مدراش لمار افرام، كنارة الروح القدس
الشماس اليشا يعقوب
كاليفورنيا – اميركا (نصيبين 306 م ـ الرها 373 م) من رواد كتاب وشعراء المسيحية ويعده بعض المؤرخين واللاهوتيين اعظم من كتب القصيدة والترنيمة الدينية في الشرق المسيحي ، ولفصاحة لسانه وبلاغة ادبه وطهارة سيرة حياته لقب بالقاب عدة كقيثارة الروح القدس وشمس السريان ، وهو على كل حال احد اباء ومعلمي الكنيسة الذي تجمع على قداسته جميع الطوائف المسيحية الرسولية . ولد عام 306 م في مدينة نصيبين شمال شرق سوريا من اسرة مسيحية ، وتتلمذ على يد خاله مار يعقوب النصيبي أسقف نصيبين انخرط بالسلك الرهباني واختار البقاء في رتبة الشمامسة حتى وفاته حيث لم يكن يحسب نفسه اهلا لان يقلد مهام الكهنوت ، قام بتاسيس مدرسة لاهوتية في نصيبين ذاع صيتها واشتهرت بين أبناء ذاك الزمان . اجبر على النزوح من مدينة نصيبين بعد سقوطها بيد الساسانيين عام 363 م ، وانتقل إلى مدينة الرها التي كانت انذاك خاضعة للحكم الروماني وتوفي هناك عام 373 م . برع القديس افرام السرياني بتفسير الكتاب المقدس وعقائد الإيمان القويم واتبع في ذلك الطريقة الشعرية حيث ابدع اجمل ما كتب في شرح وإيضاح المعاني الروحية لكلمة الله ، إضافة إلى ذلك اهتم بالكرازة وعاش حياة المتصوفين ، جميع مؤلفاته كتبها باللغة السريانية وترجمت لمختلف لغات العالم و تعد من روائع الادب المسيحي ، وتمتاز مؤلفاته الكثيرة بالرقة و بجمال التفكير والتعبير ومازالت تتلى حتى اليوم كجزء من ليتورجيات الكنائس المختلفة ، كتب الكثير في مدح السيدة العذراء .
ثلاثة ملايين سطراً في الايمان، المسيح، الكنيسة، الجنة والخطيئة كتاباته وتآليفه أكبر من أن تحصى. وقد ترك أثرا" عميقا" جدا" في العالم المسيحي بأكمله. وكانت ابداعاته المتنوعة في المعرفة واللاهوت، والأدب، والموسيقى، والشعر، وقد نعت بنبي السريان، وشمس السريان، وكنّارة الروح القدس، وصاحب الحكم. وقد كتب مار أفرام الأناشيد في الصوم والقيامة وفي الصلب، والمراثي، والانفعالات الحزينة، وفي مواضيع انسانية ودينية كثيرة على شكل صلوات وابتهالات عظيمة السبك. اضافة الى تفاسير الكتاب المقدس بعهديه، القديم والجديد، نظما" ونثرا". وان الكثير من نماذجه الشعرية والنثرية كانت من الحياة الواقعية ومن خبرته الوجدانية ومن معاناته الروحية.
وقد وصلنا تراث مار أفرام الأدبي، ليس بالسريانية فقط، وانما في ترجماته الى اليونانية والعربية والقبطية، والأمهرية (الحبشية) والأرمنية والجيورجية وغيرها من اللغات. ويرتبط باسم مار أفرام الشعر الغنائي المسيحي الشرقي، وان ابداعات مار أفرام تعدت الأدب السرياني لتؤثر في الأدب اليوناني- الببيزنطي، الذي اغتنى بأشعاره وأناشيده وميامره. ويقول المؤرخ اليوناني "سوموزون" ان هذا التراث بلغ نحو ثلاثة ملايين سطرا". وأهم موضوعاته: الايمان، والمسيح، والكنيسة، والجنة والخطيئة.
دعوة ربنا الى العرس]
قدم لنا الإنجيلي يوحنا بكر المعجزات التي قام بها السيد المسيح وهي معجزة تحويل الماء خمرًا في عرس قانا الجليل في بدء خدمته، حيث بدأ عصرًا جديدًا مسيانيًا، فيه تتحول مياه التطهيرات حسب الناموس القديم إلى خمرٍ من صنف جديد. ان دعوة ربنا يسوع وتلاميذه إلي عرش قانا لم تكن بلا معنى، فإن كان السيد المسيح هو العريس السماوي، فإن التلاميذ وهم بكور كنيسة العهد الجديد هم العروس الروحية. وكأن عرس قانا الجليل وقد تم حسب الناموس والتقليد اليهودي، كان يضم في أعماقه عرسًا خفيًا لم يكن أحد بعد يدركه، هذا الذي يمتد ليس أسبوعًا كما في الطقس اليهودي (تك 29: 27؛ قض 14: 12)، وإنما الزمن كله حتى يعلن في يوم الرب العظيم (رؤ 21: 2). فعمل يسوع بالعمل في العرس، لكي يعلن حبه للبشرية، فيحملها إلى السماء لنتمتع بالفرح السماوي، ونحمل انعكاس بهاء مجده علينا. إنه يؤكد أنه جاء إلى العالم ليحول حياتنا إلى عرسٍ مفرحٍ. تحويل ماء حياتنا إلى خمر يشير إلى الفرح الروحي الأبدي (إش 55 :1؛ أف 18:5-20). وان هذا العمل يوضح أنه في كل يوم جديد كان السيد المسيح يقوم بعملٍ جديدٍ وخدمةٍ جديدةٍ. لم يعبر يوم من أيام حياته على الأرض دون عمل. هكذا من يرتبط بالسيد المسيح تصير أيام حياته كلها أيام عمل، ليس من بينها يوم مفقود.
الرجاء الضغط على الرابط التالي لقراءة مدراش مار افرام، كنارة الروح القدس عن دعوة ربنا الى العرس. www.ankawa.com/syriac/Aprem.pdf