صلاة من قلب متسائل
بقلم : الراهب صميم باليوس للفادي الأقدس
يا الهي، في صباح مدهش، نظرت الى وجهك الباسم في نباتات الحديقة المفرحة، كانت تهزج بوجود لا نهاية له، وانا ماض في طريقي رايتها تبتسم وكأن حيويتها تنطلق من ابتسامة معبرة تحمل فرح واي فرح ! قلت في قرارة نفسي، هل من الممكن ان اهزج معكِ وانا لا املك لغتكِ الوجودية، فانا متعود أن اغرق لحظاتي الصامتة بخبرات وحوادث اليمة لا نهاية لها، ولو سألتني في غضونها ما رغبتي في الحياة لأجبتك الموت لا محالة. نحن البشر، امسى الصمت عندنا لغة الموت، فكيف يمكنني ان اهزج معك بصمت الوجود وابتسامة فرح الحب في صباح مشرق ! كثيرا ما اخبر نفسي ان الابتسامة نعمة لا يحصل عليها الا من يتعلم البساطة والعمق في ان واحد، فهي تبرر الوجود. ولكن لم لا ابتسم بفرح ، لم بدت حياتي وكانها بلا ملح يضفي على طعمها جانب الوضوح اللذيذ. كل شي بات وقتيا ولا يحمل اي امل الاستمرار، ولا يهم اذا استمر ام لا. فلا يهمني، المهم اني فعلته وهكذا اكون قد ارضيت غروري باني فعلت. جوهر الشي لا اتصيده، وعنفواني يتبدد مع فعل لا طعم له ولا مسوغ. حتى مع الاشخاص، تنحت العلاقات الانسانية من قيمها، الصديق يتحول بمرور الوقت من موضوع الى شي والحبيب كذلك. ليس من شيء يضفي علىعلاقاتي جانب الموضوعية الجوهرية. ما العمل، لربما علاجي يتحقق في ان اعيش علاقة مع النباتات الباسمة في حديقتي، ربما تُفهِمني معنى الابتسامة في سر الصمت. هكذا يا الهي، يا موحي الحب، اجعلني نبتة في حديقة وجودك، طرز حياتها بشفافية الحب والجمال رغم قساوة اشواكها. هبني أن انظر الى الحياة بشكل يجعلني احتضن انساني المتالم في القلب. أتحسسه كما تتحسس الام طفلها. اجعلني أهب الاخر الحياة بحضوري مثلك، فبهذه اللحظة اكون في مصاف الالهة. هبني اليوم ذلك يا رب.