تحية وإحترام:
اليوم هو الأحد 23\07\2023 وهو يصادف الأحد الثاني من سابوع الصيف, نص الأنجيل لقداس هذا اليوم حسب طقس الكنيسة الكلدانيه مأخوذة من أنجيل لوقا ويتمحور حول "الأبن الضال" وما أحوجنا اليوم ككنيسة وشعب كلداني أن نتأمل بهذا النص الكتابي عن هذا الأبن الذي ترك أباه وأرضة وأخذ ورثه وألتجأ الى شعب وأرض غريبة عنه وبدد كل شئ هناك! وكما نقول بالعامية "للسالفة رباط".
نتيجة لسحب المرسوم(147) أهتزت الشوارب وأنشغلت المواقع لأن سلطة رئيس الكنيسة الكلدانية وراعيها في العراق والعالم أصبحت في مهب الريح, وشعار "أنت الكنيسة والكنيسة أنت" لن يعود فعالاً بعد الآن في حال أستمر المرسوم (31) ساري المفعول, فغبطته وجد أن حكومة بغداد تجاوزت كل الخطوط الحمراء نتيجة صمتها عن هذا المرسوم الذي أعلنه رئيس جمهوية العراق الديمقراطي, وقال متسائلاً (الاعتراف بالبطريرك تقليد قديم منذ زمن العباسيين والعثمانيين والعهد الجمهورية، هل كان هذا التاريخ الطويل الذي مر عليه 14 قرنا على خطأ والرئيس على حق) سؤال منطقي يطرحه غبطته, وبدوره يقودنا الى سؤال منطقي آخر وهو "أيهما أهم راعي الكنيسة أم الكنيسة؟" والجواب بكل بساطة الإثنان مهمان لكن الراعي وجد لخدمة الكنيسة وليس العكس, فالرعاة يمضون والكنيسة باقية, ونجد بكل وضوح أن مؤسس الكنيسة فداها بدمه وصُلب من أجلها كي يعلمها درس بالمحبة وكيف تكون أمينة له وتسير على خطاه لتستحق الخلاص. بالمناسبة وكما هو معلوم للغالبية المقصود بالكنيسة هنا البشر لا الحجارة.
غبطة نيافة الدكتور الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو غيرتك على كرسيك هل هي أهم من غيرتك على كنيستك؟ أنت مستاء لأن الرئيس العراقي سحب منك بمرسوم مايحد البعض من سلطتك, طيب لماذا لم نرى منك ومن كل من يهتفون معك ويؤآزروك نفس الأستياء على ما قام به الفاتيكان من تقييد وحد من نفوذ سلطة بطريرك الكلدان على كنيسته, كيف جردوه وكنيسته الفتية يوم قرر الإنشقاق عن كنيسته الأم والإنظمام إليهم من كل سلطة له جاعلين منه صورة معلقة على الحيطان لا أكثر! لا بل قيدوا الكنيسة برمتها وتلاعبوا بها وبإيمانها ولاهوتها الذي كانت سائرة عليه على مدى يزيد على 14 قرناً كما أستلمته من مبشريها بأمانة!! فهل كانت كنيستنا "كنيسة المشرق" كل هذا التاريخ 14 قرنا وما يزيد على خطأ والفاتيكان على حق؟ طيب أين أنتم من قرارات الفاتيكان بحق كنيستنا وبطاركتها كل هذه السنين؟ وهذه ليست المرة الأولى التي أتطرق فيها لهذا الموضوع فلماذا لم نرى شوارب تهتز؟ وفي حال كان هناك بطريرك كلداني أهتزت شواربه يوماً ما دفاعاً عن كنيسته الأم "كنيسة المشرق" وما عمل الفاتيكان بها, هل وجد من يقف الى جانبه يومها وسانده كي يعيد كرامة كنيسة المشرق التي سُلبت منها إليها؟ أم تُرى لم يبالي أحد وأستمر الجميع صامتين حِفاظا على كراسيهم التي يتحكم بها زائر رسولي ويهزها رئيس صوري!؟.
