المحرر موضوع: افتتاح المركز الثقافي السرياني في بيروت برعاية وحضور معالي الوزير ميشال اده.  (زيارة 2057 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Malka

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4751
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
في افتتاح المركز الثقافي السرياني - 2/1


ميشال اده: ان الحفاظ على الآخر هو الحفاظ على الذات وحمايتها من الالغاء
حبيب افرام: وطن ثقافة وفكر وحريات بكل تراثاته


أقامت الرابطة السريانية حفل افتتاح "المركز الثقافي السرياني" برعاية وحضور معالي الوزير ميشال اده.
حضر الحفل النواب: هاغوب بقرادونيان، الدكتور فريد الخازن، المحامي غسان مخيبر، النائبان السابقان تمام سلام ومروان أبو فاضل، ممثل الرئيس الشيخ امين الجميّل السيد انطوان قاصوف، ممثل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون السيد آلان عون، ممثل رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع السيد طوني حبشي، السيدة كلير لوكلير من السفارة الاميركية، رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزيف طربيه، نائب الرئيس السفير الدكتورعبد الله بو حبيب، ومدير العلاقات العامة الدكتور انطونيو عنداري، الرئيس السابق للرابطة المارونية المحامي ارنست كرم، أمين عامها السابق الدكتور خليل كرم، رئيس حزب التضامن المحامي اميل رحمة، الآباء: بول كولي، عبد المسيح توما خوري، الياس جرجس، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الاب الدكتور انطوان خضرا، ورئيس بلدية الجديدة أنطوان جبارة، رئيس الرابطة اللبنانية للروم الارثوذكس نقولا غلام، ممثل المجلس الأعلى للطائفة الانجيلية المهندس فارس داغر، ممثل طائفة الكلدان جورج سمعان، ممثل طائفة الارمن الارثوذكس الدكتور جان سلمانيان، ممثل المجلس الآشوري دافيد دافيد، رئيس الرابطة القبطية الدكتور ميخائيل سليمان، ممثل المجلس القبطي ادمون بطرس، مدير عام بنك التمويل العربي الدكتور فؤاد مطرجي، العميد المتقاعد يوسف طحّان، مجلس امناء المركز الاب سهيل قاشا، العميد المتقاعد جان شمعون، الدكتور جان شرو، الاستاذ بدري عبدايم، ماري ماصبونجي، الدكتور مايكل ميخائيل، الدكتور الياس ملكي، رئيس تحرير وكالة الانباء المركزية فيليب ابي عقل، الاستاذ ايلي ماصبونجي، مدير مدرسة مار سويريوس عبد المسيح طرزي، عضو المجلس الملي هنري جبلي، وشخصيات اجتماعية.
استهل الحفل بدقيقة صمت عن أرواح الشهداء، وبعدها النشيد الوطني اللبناني تلاه النشيد السرياني ثم كانت كلمة لرئيس الرابطة السريانية حبيب افرام جاء فيها:

المركز الثقافي السرياني
"إنه مركز مقاومة"

اننا نقاوم. نصمد. نبقى نتجذر.
في زمن يفقد فيه البعض ايمانه بالوطن،
ويفتش كثيرون عن جواز سفر جديد،


ها نحن، بتواضع النساك، نفتتح مركزاً ثقافياً سريانياً سيكون محجة مفكرين وباحثين وقلباً نابضاً بالحركة.
هو مكتبة. فيها حتى الآن 3000 كتاب متخصص عن السريان والكلدان والآشوريين وعن قضية المسيحية المشرقية. نأمل أن نصل الى 10.000 في العام الاول.
هو معرض كتب عتيقة. لدينا الآن حوالي مئة.
هو عشرات من وثائق وخرائط من مؤسساتنا وتاريخنا وشعرنا.
هو دراسات، الف منها حتى الآن حول قضايانا السياسية والفكرية واللغوية
هو موسيقى. لدينا تراثنا الموسيقي بأكمله. اكثر من 1600 C.D من أغانٍ فولكلورية وكنسية.
هو دار نشر. أصدرنا كتابين الاول لنائب رئيس سابق للرابطة هو د. جان شرو، بعنوان "الفدرالية هي الحل" سيوقعه الثلاثاء المقبل من 5-7 هنا والثاني للأب سهيل قاشا عضو مجلس امناء المركز بعنوان " تاريخ الكنيسة" سيصدر آخر الشهر. نأمل أن ننشر كتاباً كل شهر. وهنا ايضاً يمكن لكَ ان تشتري كتب متخصصة.

