المحرر موضوع: "الكلمة" في عالم سوق الصفافير!  (زيارة 437 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحية وإحترام:

في رد للأخ مايكل سيبي على مقال لي تحت عنوان ( الكاردينال ساكو والابنين الضالين, كنا بواحد صرنا بأثنين!! ) قال فيه: (ألا تـكـفـيـه ــ سـعادته ــ فـداءاً عـن نـفـسه ؟؟؟؟), سؤال حسب فهمي له يحتاج ليتأمل الإنسان به بينه وبين نفسه ولا مانع أن يشارك الآخرين تأمله هذا, لِذا شاركته كموضوع منفصل مع حضراتكم, والله من وراء القصد كما يقول الجماعة شركائنا في الوطن.

عزيزي أي "سعادة" منهما تقصد؟ "الفرح والمتعة" أم "السيادة والسلطة"؟ على كل حال كل هذه الأنواع من السعادة الأرضية تفنى وتزول يوم ستقف الروح أمام خالقها عارية تفتقر لكل ما كانت تتقوى به على الأرض, فلا كرسي يسند ولا لوكي يتملق ولا موقع يرفع مواضيع ويمسح ولا أبواق تُمجد وتصدح!! عندها فقط سيتعرف الإنسان على حجمه الحقيقي وسيصحو من واقعة مرعوباً صارخاً, أين كان عقلي؟ أين كانت عيناي؟ أين كانت أُذناي؟ لماذا كُنت لا أرى ولا أسمع إلا كل ما يصب في مصلحتي؟ وأُحارب وأقمع كل ما لا أريده؟ لا بل جعلت من نفسي أعمى وأطرش في نفس الوقت إرضاءاً لما تبتغيه نفسي قائلاً لها (يا نَفسي، لكِ خَيراتٌ وافِرَةٌ تكفيكِ مَؤونَةَ سِنينَ كَثيرةٍ، فاَستَريحي وكُلي واَشرَبـي وتَنَعَّمي!)  فالكرسي والسعادة والسلطة واللوكية المتملقين وإشارة الجمهور إلي بأصبعهم يشغلونني عن كل تفكير سليم, وفي لحظة ما لم أحسب حسابها أبداً يأت صوت من السماء قائلاً: (يا غَبـيُّ، في هذِهِ اللِّيلةِ تُستَرَدُّ نَفسُكَ مِنكَ. فهذا الّذي أعدَدْتَهُ لِمَن يكونُ؟) عندها سيمر شريط الحياة أمام مُخيلتي! وسأحسد اللص اليمين الذي سرق ملكوت الله برمشة عين! وأنا اللذي أمضيت عمري أخطط وأرتب وأُبيت و"أرفع وأكبس" !!! كيف فاتني أنني لم أفكر لحظة واحدة بسرقة ما هو مفيد لأبديتي!.

تأملوا وتعلموا مما حصل بالأمس مع نينوى يونان ومع سدوم وعمورة أبراهيم؟! سيستهزأ ويضحك الكثير منا على هذا الكلام اليوم, لكنهم سيبكون ألماً عليه في الغد ساعة تغلق الأبواب ويدخل الداخلون مع العذارى الحكيمات ولعازر, ويبقى الباقون في الخارج يصرخون يتوسلون الدخول مع العذارى الجاهلات والغني! "وموضوعي هنا يخص هؤلاء" وما أعظم الهوة بين الأثنان!! يوم تغلق أبواب الرحمة وتسود عدالة الرب, عندها فقط سيفهم البشر ومنهم كُتاب منبرنا الغيارى الأشاوس بجميع أطيافهم وتنوعهم وميولهم ومنهم ظافر شَنو وغيره من "الكوتاب" وكل البابوات والبطاركة والمطارنة والكهنة والشمامسة والمؤمنين والكفار والرؤساء والعظماء والحكام وأصحاب المواقع و و و و والكل, الكل بلا إستثناء معنى كلام السيد المسيح:
 "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟" .

تحياتي.

                               ظافر شَنو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.