أخوتي أخواتي, لقد طعن رجالات كنيستنا قلب كنيستنا الأم كنيسة المشرق في قلبها من أجل كرسي! نعم من أجل الكرسي, وطُعن معها قلب الرسول توما ومن رافقوه, الذي تحمل كل هذه المشقة ليبشر أرض المشرق وفارس والهند وصولا للصين, هذا الرسول الذي بكته ضميره لأنه لم يؤمن من السمع فقط بل طالب بالدليل! فآمن لأنه نظر ولمس, فلمسته كلمة سيده وأثرت في نفسه عندما قال له (آمَنْتَ يا توما، لأنَّكَ رأيتَني. هَنيئًا لِمَنْ آمَنَ وما رأى) يوحنا 20. فما كان منه إلا أن أنطلق يُبشر, رسول واحد من 12 بَشَر نصف الكرة الأرضية الشرقي!! يوم كان بطرس والتلاميذ ورسول الأمم بولس الرسول يبشرون الأجزاء الأخرى من العالم ومنها الفاتيكان, فما الذي حصل؟ كانت كنيسته الرسول توما كنيسة المشرق أكبر وأنقى الكنائس التي عرفتها المسيحية يوماً!! بينما رسول الأمم أفقده الآخرين الصواب لدرجة أنه قال لتلك الكنائس بالحرف الواحد:
غل 1-6 عَجيبٌ أمرُكُم! أَبِمِثلِ هذِهِ السُّرعَةِ تَترُكونَ الّذي دَعاكُم بِنِعمَةِ المَسيحِ وتَتبَعونَ بِشارةً أُخرى؟ .
غل 1-7 وما هُناكَ ((بِشارةٌ أُخرى))، بَلْ جَماعةٌ تُثيرُ البَلْبلَةَ بَينَكُم وتُحاوِلُ تَغييرَ بِشارَةِ المَسيحِ. .
غل 1-8 فلَو بَشَّرناكُم نَحنُ أو بَشَّرَكُم مَلاكٌ مِنَ السَّماءِ بِبِشارَةٍ غَيرِ الّتي بَشَّرناكُم بِها، فلْيكُنْ مَلعونًا. .
غل 1-9 قُلْنا لكُم قَبلاً وأقولُ الآنَ: إذا بَشَّرَكُم أحَدٌ بِبِشارَةٍ غَيرِ الّتي قَبلتُموها مِنَّا، فاللَّعنَةُ علَيهِ. .
غل 1-10 هَلْ أنا أستَعطِفُ النّاس َ؟ كلاَّ، بَلْ أستَعطِفُ اللهَ. أيكونُ أنِّي أطلُبُ رِضا النّاس ِ فلَو كُنتُ إلى اليومِ أطلُبُ رِضا النّاس ِ، لما كُنتُ عَبدًا لِلمَسيحِ.
لمن قال بولس رسول الأمم هذا الكلام, لكنيسة المشرق أم للكنائس التي بشرها هو ورفاقه؟ فهل إتعظ هؤلاء؟ كلا والف كلا, لا بل زاد تمزقهم وصراعهم على الكراسي! يوم كانت كنيسة المشرق تسير بخطى ثابته على الصخر تُبشر وتنشر كلمة الرب لينتهي المطاف بها بأن تحاربها كل الكنائس الأخرى!! أمر عجيب غريب حقاً الذي قام ويقوم به هؤلاء!.