وهو مركز تعليم حيث سنبدأ بدورات في لغتنا المقدسة، في اللغة الانكليزية وفي الكومبيوتر وفي شك الخزر وانهينا دورة في الفسيفساء.
وهو دار انتاج افلام وثائقية. بدأنا باعداد اولها عن الاخوة اللاجئين المسيحيين من العراق.
ان المركز تابع للرابطة لكن انشئ له مجلس أمناء من غيورين على الفكر وسيكون له كامل الصلاحيات في استنهاض الهمم. له مدير هو الرفيق ايلي شمعون يشرف على المشروع منذ التأسيس فله الشكر.

هذا المركز لم يكن لينوجد لولا دعم احبة واصدقاء. أذكر بالتحديد مؤسسة الاميرالوليد بن طلال –مؤسسة دولة الرئيس عصام فارس- مؤسسة الوزير الراحل جورج فرام – بلدية الجديدة ممثلة برئيسها انطوان جبارة – السيد افرام قومي من نيويورك – السيد عبدو كورية من اتلانتا– السيد جان دياربكرلي من جامعة ستوكهولم – السيد الياس حنا من بوسطن والكثير من الاصدقاء الذين اهدونا كتباً أو وثائق أو غيرها.
أما أنتَ، راعي احتفالنا، فلم تترك مناسبة إلا عبرت فيها عن محبتكَ ودعمكَ للرابطة. أنا الذي عملت معكَ أميناً عاماً لاتحاد الرابطات والمجالس اللبنانية المسيحية في فترة ترؤسك للرابطة المارونية، وعرفتكَ عن قرب، أباً لكل الموارنة، ولكل المسيحيين، ولكل قضايا الحق، ولا عجب فالدم في عروقكَ آرامي سرياني ماروني.
واسمح قبل أن تبدأ كلمتكَ، بأن تقدم عنا كلنا، للجندي المجهول، الذي لولاه، لولا تضحياته ومثابرته، لما كان لا لمقر الرابطة ولا لهذا المركز أن يخرج بحلته الرئعة، للأمين العام جورج اسيو درع تقدير لكل جهوده.

في افتتاح المركز الثقافي السرياني - 2/2



أهلاً بكم. احزاباً، شخصيات، جمعيات.
لكل منكم، ومن تمثلون، في قلبنا معزة خاصة.

حتى يبقى لنا لبنان.
وطن ثقافة وفكر وحريات.
بكل تراثاتنا.


ثم كلمة معالي الوزير ميشال اده:

أيّها الحفل الكريم،

بسعادة غامرة، أشارككم بهجة هذا اللقاء، احتفاءً بافتتاح «المركز الثقافي السرياني». وإنّي لمسارع، في بداية هذه التحية، الى تقديم التهنئة الحارّة الحارّة بهذا العمل التأسيسي المبدع البالغ الأهمية، الى الطائفة السريانية الشقيقة. ألا إنها في حقيقة التاريخ المسيحي وحقائق التاريخ بعامّة، الطائفة المسيحية الأم في بلدان المشرق قاطبة.



أمّا أن يكون لأخوتنا السريان في لبنان مركزاً ثقافياً، فهذا يعني أول ما يعني شهادة حضارية مثلى على حيوية هذه الطائفة الكريمة، على تمسّك هذه الكنيسة المسيحية الرائدة بالحضور المتجذّر والمرموق في لبنان. وعلى متابعة إشراقها وألقها من خلاله كذلك.

إنّها الكنيسة التي طالما تعذّبت. إنّها الكنيسة التي طالما فرض عليها الاستشهاد على مرّ القرون. لكنّها الكنيسة التي لم تستسلم للموت. الكنيسة التي لم تدع البطش ولا الاستبداد ولا الإرهاب، أن يحقّق أهدافه الشرّيرة في الإجهاز عليها وإفنائها، وشطبها من الجغرافيا والتاريخ.

