المحرر موضوع: محرقة بخديدا مفتعلة وعبارة " الله يرحمهم " لا تقينا من كوارث قادمة  (زيارة 400 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جلال برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 318
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
محرقة بخديدا مفتعلة وعبارة  " الله يرحمهم " لا تقينا من كوارث قادمة

قبل أكثر من 2000 سنة ونحن ميسحيو الشرق الاوسط ، في التاريخ البعيد ، كلما تعرضنا الى غزو كنا ندفع الجزية و نحن صاغرون أو نشرع بالهجرة ولا نفكر بتشكيل قيادة سياسية أو قوة عسكرية ، نُسّلم أمرنا الى رجال الدين الذين لا يتأخروا أو يبخلوا علينا بإقامة قداديس على نية ضحايانا .. واليوم نرى آلاف التعليقات على الفيسبوك وجلّهم يكتفون بعبارة "الله يرحمهم" !

قبل أكثر من 2000 سنة يقودنا رجال الأكليروس ، وهؤلاء ، معظمهم ما هم إلاّ كتبة و فريسيون هذا الزمان ، يبدون أتقياء في الظاهر ، يُقال أن الروح القدس يسكن فيهم ! ولكن في الحقيقة هم بشر مثلنا يحبون المال والسلطة والشهرة ، يشبعون بطونهم و يحاولون إشباع غرائزهم بحسب ميولهم الجنسية .
لكن الذي يحميهم من كلام الناس و من المثول أمام المحاكم هو ثوب القداسة ، والذي يُقدّس هذا الثوب هم غالبية أبناء شعبي وأنا أعزو فكرة التقديس هذهِ الى ما يُسمّى ب " الجهل المقدس " ليس إلاّ .. مع كل الأسف !

كان يُفترض بنا أن نستفيد من التاريخ ، هذا التاريخ المليء  بالمآسي والمذابح والتهجير من قبل الأعداء ...
ولكي نحدد مَن هو عدونا ؟ علينا أن ندرك ونستوعب كل الذي يجري ويدور حولنا ...
والحقيقة الدامغة ، هي أن كل الذين حولنا هم أعداءنا بدون إستثناء ..
العرب غزوا أوطاننا وقتلوا الملايين وأجبروا ملايين أخرى على الدخول في دين الإسلام وما نحن إلاّ بقايا هاربين الى حيث الكهوف التي  في الجبال المنيعة . والدليل تناقص أعدادنا .
الأتراك والأكراد ، لعل أبرز تلك المذابح هي تلك المذابح المتعددة التي تعرّض لها الأرمن سكان الاناضول حيث كان الموت يَطال كل المسيحيين لأن سيوف الجيش التركي و رماح العشائر الكوردية لا يفرقوا بين الأرمن وغيرهم من المسيحيين .
وحتى الأيزديين ، إذا ما حصلت عداوة بيننا (لا سامح الله) سوف ينتصرون حتماً ، لأننا شعب بلا قيادة سياسية ولا قيادة عسكرية وليس لدينا أية وسيلة دفاعية .

ولمّا كنا نفتقر الى وسيلة دفاعية لكي نحمي أنفسنا من شر المعتدي ، يتحتم علينا طلب العون من دول الغرب المهيمنة على العالم .. لكننا جربنا وأيقّنا أن لا فائدة من خوض هذهِ التجربة .. وخيانة الأنكَليز للقوات الآشورية أدت الى  حدوث مذبحة سميل في عام 1933.
واليوم جربنا تشكيل أحزاب .. ولكن لم نرى حزباً مستقلاً غير موالٍ للأحزاب المتنفذة كالشيعية والكوردية والدليل  لم نرى أي من أحزابنا العاملة على الأرض العراقية إستطاع أو حتى حاول تقديم الجناة الى المحاكمة .. فعلى سبيل المثال لا الحصر : الضابط في الجيش العراقي المجرم عبدالكريم الجحيشي  الذي نفّذ مذبحة صوريا 1969  ، قتل 38 من الأبرياء بدم بارد و جرح 22 من ضمنهم قس تابع للكنيسة الكلدانية .
لا الكنيسة طالبت بمحاكمتهِ ولا أيٍ من أحزابنا السياسية .

واليوم وبعد محرقة بغديدا ، والنتائج الخجولة التي آلت اإليها لجنة التحقيق أكبر دليل على ضعفنا ،  و تفاهة قياداتنا السياسية والدينية اللتان تقومان بمحاولة تسييس الحادثة واستغلال دماء المغدور بهم ، وأشدد لأقول " المغدور بهم " لأن الحادث لم يكن عرضياً ولم يكن بسبب كون القاعة تفتقر الى معايير السلامة فقط ، لأن سرعة إنتشار الحريق غير معقولة !!! وهذا يكفي أن يجعلنا نشك في عرضية الحادث بل يدعونا الى الشك الأقرب الى اليقين بأن الحادث مفتعل وإنتقامي والمشكلة تكمن في كيفية الحصول على أدلّة كافية و بالتأكيد نحن بحاجة الى لجنة دولية مختصة للوصول الى حقيقة ما جرى .

لو كنت تتفق معي عزيزي القاريء ، بأننا لم نستفد من تجارب التاريخ على مدى أكثر من 2000 سنة ، وإن كان هناك بعض المحاولات لتحسين وضعنا السياسي إلاّ أن جميعها باءت بالفشل .. ألا ترى بأننا بحاجة الى البحث عن وسائل أخرى كالاستفادة من قانون إستحداث محافظات للمكونات الساكنة في منطقة جغرافية كسهل نينوى أو كالاشتراك بأحزاب دول الإنتشار و محاولة إقناع حكوماتها بضرورة تحديد منطقة آمنة لشعب عانى كثيراً ومن حقهِ أن يعيش بأمان وحرية .