قد لا أعرف كثيراً عن الأب العزيز بيوس عفاص وما أعرفه عنه هو كتبه ودورته التي دعاني مع خورنتي للمشاركة بها في الموصل وما كلمني عنه الأب مازن في الدير الكهنوتي لأنه كان الوسيط بيننا لشراء الكتب التي حاول أن يغني بها مكتبتنا في العراق.
أما الأب مازن أخي وصديقي فلقد عرفته جيداً وكنت افهمه جيداً من تعابير وجهه التي تتكلم وإن صمت ولم يحرك شفاهه لقد عمل مع الجميع ووقف عدة وقفات معي في الدير الكهنوتي لما حاول أن يظهر الحق حتى لو كان هذا يضر بعلاقته مع الرؤساء
لقد كان الأب مازن الملجأ الأول في نشاطاتي فكان يتحفني دوماً بآرائه ونتاجاته وأذكر بالخصوص نشرة تلاميذ مار بولس في بغداد ومهرجان الأم الذي الذي أقيم في اليونان حيث كتب قصيدة للأم جعلها موطن للأبناء
لقد عرفتها صديقاً لكل الفئات فشعره الأبيض يدل على صداقته العميقة بالشيوخ وقلبه المرح المعطاء يدل على شبابه الدائم وروحه التي يلاعب بها الصغار وعوفيته غالباً ما ما كان يذكرني بقول المسيح لمثل هؤلاء ملكوت السموات
عرفته محباً للفقراء والمعاقين يجسد المحبة التي علمها الرب لنا بالغريب والعريان والجوعان والعطشان والسجين لقد جسد المحبة مثل الأم تريز وجان فانييه
لقد كان اسلوبه في القراءة جميلاً في الدير الكهنوتي بحيث إن أول المختارين لاداء التتامل الفلاني كان مازن يشوع لانه لا يرهبنا بل يرغبنا في القراءة
إنها شهادة لكل من لا يعرف الأب مازن وسأصلي مع خورنتي لأجل أن تزول هذه الغمة عنهم وعنا لأن الحب قوي وأقوى من الموت فمن هنا ادعو جميع الناس أن يكثفوا صلواتهم من أجل أبوينا هذين ليرجعوا إلنا سالمين ويمجد اسم الرب من خلالهم
في الختام أقول يا ابوينا قلوبنا معكم فالرجاء سلاحنا وليس لنا غير الله
اخوك بالرب
القس افرام سليمان متي