المحرر موضوع: فرمان  (زيارة 1132 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد هوزايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 218
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
فرمان
« في: 07:36 29/10/2007 »
بدات تلوح في الافق علامات شبه واضحة، و بدأت الغيوم بالتبدد من سماء شمال العراق الحبيب ، موطن الاشوريين ، مع بدأ الحملة التركية لتجميع الرأي العام الاقليمي حول احتمال توجيه ضربة لحزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا القومية، تركيا ذلك الشبح في نظر مسيحيينا بسبب حملات الابادة الجماعية التي قامت بها بالاشتراك مع بعض الشيوخ الاكراد      و التي سميت ( فرمان ) و لعدة سنين على قرى ابناء امتنا وديننا ، الساكنين قرب الحدود العراقية التركية الحالية  اي ما يسمى بعد قرار التمزيق المشؤؤم و تعيين الحدود بين العراق و الدولة العثمانية ب تركيا او جنوب تركيا، حيث قام الاتراك و الاكراد بعمليات بشعة بعيدة عن الانسانية بقتل مسيحيي المنطقة في عملية مزدوجة الاهداف حتى انهم لاحقوا من فر منهم الى ايران حتى بعقوبة.
الكثيرين منا سمعوا باختصار عن الفرمان هذا و قبله.
ما دعاني للتذكير بهذا الحدث المشؤؤم هو النار الذي بدأت القوتان الاقليميتان ( حاليا ) تركيا و اكراد العراق بإشعاله من جديد بذريعة مهاجمة من جهة و حماية من جهة اخرى لأكراد تركيا المحميين من قبل اخوانهم اكراد العراق  في شمال وطننا العزيز، و تهديدات الاتراك ووعود  الاكراد العراقيين  . و شعبنا ؟ اين؟ اين شعبنا من هذه المهزلة الدولية الاقليمية؟ هل سيذهب عبثا مع اكراد تركيا عند مهاجمتهم؟
الذي يقلقني و بدأ تفكيري يميل اليه هو الربط بين زيادة كثافة السكان الاشوريين في المناطق المتاخمة لتركيا الحالية و بين اماكن تمركز المعارضين الاتراك ( اكراد تركيا- البه كه كه )، أ هي لعبة اخرى و نحن الضحية؟
هل نستطيع الربط بين اغراءات تجميع المسيحيين الاشوريين في تلك المناطق من جديد بحجة اعادتهم الى قراهم و بين حماية اكراد تركيا في مناطق المسيحيين  لتخويف تركيا من مهاجمتهم علّ الامر يصبح مهاجمة المسيحيين بالتالي؟ ارجو ان لا اكون على صواب و لكن الغيوم بدأت بالتبدد و اشياء اخرى ستتضح،
بالامس هاجمت تركيا ( عل خفيف ) قرى قرب زاخو، و زاخو كما يعلم الكل منطقة مسيحية الاصل و المسمى، و حاليا يقطنها الكثير من الاشوريين المسيحيين التاركين جحيم بغداد و الموصل مقابل اغراءات الامن و السكن و المال،
كل الطرق المؤدية الى اكراد تركيا الموجودين في العراق تعجّ بالمسيحيين الوافدين الى موطنهم الاصلي باغراءات اكراد العراق بتوفير السكن لهم، هل هذا هو اول الاهداف المطلوبة من مسيحيي العراق  دفع ثمنها او اعادة الدَين؟
مساكين اشوريينا في العراق ، بين اغراءات السكن و الامن و الخوف من المجهول و تغابن قياداتنا الدينية و المدنية لمسألتهم على حساب الغير، ضاعوا و يضيعون بين انياب الوحوش و بين النيران التي ينشبها العداء فيما بينهم.
الفرمان القديم لن يعود ففرمانات زمان غير مقبول بها حاليا، لكن هناك فرمانات من نوع اخر، فرمانات "ديمقراطية" اقتصادية سياسية، لكن الثمن نفس الثمن و الضحية نفس الضحية، و التاريخ يعيد نفسه لكن بصورة متطورة، و الله يستر عليكم ايها الاشوريين
تكلمنا من قبل عن اهداف طلب تجميع المسيحيين الاشوريين ( عندما اقول اشوريين اقصد كل طوائف شعبنا الغالية ) و بسرعة مذهلة مقارنة بالفترة الطويلة التي احتاجوا لها ليهاجروا من موطنهم الى جنوبه, و الكثيرون بدأوا بفهم المخطط الاستغلالي و تحليل اهدافه المرجوة منه، لكن ما زال الكثير و خاصة المسؤولين ( حتما رغما عنهم ) يستهزئون بما قيل عن تلك المؤامرات، و يمتدحون تشكيل منطقة لنا دون التمعن و دراسة ما يترتب عليه بعد ذلك، هل قال احدهم لنا ماذا سنعمل هناك؟ من اين يكون اقتصادنا و كيف نبنيه؟ من سيديرنا؟ الكنيسة ام الساسة ام غيرنا؟ و ماذا سيفعل بنا ( غيرنا ) لو حكمنا و نحن ذو (حكم ذاتي) ؟؟!

حتما السماء ستصفو و الغيوم ستنقشع و لا يبقى شيء على ما هو عليه للابد, و ذئاب الامس، حملان اليوم، سينكشف امرها و عندها لنا كلام، لانه سيكون لنا الكلام و من الله التوفيق.
               
                                           ماجد هوزايا
                                               استراليا