المحرر موضوع: أقليات العراق المهددة  (زيارة 1639 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Malka

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4751
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
أقليات العراق المهددة
« في: 19:32 05/09/2007 »
أقليات العراق المهددة

بقلم نينا شي، مديرة معهد هدسون للحريات الدينية

رأت نينا شي، مديرة معهد هدسون للحريات الدينية وعضو اللجنة الأمريكية التابعة لوكالة الحرية الدينية العالمية، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست بعنوان "أقليات العراق المهددة"، أن التفجيرات الأخيرة التي وقعت في المنطقة الكردية من العراق كادت تبيد قرى الإيزيديين من على وجه الأرض، بسبب إزهاقها لأرواح المئات من هذه المجموعة الهندية-الأوروبية الصغيرة المسالمة والعريقة، حسب الكاتبة. وأضافت شي أنه إلى جانب كونها أكبر الهجمات العراقية المنفردة سفكاً لدماء المدنيين، فهي آخر التأكيدات أيضاً على تعرض الأقليات العراقية لخطر الإنقراض الجدي. وذكرت الكاتبة القراء بأن تلك الجالية العراقية المزدهرة وقتئذ، إذ كان يبلغ تعدادها حوالي ثلث سكان العاصمة بغداد، اضطرت إلى الهجرة في أعقاب حملة من التفجيرات وأعمال العنف التي استهدفت حياة أفرادها. وبالنتيجة فلم يبق من هذه الجالية سوى قلة من اليهود. وحذرت نينا شي من أنه ما لم تتحرك واشنطن بأسرع ما يمكن لحماية الأقليات هذه، فإن المصير نفسه يتهدد الآن حياة حوالي مليون من المسيحيين وغيرهم من الأقليات الأخرى، مشيرة إلى أنهم لا يقعون ضحية لتبادل النيران المستعر بين سُنة العراق وشيعته، وإنما يستهدفون مباشرة وتنظم ضدهم حملات تطهير عرقي منظمة من قبل كل من السُّنة والشيعة والأكراد على حد سواء. واعتبرت الكاتبة أنه لكون هذه الأقليات العراقية التي تضم فئات الآشوريين والأرمن والإيزيديين والكاثوليك الكلدانيين والمسيحيين البروتستانت والمانديين لا علاقة لها بدعم الإرهاب ولا تتمتع بأي سلطة سياسية في البلاد، إلى جانب افتقارها لأي من الحلفاء الإقليميين، فقد أهملت وتم تجاهلها بكل بساطة. وفي المقابل لفتت شي إلى أنه ليست للولايات المتحدة أي سياسة لحمايتها أو إنقاذها في حال تعرضها للخطر. بل الأسوأ من ذلك برأي الكاتبة هو أنها تبنت سياسات هناك لم تضع اعتباراً للفئات الأضعف والأكثر عرضة للخطر. وعندما شرعت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في التصدي لمشروعات إعادة الإعمار في العراق، فقد فعلت ذلك أن تضع حساباً لما إذا كانت السلطات الإقليمية المشاركة في هذه المشروعات قد حرمت الأقليات هذه من الفوائد التي ينبغي أن تعود بها هذه المشروعات لصالحها. وفي الوقت ذاته كانت السفارة الأمريكية حسب المعلقة قد سعت إلى توظيف المترجمين الأكفاء والعمال المهرة، بتركيز أكبر في الاستقطاب على أفراد الأقليات العراقية هذه، دون أن تفكر في منحهم حق اللجوء السياسي في حال تعرض حياتهم للخطر. وزعمت الكاتبة أنه في سبيل كسب تأييد الشيعة لمطالب المسلمين السُّنة والأكراد المتعاظمة، اضطر المستشارون الدستوريون الأمريكيون إلى القبول بسن قانون إسلامي أضعف كثيراً حقوق الأقليات العراقية غير المسلمة. ودللت الكاتبة على كلامها بقضية القس الإنجيلي كانون أندرو، من كنيسة بغداد، الذي اضطر إلى مغادرة العراق إثر تلقيه تهديدات بالقتل، على الرغم من مشاركته ودوره الكبير في تنسيق جهود المصالحة الدينية في العراق برعاية البنتاغون. وفي شهادة أدلى بها في جلسة استماع عقدتها اللجنة الأمريكية للحريات الدينية العالمية في شهر يوليو المنصرم، حول التهديدات التي تتعرض لها المجموعات الاجتماعية العراقية القديمة، قال القس كانون أندرو إن السياسات التي اتبعها التحالف الدولي أدت إلى خذلان المسيحيين وغير المسلمين بصفة خاصة. وفي إطار حملة العنف الشعواء هذه التي تستهدف الأقليات، أكدت الكاتبة على تعرض القساوسة لجز الرؤوس، بينما تم تفجير الكنائس، وتعرضت النساء غير المحجبات للحرق بالأحماض والمواد الكيماوية الحارقة، بينما لقي الرجال مصرعهم لا لذنب جنوه سوى إدارتهم للمسارح والملاهي ومحال الحلاقة. ولم تستثن حملات الإبادة الجماعية هذه حتى الأطفال والشباب الذين لقوا مصرعهم لمجرد ارتدائهم بناطيل الجينز أو لاختلاطهم بالفتيات، أو لمجرد تبديهم في عيون المتطرفين كما لو كانوا تجسيداً لثقافة الكفار الغربيين، وذلك حسب زعم الكاتبة، التي أسفت من أن هؤلاء القتلة المتطرفين كثيراً ما وجدوا في أفراد الأقليات العرقية الدينية هذه، فرائس سهلة لهم يمكن اقتناصها. ولفتت شي إلى التقارير الصادرة عن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي أكدت أن نسبة المسيحيين العراقيين لا تزيد على 4 في المئة فحسب من إجمالي الكثافة السكانية، إلا أنهم يمثلون الآن نسبة 40 في المئة من إجمالي لاجئيه! وفي الإتجاه نفسه تزايدت هجرات آلاف من المسيحيين والإيزيديين وغيرهم شمالاً باتجاه سهول محافظة نينوى التي يجدون فيها أمناً أكبر لحياتهم. والمعروف عن نينوى أنها الموطن التقليدي للمسيحيين الآشوريين، بينما تعود معتقداتهم الدينية إلى يوحنا وتلميذه توماس، وكلاهما قد باشر الدعوة الدينية المسيحية هناك. واختتمت نينا شي مقالها بصحيفة واشنطن بوست قائلة إنه بما أن مجرد وجود هذه الأقليات المسيحية وغيرها في العراق، هو بمثابة تجسيد لقيم الحريات والحقوق والتعددية الإثنية والدينية والوسطية والاعتدال، مما يجعل منها جسراً بين الشرق والغرب كما قال الباحث اللبناني الماروني حبيب مالك، فإنه لَمِن مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، أن تحمي هذه الأقليات وأن تيسر لها سبل اللجوء السياسي متى ما تعرضت حياتها لخطر الإبادة الجماعية.

http://www.tebayn.com/Tebayn%20Arabic/index.asp?pageID=1&SID=6675&Ln=En