المحرر موضوع: أضواء على أحزاب ألمعارضة العراقية في سوريا (الجزء الثاني) .  (زيارة 833 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل داود برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 136
    • مشاهدة الملف الشخصي
أضواء على أحزاب ألمعارضة العراقية في سوريا (الجزء الثاني) .

كانت أحزاب المعارضة العراقية منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي، تعقد الأجتماعات والمؤتمرات العديدة في سبيل توحيد صفوفها ولكن دون جدوى،جميع المحاولات باءت بالفشل، والسبب الرئيسي كان لأختلاف في الرؤية بينهم نحو مستقبل العراق الجديد بعد سقوط النظام في بغداد، بالأضافة الى الخلافات التي كانت سائدة آنذاك بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، والأتحاد الوطني الكردستاني، وهما من الأحزاب الرئيسية في المعارضة العراقية بالأضافة الى الحزب الشيوعي العراقي، لأنهم كانوا يحاربون النظام السابق من خلال قواتهم المسلحة من البيشمه ركة والأنصار في كردستان.

 وبعد جهود مضنية لتوحيد المعارضة من قبل الحكومة السورية والليبية، تقرر عقد مؤتمر في ليبيا - طرابلس ودعوة أحزاب المعارضة لتوحيد صفوفها في جبهة وطنية عراقية موحدة، وأتخذت الحكومة الليبية على عاتقها تبني هذا المشروع وأنيطت مسؤلية الأشراف على هذا المؤتمر بنائب الرئيس الليبي السيد عبد السلام جلود ونائب أمين سر القيادة القومية لحزب البعث في سوريا السيد عبدالله الأحمر. تم تقديم دعوة من قبل الحكومة الليبية لعشرون حزبآ عراقيآ في بداية عام 1983، وكان حزبنا ( حزب بيت نهرين الديمقراطي الآشوري )المسجل بهذا العنوان لديهم، من ضمن الأحزاب المدعوة لهذا الأجتماع.
 
أثناء تلك الفترة خابرني السيد عبد الجبار الكبيسي الأمين العام لحزب البعث قيادة قطر العراق المعروف ب(رفيق حازم )وقال أن حزبكم مدعو لحضور مؤتمر المعارضة في ليبيا أسوة بأحزاب المعارضة العراقية، وعليك أن تذهب الى السفارة الليبية لأستحصال سمة الدخول ( الفيزا ) وبطاقة السفر وستجد حزبكم مدرج بقائمة المدعوين.

 وفي اليوم التالي أتصلت مع بعض الأصدقاء من المدعوين لهذا الأجتماع وأتفقنا للذهاب سوية الى السفارة، ومنهم عبدالله الركابي وله تنظيم سياسي ناصري، أي من أنصار (جمال عبدالناصر) والضابط العراقي فيصل عبدالكريم الواسطي، وهو من تنظيم الضباط الأحرار بقيادة اللواء الركن حسن مصطفى النقيب.

ذهبنا الى السفارة، وفي غرفة الأستعلامات أعلمنا الموظف بأن نراجع مكتب الملحق الثقافي. أستقبلنا مدير المكتب بحفاوة، ودار حديث سياسي عام بيننا، ثم سلمنا له الجوازات، فوقع على كِلا الجوازين ،ثم مسك الجواز العائد لي بيده وبدأ يقرأ ويقرأ ويسألني، هل هذا أسمك الصحيح ؟!!،
 قلت: له نعم.
 قال: يظهر أنك غير مسلم ،ربما أنت مسيحي أو نصراني،
 قلت: نعم أنا مسيحي والحمدلله،
ثم قال: في الحقيقة أن الأخ معمر (القذافي) ينزعج من المسيحيين ولا يوافق على دخولهم ليبيا، وأنا لا أستطيع تحمل المسؤولية ولاسيما عندما يكون الأمر متعلق بالسيد ألرئيس، لهذه الأسباب أنا أعتذر لعدم منحك سمة الدخول،

شكرته على صراحته، علمآ أن الذين معي هم علمانيون لا علاقة لهم بالدين. فقام عبدالله الركابي وأنتقد القنصل وبشدة.
وقال له: عيب هذه الأسئلة التي مضى عليها أكثر من ألف عام نحن الآن في القرن العشرين وأنت تعيدنا الى الحروب الصليبية. ثم نحن مدعون الى ليبيا لتحقيق جبهة وطنية موحدة، وليس جبهة أسلامية موحدة، ثم أن المسيحيين مكون أصيل في وطننا العراق وهم جزءُ منا.

غادرنا السفارة بدون وداع، ثم ذهبنا الى شقة عبدالله لتناول الغذاء، ولكن المقدم فيصل عبدالكريم قال لي سوف أنقل كل ما حدث الى اللواء حسن النقيب الذي يرتبط بعلاقة جيدة مع القيادة الليبية، ولكنني رفضت ذلك رفضآ قاطعآ.

