيف صارت مقلتاكِ أجمل من خمر القلوب كحُبنا المعتق.
إن اليوم لو نكرتني لكن غداً عندما يأتي الموت لينتشلني من موت الحياة سوف تبكينَ وحتى لو أنكِ لم تعرفي بموتي لكنكِ ستبكين لآن روحي الساكن أعماقكِ سيخبركِ برحيلي وفي تلك الدمعة ستكون الذكرى النيسانية والحبيب والحرمان والآهات .
أحد عشر عامً لم أتنفس إلا عُشقكِ ،إني لا أكره من خطفكِ لأنه بائس وفقير في ميزان الحُب إنه فعلاً مُعذب فليس له في صدرهِ نار الحُب كي يهبكِ فالنار والرومانسية هي لأبن أشور هي لأبن برجكِ برج السرطان.
يَعلمُ الله إني أمسيتُ راهباً وجعلتُ من حُبكِ هَيكلي وصومعتي،تسابقنا أنا والزمن للظفر بقلبكِ فقلبكِ لديَ هو أمنية الخلود لدى كَلكَامش .
آهً هل كان قدرنا البعد أم ضعفنا ؟
أنا من قُلتُ أنكِ هبة السماء لي فلِما السماء قد خطفتكِ مني وأعطتني القلم !!!!!
تباً للقلم تباً للإبداع ، أنا لأجلكِ سأحرقُ جسدي في اليوم آلاف المرات أُدمرُ الشرائع أقوم بالجنون ،أعدكِ سنلتقي بعد الهجران في عالم الأحزان (النهاية).

قصي يوسف مصلوب

   

[nesma]

جميـــــل جدا.......