فمن إبادة «نصيبين»، المنارة السريانية المشعّة معرفة وعلماً على سبيل المثال، الى فظائع الاضطهاد الذي أنزله العثمانيون بالسريان، لا سيما ظلامية السلطان الأحمر عبد الحميد والقوى التي عملت على فرض التتريك، الى ظاهرة الإرهاب البربري الذي يرمي بإجرامه المنظّم في العراق الى اقتلاع السريان والمسيحيين بعامة من بلدهم الأم العراق وتمزيقه، والى زعزعة استقرار الشعوب والبلدان في الشرق وفي بلدان القارات الأخرى،
فإنّ هذه الكنيسة، بتضحيات أبنائها الخلّص وتفانيهم وإيمانهم الصلب، ما تزال نابضةً حيّة. تنهض في كلّ مرّة من بين الدمار والأنقاض، ومن رحم أشدّ العذابات والأوجاع، لتستأنف البرهنة على سرّ المسيحية، متجلياً قائماً في التجسّد والرجاء.

ولا أملك إلاّ أن أنوّه هنا كبير التنويه، بهذا الوعي الحضاري الراقي الذي يجسّده تأسيس هذا المركز الثقافي، تعبيراً عن الإصرار على الذاكرة والهوية في آن.
أمّا عن دور الذاكرة في هذا المركز، بأنشطته المتنوّعة التي سوف يطلقها، فلإعادة الاعتبار الى الحقيقة، والى حماية ذاكرة الإنسانية الواحدة من عمليات التشويه والطمس والإلغاء. المآسي تنذكر أيضاً حتى لا تنعاد. وإنّنا لنعرف جميعاً بأنّ التاريخ لا يتكرّر إلاّ بالنسبة لمن ينسى.

أمّا عن الهوية، فإنّ لمركزكم هذا دوراً بالغ الأهمية في إثبات حضور المسيحيين السريان في قلب النسيج الأصلي الأول الذي صنع عراقة الجغرافيا المشرقية وتاريخها وحضاراتها المتحاورة المتعاقبة. وما التوقّف عند هذا الماضي السرياني المجيد إلاّ تأكيداً حياً على أنّ النيل من هذا المكوّن السرياني الأصلي الباهر العطاء في الدين والمعرفة والعلم والثقافة والتقدّم، إنّما كان ولسوف يظلّ نيلا ًمن الأديان السماوية كلّها. ومن دور الروافد الحضارية للانسانية كلّها. ومن الثقافات كلّها في الوقت ذاته. وهذا، سواء اتّخذ هذا الأمر شكل الاقتلاع من الأرض، أو محاولة الاقتلاع من التاريخ، أو تدمير الهوية، أو فرض الأحادية الدينية أو العرقية أو الثقافية بقوة الحديد والنار.
أجل لست أبالغ أيّها الأخوة، إن اعتبرت هذا المركز رداً ثقافياً دينياً حضارياً على القوى والمجموعات الإرهابية والمتطرّفة العمياء التي تعمل بكل ما أوتيت من شرّ وحقد الى اقتلاع المسيحية والمسيحيين بطوائفهم كافة، من العراق الشقيق وسائر بلدان الشرق، وهم العريقون بصنع هذه البلدان وكياناتها وتاريخها وعمرانها وإنجازاتها الحضارية.

وإذا كنت قد توقّفت بالذكر عند مثال «نصيبين»، منارة الإشعاع العلمي والمعرفي في التاريخ الغابر، فإنّما لأشير الى أنّ تدميرها وإلغاءها لم يكن فقط خسارة مسيحية، بل خسارة إسلامية وعربية، وللإنسانية جمعاء.

أهمية مركزكم الجديد هذا، أيّها الأخوة، هي من أهمية الذاكرة ذاتها. والتي لا ترمي قطعاً، وفي الجوهر، الى تغذية الفوارق والتمايزات، دفعاً بها لتحويلها تعصّباً وانغلاقاً وتقوقعاً وافتراقاً. بل الى الاعتراف بالحقّ في الاختلاف وقبول الآخر واحترامه، والى رؤية هذه الاختلافات بصفتها من خصوصيات الغنى الإنساني والمجتمعات البشرية، والديموقراطية بكلمة. إنّها الدلالة على الغنى الكبير الذي ينطوي عليه التنوّع ضمن وحدة الإنسانية.
وعلى هذا، فلسوف تظلّ الطائفة السريانية، عبر التاريخ وفي هذا الحاضر، أمثولة حيّة مضمّخة بالدم والعرق على وجوب أن نتوقّف عن اعتبار التاريخ صنيعة شعوب متقاتلة ضد بعضها البعض. بل إنّ السريانية، كنيسة وطائفة



