ميوقرا رابي جلال برنو
شلاما اللّوخ
لي قصة حول موضوعة عدم السماح للرعيه بانتخاب رجل الكهنوت ليكون ممثلا لها او وسيطا بينها وبين الخالق , سأسردها باختصار بعد الاذن لتوضيح رأيي.
بسبب عدم وجود كاهن كلداني لاقامة قداس الأحد في المدينه التي نقيم فيها ,اعتدت في كل يوم أحد على إصطحاب عائلتي لحضورقداس يقيمه الكاهن الاشوري الأب إسطيفان يلدا يأتي من لندن الى مدينتنا خصيصا لإقامة القداس لرعيته الاشوريه ,كان يشارك الحضورعوائل القوشيه وبرطليه وبطناويه,دون اعارة اية اهميه لهوية ومذهب القسيس والكنيسه التي ينتمي اليها, المهم ان القداس بالسورث.
في احد ايام نهايات التسعينات, إتصل بي صديق( طبيب اسنان القوشي) يعيش في مدينتي كي يبلغني بان القس الكلداني ماهرالمتواجد في مدينه أخرى يريد زيارتنا , رحبت بهما وأستمعت الى سبب زيارة الكاهن لي, فشعرت وعائلتي بالندم على قبول زيارته بسبب العنصريه والطائفيه وجهالته التي طغت على كلامه, سأترك الحديث عن تفاصيل ما دار بيني وبينه ,وأكتفي بالقول ان ما سمعناه كان سبب اختيار عائلتي حضور قداس يوم الاحد في كنيسه هولنديه.
مرت فتره واذا بي صدفة ألاقي القس اسطيفان اثناء زيارتي لأحد الاصدقاء بمناسبة العيد,سألني القس عن سبب هذه الغيبه, أجبته مباشرة ومن دون مقدمات,انا كنت أصطحب عائلتي لمساعدتها في حضور القداس ,وسبب الغيبه هم رجال ديننا وأحاديثهم الغير مسؤوله, فرد علي متسائلا, هل نسيت المقوله , أسمعوا كلامهم ولا تفعلوا افعالهم؟ فقلت له, لا أعتقد باني في حال المُجبر على سماع كلام غير مقبول بذريعة انه صادر من رجل دين لم أنتخبه ممثلا وناطقا بإسمي او وسيطا بيني وبين خالقي. اجابني هذا طرح كوميونستي ( اي شيوعي) ناسف لتعاليم الانجيل ويتنافى مع قوانين الكنيسه المعمول بها و مع مفاهيم اللاهوت. فأجبته ربما كان فعل هذا الكلام يسري في زمن غير زمننا يوم كان الجهل شماعة حديديه تتحمل كل انواع الاثقال ,اليوم ساقبل بمن يمثلني وسأستمع اليه بعد ان اتعرف على تفاصيل سيرته الذاتيه التي تشمل مؤهلاته الثقافيه الاجتماعيه واللاهوتيه والمنقول وغيرالمنقول من املاكه.
رابي العزيز جلال,انا على يقين بأن جنابكم يميّز جيدا بين الحاله الايمانيه وبين ظاهرة الدين والتمذهب التي هي من وجهة نظري بمثابة حزب مُنظّم حاله كحال اي حزب استخدم نظريه فكريه لصناعة سلطه دنيويه ليس من السهل انتزاعها منه,هذه الحاله تنطبق على العديد من النظريات الفكريه والفلسفيه الراقيه التي نكتت بها الاحزاب وهكذا الاديان ومذاهبها التي شُكلت بإسمها. مؤكد هناك من سيقول عن طرحي بأنه تمرّد او إلحاد او انهزام من تحمل المسؤوليه, هذا لا يهمّني قيد شعره مقابل اهمية قناعتي بان هزيمتنا هي في سكوتنا عن قول الحقيقه التي بسببها تتشرذم الشعوب وتُدمّر كيانات بسبب الخلافات الدينيه والمذهبيه .
شكرا رابي,, والمعذره عن الإطاله