عزيزي غبطة البطريرك ساكو, طز والف طز بالمرسوم (31), فهل هذا ما يُقلقك حقاً وماذا كنت تتوقع من حكومة محاصصات؟. تأمل بردود الأفعال ومنها هل وقف الفاتيكان الى جانبك في محنتك هذه بصورة واضحة جلية؟, فعوض هذا الحيص بيص والعتب على رئيس حاله من حالك صورة معلقة على مكتب فقط, كان الأولى بك ومنذ تولي منصبك كبطريرك لكنيسة الكلدان أن تُطالب الفاتيكان بكل الحقوق التي سلبها الأخير من كنيسة الكلدان ومن كرسيها, وواجب على كل الأساقفة الكلدان أن يلتفوا حولك كرجل واحد بصوت واحد يطالبون الفاتيكان أن يلبي مطلبك, يكفي تبعية ومرحباً بالشراكة الحقيقية! فاليوم أنت وغداً الدور على أحدهم وبعدها الدور على من يخلفهم, هذا هو المرسوم الحقيقي الذي يجب أن تنتبه وتهتم أنت والأكليروس له ومعكم كل الكلدان وتهتز شواربهم مع الأرض والسماء من أجله حقا, حتى لو تطلب الأمر إعلان الأنسلاخ عن الفاتيكان والعودة الى الجذور وكنيسة المشرق والتحرر من وصاية وسيطرة من هذه الجهة أو تلك!. غبطة البطريرك أزيدك من الشعر بيت لا مانع بالمرة لدى الفاتيكان أن يسرحك عند السن القانونية من رئاسة الكنيسة ويأتي بغيرك دون أن يرف له جفن أو يقدم عذر!, فما أنت ومن سبقوك من البطاركة الكلدان ومن سيخلفكم من الذين أرتموا بأحضان الفاتيكان سوى رقم واجبه أن يطبق الأوامر الصادرة إليه ويردد "آمين" دون نقاش!.
فعوض أن تقول غبطتكم (بغداد تهين وتهجر، واربيل تستقبل بحفاوة)ولا فرق بين الإثنان بالمرة عندما يتعلق الأمر بالمسيحيين ,أتمنى أن تقول (آن الأوان, الفاتيكان تحد وتُقيد وكنيسة المشرق ذراعيها تسند) فطالبهم بكل حقوق كنيستنا الأم المسلوبة وبسلطة كرسيها, وإلا الإنفصال والعودة الى الجذور وإعلان تسمية "كنيسة المشرق" كما كان من جديد ولو من قبل الكلدان فقط وأعمل على أخراج كل الشوائب التي أدخلها الفاتيكان على هذه الكنيسة وتنقيتها منها الى آخر نقطة, فالفاتيكان وبالدليل لا يهتم لمكانة البطريرك وكنيستنا في العراق بقدر إهتمامه بمصالحه فيه والسلام.
غبطة البطريرك ساكو قل لنا بصراحة أي الجهتين تجد ان ظلمها أشد وقعاً عليك, مرسوم الرئيس العراقي أم مراسيم وسيادة الفاتيكان؟.
رباط سالفتنا متى سيتعلم من يقودون دفة كنيستنا الكلدانية من قصة "الأبن الضال" ويتدارسوا العودة الى الأصل؟ ومتى سيتفق الأكليروس فيما بينهم والمؤمنين على كلمة واحدة لصالح كنيستهم وليس لصالح كراسيهم, فبصراحة نحن من ذبحنا كنيسة المشرق وليس الفاتيكان, فهم ساعدونا فقط وبكل سرور باعطائنا الخنجر والكرسي لنُنفذ!, كنيستنا اليوم بأمس الحاجة لحلتها الأصيلة ولخاتم مار توما لتعود وتقتفي آثار الأقدام الطاهرة له وللمبشرين مار ماري ومار أدي وكل من عمل معهم في سبيل نشر كلمة السيد المسيح, فهؤلاء أدرى بنا ونحن أدرى بهم والفاتيكان أدرى بشعابها, ويكفينا فخراً البعض منا أننا كنا ولا نزال أحفاد كنيسة المشرق, فهي تعيش في قلوبنا وضمائرنا مهما جار البشر والزمن علينا, ومتى ما فكرنا بالرجوع سنجد فيها ذاك الأب الواقف يتطلع في الأفق منتظراً عودة أبنه الذي خرج باحثاً عن كرسي فبدد أرثه وأضاع ثروته عليه! "ويا حيف على أرث وثروات كنيسة المشرق"وما ضاع ولا زال يضيع منها.
ملاحظة: موضوعنا اليوم صادر عن شخص عادي لا يحمل شهادات علمية أكاديمية بل هو مجرد أفكار وأضغاث أحلام لا تعيروا لها أي إهتمام وشكرا لكل من طالع بعجالة ومضى في طريقه بسلام, فلم يعد هناك شوارب تستحمل الهز! فما يحصل اليوم فوق طاقتها بالتأكيد والكثير حلقها وتخلص منها ومن الهز!, تحياتي.
ظافر شَنو