خابرت السيد جبار الكبيسي ليكون على بينة مما حدث. قال لي أنني أتوقع من القذافي كل شئ، أنه مجنون، تصور قبل فترة أتصل مع أحد الصحفين المعروفين وطلب منه أن يشكل له ثلاثة أحزاب للوطن العربي. الأول يتضمن العروبة والديمقراطية، والثاني يتضمن الأسلام والحرية، والثالث يتضمن الأشتراكية، حسب النظرية الثالثة التي جاء بها القذافي في الكراس (ألأخضر) الذي الفهُ. لكن الصحفي رفض طلبه بالرغم من المغريات المادية التي عرضها له،
 ثم قال على كل حال تفضل عندي بالقيادة لكي أعطيك جواز سفر بأسم آخر بحيث لا يبين أن حامله مسلم أو مسيحي، ولكن رفضت طلبه أيضآ وقلت له اٍن ممثلي أحزاب المعارضة جميعهم يعرفونني بأنني ممثل حزب آشوري، والآشوريون هم مسيحييون ولا يوجد آشوري واحد غير ذلك، ولا أريد أن أسبب لك مشكلة، لأن الجميع يعرفون أن حزبنا له علاقات وطيدة ومتميزة معكم.

 وهكذا أصبحت الأحزاب المدعوة للأجتماع في طرابلس تسعة عشر حزبآ، ومن الجدير بالذكر أن عبد السلام جلود شكل حزبان عراقيان في ليلة واحدة تضاف الى الأحزاب المجتمعة، وأصبح عددها واحد وعشرون حزبآ.

أنعقد الأجتماع في 2/2/1983 ودام خمسة أيام ،وتمخض عن أصدار بيان مشترك يتضمن أتفاقآ لتوحيد صفوفهم في جبهة وطنية عراقية موحدة، ولكن لم ينفذ ولا فقرة واحدة من البيان الختامي، وأصبح حبر على ورق. وبعدها عقدت مؤتمرات أخرى, ولكن لم تنجح ولم تتوحد المعارضة العراقية الى يومنا هذا.

داود برنو




غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ داود برنو المحترم
بعد التحية
لقد سحل هذا الساقط وقبر وقبر معه نظامه الدموي بلا رجعة الكاره للمسيحيين
لنعلم اننا كمسيحيين في العراق وسوريا والاردن لولا انظمتهم القوية والواعية لكان مصيرنا كمصير مسيحي مصر والجزائر ومسيحي تركيا
ماذا دفعك ان تكون معارضا ضد بلدنك وتذهب برجليك الى الجحيم، انك تثبت عن نفسك وعن تنظيمك كم انت غشيم ولا تملك رؤية واستراتيجية ولم تقرا التاريخ يوما
القذافي المجرم هو احد اسباب استمرار الحرب بين العراق وايران واحد مؤسسي الدواعش وقتلة رجال الدين الشيعة

جربنا غيرنا وعرفنا قدرا انفسنا
تحيتي

غير متصل داود برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 136
    • مشاهدة الملف الشخصي

آضواء على أحزاب المعارضة العراقية في سوريا (الجزء الثاني)
الأخ وليد حنا بيداويذ المحترم.أتمنى لو تعيد قراءة المقال.
١- أنا لم أكن أذهب الى ليبيا لمقابلة القذافي ،أو احد من أركان نظامه.
٢-تنظيم الحزب الذي كنت أمثله ،لم يكن ضد الوطن أو البلد ،وإنما كان ضد رأس النظام.
٣-أنا لم أذهب الى الجحيم،وإنما ذهبت لحضور إجتماع لأحزاب عراقية عريقة.
٤-أعتقد أنا والتنظيم الذي كنت أنتمي اليه لسنا غشمة ( أغبياء )ولا ممثلوا الأحزاب التي حضرت الاجتماع هم غشمة ( اغبياء )الجميع كان لهم رؤية سياسية  وإستراتيجية مشتركة .
٥-نحن أيضاً نقرأ التاريخ مثلك ،ونستلهم من تجارب شعبنا وتجارب الآخرين.
٦-لا تنسى آن السياسة هي فن الممكن ، من أجل تحقيق المصالح والأهداف للشعوب المضطهدة.
وأخيراً لا أحد كان يتوقع أو يتصور  آن يصبح النظام في العراق  بيد مجموعة من اللصوص ،ولكن هذا ما أرادته الولايات المتحدة وحكومة باراك حسين أوباما بالتعاون مع إيران،وانطلاقًا من هذا الواقع ،إن معظم السياسيين في المعارضة العراقية نادمين على ما فعلوا،ويفضلون النظام السابق على النظام الحالي، على كل حال إنني أحترم رأيك وأشكرك على التعليق.