المحرر موضوع: اولاد الفقراء وجبال كردستان  (زيارة 303 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح پلندر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 118
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اولاد الفقراء وجبال كردستان
منذ فترة ليست بالقصيرة كان هناك فيل ضخم الحجم قد سيطر على مزارع القرية وما جاورها ويوما بعد آخر كان يتلف من المزروعات منهابما يساوي حجمة أو أكثر ، مما دفع مجموعة من فقراء تلك القرى إلى الاجتماع والتوصل إلى حل لمقارعة هذا الفيل بتشكيل مجموعة قتاليةتحمل السلاح ضده لإنقاذ أراضيهم من بطشه وغدر صغاره كون الأرض شرفهم والدفاع عن الشرف واجب ويستلزم تضحيات كبيرة عليهمأن يقدمونها للتخلص من الفيل الغادر وكانوا يأملون بل متيقنين بعدما يقضون عليه أويطردونه من أراضيهم سيعيشون بالسعادة وينعمونبالحرية مما تتطلب لهؤلاء المساكين أن يثقوا بقائد شجاع مع حاشيته لمجموعتهم فحمل عدد كبير منهم السلاح وناصرهم في ذلك عدد كبيرمن أبناء المدن الكبرى وتوجهوا جميعاً مع قائدهم نحو الجبال بعد أن أقنعوا عوائلهم بأنه هناك مستقبل جميل ينتظرهم ولأطفالهم بعدالتخلص من العدو(الفيل) وكان قائدهم شبْهَ طائر جميل ينشد ألحاناً جميلة حاملة الخير والبركه وبتغريداته الشجية كان ينهض الكل منالنوم العميق ويبدوأ بالتصفيق له وهم مؤمنون بأقواله المملوءة عذوبَة المتعطش الى الحرية لكونهم جميعا من نفس الطبقة الكادحة... وعندماأحسن الفيل بانه تشكلت مجموعة قتالية تحاول قتله أو الوقوف بالضد من توجهاته فأمر الى من حوله من غربان الحقول باقناع حامليالسلاح برمي اسلحتهم والعودة الى قراهم لكونهم مخدوعين من قبل من يحسبون أنفسهم كبار القوم وإذا ما تركهم وخرج من ديارهم فسوفيأتيهم فيلة آخرون يدمرون كل ما موجود في قراهم، ولكنهم للأسف ظلوا مؤمنين بان ما يأتي به المستقبل لهو أفضل من الحاضر الذييعيشونه ولكنهم لم يستمعوا لنصيحته... وفي يوم جميل وأولاد الفقراء يلعبون مع البعض وإذا بالفيل يصدر أوامره إلى سرب من النسورالجارحة للقضاء على من حملوا السلاح ضده وكانت تطير بارتفاعات أقل مما تطير به الطيور الأليفة وهنا بدؤا الأطفال بالركض نحو أمهاتهموهم يصرخون فرحاً أمي أمي جاءت الطيور لتمنحنا طحين الحنطة فهيئي نفسك لتخبزي لنا لنسد به جوعنا، ولكن النسر الغادر أمطرهمبالمبيد وحسبوه طحين الخبز واختنقوا الكثير من الأطفال من كثره الزفرات السامة التى ارسلتها النسور انتقاما منهم حتى لايكبرونويصبحوا معادين للفيل الفذ  فكانت الأم تحضن على صدرها وليدها المشبع بالسموم وتنادي يارب يارب انتقم من كل فيل أرعن على الأرضوكل من يحاول دفن احلام ذلك طفل البرىء فخاب ظن المقاتلين من حملة السلاح بأن الحمام ستأتي لهم بغصن الزيتون ومعها الخير والبركةولكن جاءهم النسر الشرير وأنهى حياة المئات من النساء والأطفال والشيوخ والشباب فتبخرت أقوال الكثيرين بتلك الأقوال الرنانة والخطبالجميلة التي كانوا يسمعونها من قادة  مجموعاتهم والمستقبل الباهر الذي ينتظرهم ولكن مع تبخر أحلامهم رحل الفيل الكبير وجاء واحد
بحجمه فعاد آهل القرى بالغناء والطرب لخلاصهم من الفيل الأرعن ، لكن مع الاسف لم تدم فرحتهم كثيرا حتى جاءتهم مجموعة من فيلةأخرى وبأحجام مختلفة لم تكتفي بتدمير الزرع وإنما إمتد خرابهم إلى المزارع والغابات ودمرت بأقدامها الغليظة البيوت الآمنة وحَرَّمت علىأهل القرى من جمع العشب لحيواناتهم فسيطروا سيطرة تامه على كل شىء حتى قطعوا الاشجار وأزالوا الورود من تلك القبور التي تحويرفات من قتلهم الفيل القديم والذين يحملون سلاح كانوا يسمونه سلاح الشرف للدفاع عن المبادئ التي آمنوا بها وبتلك الأفكار التي كانتتقودهم إلى حق تقرير مصير شعب بأكمله والخلاص الآمن من العنف والدكتاتوريه ولهذا حملوا سلاح الخلاص على اكتافهم  يتجولون بينالقرى والارياف لنشر افكارهم الثورية بين اولاد الطبقة الفقيرة ويعدونهم بغد مشرقٍ قريب لتشبع بطونهم الخبز من عرق جبينهم ليتمتعون هموأطفالهم بالعيش الكريم ، كل هذا الكلام المعسول كان يسمعه أبناء الطبقة الفقيرة المساكين وهم مؤمنون باقوال قادتهم للخلاص منالاصوات المزعجة للفيلة وهجمات النسور الكاسرة التي كانت تحوم بين الفينة والأخرى حول الجبال وبين الوديان وهم يحسبونها طيور رحيمةولكنها تحولت هي الأخرى إلى فيلة
 بقلم صباح بلندر