عود الصليب
أحسُدُكَ ..
أغارُ مِنكَ ..
يا عودَ الصَّليبْ
أعرِفُ أنَّهُ جنونٌ من نوعٍ آخَرْ
أنْ يشعُرَ رجُلٌ بغيرةٍ من خشبة
ولكِن .. أيّما خشبة
إنَّه عودُ الصَّليب
نعم ، أغارُ منكَ ، أتعلمُ لماذا ؟!
لأنَّكَ لففتهُ بذراعيك
فَصِرتَ كالأُمِّ الحنون لهُ ، أو كالصَّديق
نعم يا يسوع ، أغارُ منهُ
لأنَّكَ استلقيتَ عليه
وأسندتَ رأسَكَ المدمي
فشرب من دمكَ وحَمَلَ جسدَكَ الطَّاهِر
ذاقَ مَعَكَ الألم
وحملكَ بينَ الأرض والسَّماء
كانَ شاهِداً على عظَمَتِكَ ربِّي
حينما ألبَسُوهُ تاجاً ، كُتِبَ عليه:
" أنَّكَ مَلِكُ اليهود "
فَشَهِدَ لكَ قبلي
سمعك وأنتَ تغفرُ لِمَن صَلَبَكَ
وتُسامح من أخطأَ إليك
كان كرسيَّ الحَكَمْ بين اللِّصين
فكان فخراً لهُ أن يحمل ملِكَ المُلوك
وربَّ الأربابْ
ولشرفٌ أن يكون أوَّل من يحضر الدَّعوة
دعوَتَكَ للِّص الذي بجانبكَ
"الحقَّ أقولُ لكَ: ستكون اليوم معي في الفِردوس"
نعم يا عود الصَّليب
أنتَ من رأيتَ العذراء تبكي
والأصدقاء ..
أنتَ من هَمَسَ يسوعَ فيهِ:
" إلهي بين يديكَ أستودِعُ روحي "
ولكن .. هل لي بطلب ؟
أرجوك ، ارتَح قليلاً بعد كلّ تلك السِّنين
فأحُلَّ مكانكَ ولو وقتاً يسيراً
لأحضنهُ ، لأسمع صوتهُ
لأشكوَ لهُ ، وربَّما شكى لي
وأنا على يقينٌ أنَّهُ بعد ألفيّ عام
بحاجةٍ لمعانقة صديق
فقد كَثُرت الأحداث
وتغيَّر وجهُ التَّاريخ
وهو مازال معلَّقاً ، ينتظر من يأتي
نعم .. أُريد أن أقِفَ مكانك
أعرفُ أنَّكَ تسأل الآن ..
ما بالهُ هذا الأبله ؟!
فوق كل ما يملك من مآسٍ وهموم
في هذهِ الحياة الفانية
اختارَ أن يكون مكاني
أنا الخشبة القديمة الفقيرة المثقوبة
أقولُ لك يا عودَ الصَّليب
مساميرُكَ بدأت تصدأ
أخافُ أن يقع يسوعَ منكَ
أمَّا مساميري الآن
فهي كلّ شرٍّ وحقدٍ وغدر
من هذهِ الدُّنيا ، وربَّما مِنِّي
أكرهها بقدرِ ما أُحبُّها
تعالي أيَّتها المسامير
أُدخلي جسدي ولا تخافي
لأنَّكِ بقدر الألم الذي تُحدِثينهُ
تُقَوّيني بيسوعي
بمسيحي ، بمُخلِّصي
هيَّا ادخُلي ، اضغطي
على رِجليَّ ، على يديَّ ، على جسدي
وقوِّيني أكثر بإلهي
أنا الآن وراءَكَ يا يسوعي
ومساميرُ حياتي تجمعنا معاً
أنا معك الآن فعود الصَّليبِ يرتاح قليلاً
ونحنُ معَلَّقَين بينَ الأرضِ والسَّماء
خذ وقتَكَ يا عود الصَّليب
واستَرِحْ قدر ما شِئتْ
فقد أسكرني وقتُ العِناق
منقول