المحرر موضوع: قرار التقسيم الكونغرس – امريكي من معه ومن ضده  (زيارة 777 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تحسين المنذري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 141
    • مشاهدة الملف الشخصي
قرار التقسيم الكونغرس – امريكي من معه ومن ضده


تحسين المنذري
اثار القرار غير الملزم الذي اتخذه مجلس الشيوخ الاميركي قبل ايام ردود افعال متباينة في الرفض من قبل اغلب الفرقاء السياسيين الا فرقة واحدة هي حكومة اقليم كردستان التي رأت فيه حلا لمشكلات العراق ، وانا شخصيا لم ارَ في هذا الموقف اية غرابة  فمسيرة السنوات الاربع المنصرمة من عمر العراق كان الساسة  الكرد فيها يدفعون بالنار والتأزيم حيث تنجو مصالحهم وحيث يكسبون اكبر قدر من المكاسب في ظل وطن جريح وممزق غير ابهين بما يؤول الحال اليه في مناطق العراق الاخرى دافعين باتجاه الحصول على اي مغنم في فرصة تاريخية لا تتكرر وذلك ما قاله السيد مسعود بارزاني مرة حينما سؤل حول حجم المطالب الكردية الكبيرة فقال ( انها فرصة لا تتكرر ) وكان محقا في ذلك  فالنهب والخراب يعم ارجاء البلاد ولابد من اخذ الجزء الاكبر من كعكة العراق قبل فوات الاوان ، من هذا المنطلق وهذا المنطق اشرت الفترة الماضية تحرك الاخوة الكرد سياسيا في العراق ، فهل هذا هو المنطق الصحيح ؟ لقد نسي الاخوة الكرد ابناء العراق الذين تضامنوا معهم في محنهم المتتالية عبر السنين ، ونسوا التضحيات التي قدمها عراقيون من غير الكرد وصلت حد حمل السلاح الى جانب البيشمركة الاكراد دفاعا عن الشعب الكردي وضد كل معاديه والذين هم في ذات الوقت اعداء للشعب العراقي كله ،تخلوا عن كل هؤلاء، نسوا كل تضحياتهم وتحالفوا مع اخرين لان اللقمة عندهم ادسم  دون اية وخزة ضمير ولا اي رادع ، فهل في ذلك من الوطنية شئ ؟  واليوم يعلنون ان قرار الشيوخ الاميركان هو الحل الامثل لمشاكل العراق !!!!! وكأنهم يعيشون خارج العراق ولايهمهم ما يجري فيه ، هكذا يبدو للوهلة الاولى لكن الموقف في حقيقته فرصة اخرى للمزيد من العنب من سلال الاخرين واي اخرين جرحى ومعاقين ومهمشين ومسلوبي ارادة ومشردين ومحكومين بالموت من قبل جلادين  تلتقي مصالحهم في الاخير مع مصالح الساسة الاكراد في تقسيم العراق وتهميشه  !! فيا للعيب والعجب ان تصل المصالح القومية الضيقة باصحابها الى هذا الحد من الانحدار !! ولا ادري الان هل كان فعلا شعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان متبنى  من قبل الساسة الاكراد انفسهم ام ان في ذاكرتنا خلل ؟ وان من تبناه كانوا اخرين لا يمتون للموجودين حاليا باية صلة ؟ ربما .... لكن الغريب في الامر وليس المستغرب ان يرفض قرار الشيوخ الاميركان اخرون يعملون لحد اليوم بنفس الاتجاه اي اتجاه التقسيم من خلال قوائمهم الانتخابية وسياستهم الطائفية وتهميشهم للاخر عن عمد مقصود وميليشياتهم التي تبنت التهجير القسري والقتل اليومي على الهوية والاسم وكل ما قاد العراق للخراب الذي هو فيه ، فهل هي صحوة ضمير ؟ ام هي مناورة اخرى ؟ قد لايعرفون الجواب هم انفسهم ، فما فعلوه اليوم برفض القرار ربما جاء عن هفوة كلامية غير محسوبة العواقب او انها رفض لاجل الرفض لاغير وقول كلمة حق يراد بها باطل . لكن ماشد انتباهي الاكبر هو رفض السيد هوشيار زيباري للقرار معتبرا ذلك قرار للتقسيم وليس للفيدرالية والتي هي مقره اصلا في الدستور ، فهل ان السيد زيباري صار عراقيا اكثر منه كرديا ؟ ام ان المنصب يملي عليه قول ذلك لا اكثر ؟ اتمنى ان يكون احتمالي الاول هو الاصوب ، لكني في ذات الوقت اتمنى ان يصحح لرفاقه في حكومة الاقليم المعلومات ويعلمهم قول الصالح في السياسة والاصوب والامثل للعراق واهله .