المحرر موضوع: رسالة حكتيار.. الى حارث الضاري  (زيارة 1070 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رسالة حكتيار..الى حارث الضاري


عبدالمنعم الاعسم
malasam2@hotmail.com
 

  قلب الدين حكمتيار، احد اكبر قادة "المجاهدين" الافغان ضد الوجود العسكري السوفيتي من موقع اسلامي بغطاء ودعم امريكي، وقد تحوّل، مع تحول الانواء والولاءات والاقدار السياسية في تلك البلاد، الى حليف لحركة طاليبان بعد سقوط نظامها الكهفي البغيض، وخاض طــــــوال السنوات الاربـــــع الماضـــية، حتى الى ماقبل شهر، معارك ضارية ضد الولايات المتحدة متحالفا مع طاليبان والقاعدة، ومتنقلا بيـــن باكستان والخليج وايران.
  وسبب القطيعة بين حكمتيار وحليفيه الملا عمر واسامة بن لادن جدير بالتأمل، وقد ورد ذلك في بيان اصدره نهاية الاسبوع الماضي، ما يصلح ان يكون رسالة موجهة الى رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري الذي لم تقنعه انهار الدماء واكداس الاشلاء التي تتركها المفخخات واعمال القتل والانتقام وهجمات المجاهدين بجدوى ان يتبرأ من ازهاق ارواح الابرياء وان ينصح اصدقاءه واصحابه المسلحين بالقاء السلاح وبالعمل السياسي ضد الاحتلال وبالاحتكام الى فروض العبادة والرحمة بالانفس، حيث حصد السلاح من  ارواح العراقيين ما يزيد على ستين ضعفا بالمقارنة مع الامريكان.
  رسالة حكمتيار الى الشيخ الضاري وردت في طيات دعوة المجاهد الافغاني مقاتلي طاليبان الى الوقف الفوري لاعمال العنف والقتل ضد المدنيين الافغان والزعماء الدينيين. وقال في بيانه  "لقد أثبتت ثلاثة عقود من القتال والقتل أن هذه ليست الطريقة للتقدم." واشار الى أن مقاتلي حزبه.. الحزب الإسلامي "توقفوا عن قتل الأخوة وتدمير البلاد" داعياً الآخرين إلى القيام بالشيء نفسه، كما ابدى استعداده للدخول في حوار سياسي جاد مع النظام الجديد وحكومة حميد كرزاي، من دون ان يتراجع عن مطالبته القوات الأجنبية بمغادرة أفغانستان.
  وتشاء رسالة حكمتيار الى الشيخ الضاري ان تثير قضية في غاية الاهمية، سواء من حيث بعدها السياسي او الديني، وتتضمن، فصيح الكلام، عن ترشيد معارضة الوجود الاجنبي، والدخول في حوار مع الحكومة المنتخبة بما يعمر البلاد ويحفظ حياة المدنيين، وعذره بان السلاح ليس قدرا في مقاومة الاجنبي، وبخاصة عندما يتحول، وقد تحوّل فعلا، الى اداة لقتل الابرياء ووسيلة لتأجيج الكراهية في المجتمع، ومدخلا الى تشكيل قطعان منفلتة من الوحوش الكاسرة.
  لكن العجيب في امر رئيس هيئة علماء المسلمين يتمثل في انه بدلا من ان يناشد مسلحي القاعدة وشركائهم، المهووسين بالقتل وتنظيم المذابح بحق المدنيين العراقيين، الى وقف هذه الجرائم المروعة فانه اصدر، مؤخرا، بيانا يهاجم فيه جماعة مسلحة تمردت على تنظيم القاعدة في حي العامرية في بغداد ووصفهم بالفئة الضالة بدلا ان يدعو الى الاقتداء بهم، لتجنيب المدنيين الابرياء المزيد من الكوارث.
  رسالة قلب الدين حكمتيار  تُقرأ من غلافها، وفي طي الغلاف ثمة كلمات قليلة: ايها الشيخ الضاري، أطلب من اصحابك ان يلقوا سلاحهم، وانصح حلفاءك ان يكفوا عن قتل المدنيين العراقيين الابرياء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
كلام مفيد:

"ما طار طير وارتفعْ
إلا كما طار وقعْ"
                    شعر مدرسي