المحرر موضوع: مسيحيون عراقيون .. لجوء الى كنائس اسطنبول  (زيارة 3126 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Malka

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4751
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
جريدة بــابل

--------------------------------------------------------------------------------
مسيحيون عراقيون .. لجوء الى كنائس اسطنبول 
 2007-07-21

 
كل يوم أحد يتردد صدي أناشيد هادئة باللغة الارامية اللغة القديمة التي كان يتحدثها السيد المسيح داخل قاعة صغيرة للصلاة في قبو بواحدة من أكبر كنائس اسطنبول.

وجاء المصلون وعددهم 300 وجميعهم من المسيحيين العراقيين الى هنا لنسيان العنف الطائفي الذي اخرجهم من بلادهم التي دمرتها الحرب. ويصلي اللاجئون من اجل سرعة الانتقال لوطن جديد.

ويقول الاب فرانسوا ياكان خلال القداس "ليرعى الرب اسرنا هنا. ليذهبوا الى الولايات المتحدة وربما استراليا او اوروبا وحتى ان استغرق الامر اشهرا لتمنحهم الصبر."

ويستعد عاملون في وكالات معونة وجمعيات خيرية في تركيا ذات الاغلبية المسلمة الى جانب جاليات مسيحية قديمة لتدفق جديد للاجئين مسيحيين ومسلمين نتيجة اعمال العنف التي لا تهدأ في العراق حيث يفر نحو الفين كل يوم.

وفي الاسبوع الماضي ضاعفت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التمويل المطلوب للعراق لعام 2007 الى 123 مليون دولار يذهب جزء كبير منها للاجئين عراقيين في دول مجاورة بصفة خاصة الاردن وسوريا. ويصل عدد أقل كثيرا من اللاجئين الى تركيا غير العربية ولكن تنامي الاعداد دفع جماعات تقديم المعونة لزيادة اعداد العاملين.

وقال بورا اوزبك من اللجنة الكاثوليكية الدولية للهجرة ولها مقر في اسطنبول "نحتاج لعدد اكبر من العاملين لان اعداد القادمين تتزايد وستستمر الزيادة. نحتاج لعدد أكبر من العاملين للتعامل معهم."

وفتح قرار للمفوضية في فبراير شباط ببدء اعادة توطين العراقيين من وسط وجنوب العراق والمسيحيين الباب لتدفق اللاجئين واصبح من حق العراقيين في تركيا التمتع بوضع اللاجئين.

كما شجع القرار عددا أكبر من المواطنين على مغادرة العراق وفضل كثيرون اسطنبول على اماكن معتادة في العالم العربي مثل دمشق وعمان.

وفحصت منظمات المعونة في تركيا نحو ثلاثة الاف حالة لمهاجرين من العراق ومعظمهم من المسيحيين وينتظر الاف اخرون فحص حالاتهم. ولن يتقدم اخرون بطلبات لجوء ولكنهم يأملون البقاء في تركيا او الانتقال لدولة ثالثة.

وتقول بليندا مومكو من جمعية كاريتاس الخيرية التي يدعمها الفاتيكان "يأتي المسيحيون العراقيون الى هنا لاعتقادهم ان طلباتهم ستفحص اسرع وان الوضع سيكون اسهل نظرا لان عددهم أقل."

هذا ما كان يعتقده مازن مسعود يلدا (34 عاما) قبل ان يتقدم بطلب للحصول على تاشيرة له ولزوجته وطفليه وشراء تذاكر الحافلة لسيلوبي على الجانب التركي من الحدود.

وقد مضى على يلدا نحو عام الان في اسطنبول ويعمل حاليا في مصنع لمسابح الصلاة قرب وسط المدينة.

وفي ضاحية الدورة في بغداد كان يلدا يدير متجرا لتوريد اجهزة نسخ وكمبيوتر واصلاحها حتى فجره مسلحون وقال انه استهدف لانه مسيحي وكان ينسخ اوراقا لمعهد مسيحي مجاور.

وقال "ساء الوضع كثيرا ولكننا نسينا ان هناك مكانا اسمه العراق لانه لم يعد يحمل شيئا لنا. سنقتل اذا عدنا."

وتركز الجماعات المسيحية في تركيا على افراد امثال يلدا ويقول اوزبك "هؤلاء ضمن الفئة التي تعاني من تمييز على اساس الدين ومطلبهم مشروع في ضوء العنف في العراق."

وتابع "نعمل الان سبعة ايام في الاسبوع في محاولة لملاحقة الطلبات."

ويقول الاب ياكان الذي ينتمي مثل العراقيين الذي يشاركون في القداس للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية القديمة أنه بدا نشاطه في القاعة الصغيرة بكنيسة سان انتوني للروم الكاثوليك قبل تسعة اعوام.

وفي ذلك الحين كان معظم من يحضرون من العراقيين الفارين من حرب الخليج الاولى في عام 1991. ولكن عدد من يحضرون قداس الاحد تزايد باطراد ويصل الان الى 800.

ويقول ياكان "نحن من نفس الكنيسة ..من أول كنيسة كاثوليكية الكنيسة الكلدانية ... ينبغي ان نساعدهم. انهم اشقاؤنا."

ورغم ان 99 بالمئة من سكان تركيا مسلمون يوجد في تركيا طوائف مسيحية قديمة من بينهم الارمن واليونانيون. وهناك حوالي 40 الف مسيحي اشوري يتحدثون اللغة الارامية ومن بينهم كاثوليك وارثوذكس.

ويعتقد يلدا انه سيمضي شهرين اوثلاثة في اسطنبول قبل ان ينتقل لمدينة كوتاهية بغرب تركيا حيث ينبغي ان يقيم حتى تتفحص المفوضية العليا لشؤون اللاجئين طلبه للجوء.

وينقل العراقيون عادة لمدن تركية في الاقاليم حيث تسجلهم سلطات محلية وتراقبهم قبل ان ينتقلوا لبدء حياة جديدة في الخارج. ورغم الشكوك حافظ يلدا على ايمانه ويسخر من وضعه.

وقال "نحن المسيحيين ضعفاء. نتضرع دائما للمسيح كي يعيننا . وبالطبع حالما نصل لدولة اخرى سنبدأ في طلب المساعدة."