وتجربة مجتمعية، تعلّم بأنّه آن الأوان لأن يكون التاريخ ولأن يُعْتَبَر، من صنع الشعوب كافة، متضافرةً الى جانب بعضها البعض.
الى ذلك كلّه،‮ ‬فإنّه ليس‮ ‬غريباً‮ ‬أبداً،‮ ‬بل هو الطبيعي‮ جداً ‬بصورة تلقائية،‮ ‬أن‮ ‬يتأسّس هذا المركز في‮ ‬لبنان تحديداً‮. ‬لبنان العيش المشترك منذ أن راح‮ ‬يتكوّن ملاذاً‮ للمضطهدين من كل الديانات والمجموعات،‮ ‬وملتقىً‮ ‬لطوائف متنوّعة الأديان والمذاهب،‮ ‬وموئلاً‮ ‬ومهداً‮ ‬لتحاور الأديان والحضارات وتخاصبها‮. ‬لبنان الوطن الواحد على أساس التنوّع الديني‮ ‬والعيش المشترك والحقّ‮ ‬في‮ ‬الاختلاف وقبول الآخر واحترامه،‮ ‬والتفاعل معه في‮ ‬حياة مشتركة واحدة، وبكل الغنى الفائق الذي‮ ‬تمثّله صيغتنا الفريدة من نوعها في‮ ‬العالم‮. ‬لبنان‮ «‬البلد-الرسالة‮»،‮ ‬على حدّ‮ ‬تعريف قداسة الحبر الأعظم الراحل‮ ‬يوحنا بولس الثاني‮ ‬للبنان‮.‬
لبنان هذا، إنّما تدرك كلّ طائفة من طوائفه أن الحفاظ على الآخر هو الحفاظ على الذات وحمايتها من الإلغاء.
وعلى هذا، فهذا المركز ليس للسريان فقط، إنّه للبنان بأسره وللبنانيين أجمعين كذلك. وإذا كان تأسيسه دلالة على الديموقراطية التي ينعم بها لبنان، فهو في الوقت نفسه تطوير وتعزيز لجوهرها في رعاية التواصل والتحاور والتفاعل بين المكوّنات اللبنانية المجتمعية.
الطائفة السريانية الكريمة هي، كما أي من عائلات لبنان الروحية الأخرى، ركيزة لبنان وفي قلب حاضره ومسار مستقبله.

واسمحوا لي أخيراً أنّ أجدّد التعبير عن تهنئتكم بهذا العمل المبدع، وأن أتوجّه بتهنئة خاصة كذلك، الى الصديق العزيز حبيب أفرام الذي طالما أدرك، ولا سيما في سياق عمله المتواصل في الرابطة السريانية المرموقة وفي اتحاد الرابطات المسيحية، أنّ‮ ‬إهمال التراث،‮ ‬ونسيان الهوية أو تناسيها،‮ ‬على الصعيد الكنسي‮ ‬واللغوي‮ ‬والثقافي‮ ‬والمجتمعي‮ ‬والحضاري،‮ ‬إنّما يؤول الى ضياع هذا التراث وامّحائه. وهو الذي أدرك أيضاً أنّ ‬ذوبان كنيستكم وضياعها،‮ ‬ إنّما هو ذوبان لحضوركم ودوركم ولشخصيتكم وضياعها‮. إنّه في النهاية حرمان لبنان أيضاً،‮ ‬وطنكم الراسخ،‮ ‬من‮ ‬غنى هذا الحضور والدور‮.‬

أمنيتي‮ ‬المخلصة أن تتمكنوا من المضي‮ ‬في‮ ‬شد أواصركم فيما بينكم، وتمتين روابطكم وتواصلكم مع سائر اللبنانيين من الطوائف كافة. وهذا، لكي‮ ‬تستمر الكنيسة السريانية في‮ ‬تأدية رسالتها المسيحية والحضارية‮.‬ ولكي يستمرّ لبنان رسالة للعالمين.

وتخلل الحفل تقديم درع تقديري لأمين عام الرابطة جورج اسيو الذي اشرف على إعداد وتجهيز المركز.
وفي الختام أقيم حفل كوكتيل.


الجزء الثاني









http://www.tebayn.com/Tebayn%20Arabic/index.asp?pageID=1&SID=6758&Ln=En

عن موقع طباين