وقفات الإحتجاج والإيمان الحقيقي
نسمع ونقرأ يومياً عن تجمع لا يزيد عن عشرة أشخاص نتيجة إتصالات فردية يقفون على حائط يتبين لي أنهم جاءوا دون معرفة السبب بل ربما لخاطر عيون الداعي ليس إلا. أما تضامناً حقيقياً مع عملية هروب البطريرك وعدم تمكنه من الصمود بوجه الحق والحقيقة أو لخاطر عيون هذا وذاك، مع العلم أن عملية الهروب من وجه العدالة لن تستمر مهما كتب الآخرون وخانوا ضمائرهم وحادوا عن جادة الحق والصواب لكن يبقى الحق هو الأعلى ولا يعلو عليه شيء.
يا ضعيفي الإيمان ، يا أصحاب الأقوال فقط، يا أصحاب الكرازات الرّنانة والصراخات في الكنائس أين أنتم من غضب يسوع له المجد، يا قليلي الإيمان، يا غبطة البطريرك الذي حاول تدويل القضية وسقط في الفخ، أيها الرجل الشتام وسمعه الملايين من على الفضائيات، هل أهتزت لديك قيم الإيمان؟ إذن تذكّر بأنك رجلاً ويجب أن تستمد الشجاعة من قِيَم الرجولة فهي القادرة أن تصنع منك رجلاً وتصمد بوجه الباطل مهما كان قوياً، أما هروبك فيدل على أنك لست على حق، لماذا تلبس الرداء الأحمر من قمة رأسك إلى أخمص قدميك؟ ما معنى ذلك؟ وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا." (مت 16: 18
أين أنتم من هذا الكلام وأين إيمانكم؟ ولماذا تزعزع ؟
حسناً فعلت أبرشية ألقوش والرئاسة الكنسية هناك بوقفتها الإحتجاجية الإيمانية الصحيحة، والتي تمثلت بدعوة سيادة المطران مار پولس ثابت إلى وقفة إحتجاجية إيمانية وهي الصوم والصلاة نعم، الصوم والصلاة هما السلاحين القادرين على التغلب على التجارب الروحية والدنيوية، فلم تكن الكنائس على مدار الزمن مقاراً لتنظيم التظاهرات، ولم تُحاك في الكنائس الدسائس ، ولم أسمع يوماً أن الأديرة للراهبات من واجباته تهيئة الراهبات للخروج في تظاهرات إلا في هذا الزمن الأغبر والذي أهتزّت فيه قِيَم الإيمان وتناست قِيَم الرجولة وشاهدنا نتيجة ذلك التخبط في التصرفات وإتخاذ القرارات والهروب بسبب فقدان الشجاعة والإيمان، والإلتجاء إلى دول الغرب لتدويل قضية بسيطة جداً سببها التكبر والأنانية والعناد، وهكذا سقط الإنسان في الفخ وبسبب ضعف إيمانه هوّل له الشيطان عِظم المصيبة التي سيقع فيها فلم يتمكن من الصمود وأنساق وراء رغبات الجسد فهرب لكي يخلص جسده أما روحه فتبقى قلقة غير مستقرة لأن الإيمان قد فارقها.
تحية كبيرة للقيادة الكنسية في ألقوش والمتمثلة بمطرانها وكهنتها الأجلاء، وتحية لشجاعة سيادة المطران مار بشار وردة الذي فنّد كل هواجس الضعاف الذين أرادوا من خلال كتاباتهم تهويل الموضوع على أن المسيحية في العراق في خطر بسبب سحب المرسوم من غبطته، أو أن المسيحيون سيهربون من العراق أو أن العراق سيفرغ من مسيحييه، كل هذه أوهام وأباطيل كاذبة ونأسف أشد الأسف لمن كنا نتوسم فيه الوعي والثقافة والوفاء والحيادية أن يقوموا بتأليب الشعب وإرهابه من خلال مقالاتهم لمجرد لكي يبدو أنهم تعاطفوا مع هذا الطرف أو ذاك في الوقت الذي نرى الطرف الثاني وقد حافظ على رباطة جأشِهِ وهدوئه وكلماته الموزونة دون شتم أو سب أو توزيع التهم بدون وازع ضمير.
تحية لكل منصف وشريف وأمين في كتاباته ومقالاته.
نزار ملاخا في السابع عشر من تموز 2023