ملاحظة مهمة
هذا الموضوع كتبته في ١١ من تشرين الثاني ٢٠٠٧
ليس بجديد فقط للتنويه
اردت وضع رابطه مع مقال الاخ متى كلو
التاريخ يعيد نفسه هل يستطيع ملا بختيار فعلا الغاء تاريخ الشعوب؟!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن-استراليا
5/11/2007
ان مقولة ( التاريخ يعيد نفسه) مقولة مبينة على ظاهرة تكرار الحدث نفسه بين فترة واخرى احيانا كثيرة لاسباب نفسها . ذكرتني هذه المقولة بما جاء على لسان ملا بختيار حينما نكر وجود الاقوام الاخرى في اقليم كوردستان في هذه الايام .
يمكن وصف تصريح ملا بختيار ببدعة القرن، حيث تم تجريد شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) من اسمه التاريخي ونكران حقه الطبيعي في الوجود في ارض اجداده الذي يعرفه الغريب قبل القريب، حيث لم يمضي اكثر من ثلاثة اشهر على وصف شعبنا بالجالية المسيحية في كتاب رسمي صادر من مكتب رئيس الوزراء ، ليخرج سياسي اخر، في موقع مهم جدا لدى احد احزاب العلمانية والذي كان قريبا من الفكر اليساري لحد قبل فترة قصيرة لينكر على شعبنا وجوده في اقليم كوردستان.
ما اقلقني في هذا الموضوع هو الظاهرة المتكررة بين اقوام الشرق الاوسط التي لا يتخلى القوى من سحق الضعيف وسلب حقوقه متى ما سنحت له الفرصة ، فالاخوة الاكراد عانوا قرابة قرن من الحكومة المركزية في العراق لينالوا حقوقهم ولكن عجيبي هل يعيد التاريخ نفسه ينكر اخوتنا الاكراد الذين كانوا مضطهدين لحد قبل سنيين قليلة حقوق غيرهم في الوجود كما فعل ملا بختيار؟!!
و ما اقلقني اكثر هو ظاهرة الغاء اي وجود لشعبنا في بلاد الرافدين من معظم اطراف المتصارعة في العراق اصبحت شبه عامة ، فكما حدث في البصرة منذ تغير النظام تكرر قبل تسعة اشهر في منطقة الدورة والموصل ، ثم قبل ثلاثة اشهر ليصدر كتاب من اعلى مكتب في الحكومة المركزية لتطلق علينا بالجالية ثم يأتي دور ملا بختيار لينكر وجودنا كليا ، فسؤالي هو هل هذه صدفة ام رغبة داخلية حقيقة لدى هذه الاطراف المتصارعة يريدون التخاص من اقدم شعب في تاريخ بلاد الرافدين؟.
قبل كل شيء اريد ان اوضح بأن الشعور القومي بصورة عامة ( اعني لدى كل الشعوب) هو شعور غريزي لم يرتقي لحد الان الى مرحلة الضمير والوعي حسب مفاهيم حقوق الانسان الشمولية المعتمدة من قبل الامم المتحدة بل لازال في طوراشباع رغبات الذات من الافتخار بالذات تصل الى احيانا الى حد الهلوسة النرجسية ، لان الشعور القومي المفرط يرفض حق الاخرين ووجودهم عادة كمن يصيب بعمى الالوان ، هذا ما نستنتج ذلك دراسة التاريخ، فمعظم الصراعات بين الامم كانت ترتدي ثوب الصراع القومي لكي تزيد من الحماس والاستعداد للتضحية لدى الناس العاميين وان كان الهدف الحقيقي منها هو غير ذلك.
كنت اؤمن دائما بان حلفائنا الحقيقيين هم الاخوة الاكراد الذين تم مزج دماء شهدائنا معهم في ساحات القتال لاكثر من نصف قرن في النضال من اجل وصول الى حقوقهم جميعا. ولم اكن اظن يوما ما سوف ينكر حقنا من قبل اشقاء لنا لا سامح الله عانينا معا من نفس حاكم ظالم حتى لو نكر العالم باكمله حقنا في الوجود ، ولحد الان اظن وجودنا في المستقبل مرهون بنجاح الفكر العلماني الذي يحفظ حقوق الجميع على حد سواء بدون تميز طائفي او ديني او عرقي او جغرافي او قومي وان الحركة الكردية بكلا جناحيها كانت وزالت تميل لتطبيق هذا النظام العادل والمعقول الامر الذي نظن هو احد اهم مقومات لتحديد مستقبلها.
فقط اريد ان اذكر ملا بختيار بتاريخ الحركة الشمالية واريد ان ابوح له سرا هل اشترك بنفسه في المعارك المصيرية في تاريخ الحركة الكردية مثل (جياي متينة )وغيرها منذ بداية الحركة في بداية الستينات التي شارك فيها ابائنا؟ ليحق له ان يدعى اننا لا نملك ارضا او وجودا في اقليم كوردستان ويعاملنا كغرباء جاءوا الى هذا الاقليم بعد نيسان 2003 . وليفتح ملا بختيار سجلات التاريخ وليرى كم من ابناء شعبنا كانوا يعملون في مكاتب القائد التاريخي للحركة الكردية المرحوم ملا مصطفى البرزاني . وكم من شهدائنا سقطوا في المعارك مع اخوتهم من الاكراد في نضالهم في هذه الحركة، حينها يستطيع ملا بختار ان ينكر حقنا في الوجود؟!!!
لا اريد اسرد مواقع اثار التاريخية كما فعل اخواني بقية الكتاب من شعبنا التي تشهد على وجدونا الحقيقي. واذا اصر ملا بختيار على قوله، فارجو منه ان يوضح لنا من اين اتى شعبنا ان لم يكن موجودا قبل الان في وادي الرافدين؟ بل ليرصد جائزة للمؤرخين كي يثبتوا من منا على الحق، وان ينقصه المال نحن نرصد قيمة الجائزة ليختار هو مختصين في تاريخ الشعوب من جامعات العالم لدراسة مقولته ؟ حينها يعرف من هو الاصح، هل فعلا نحن اول من وجود في بلاد الرافدين ام نحن اخر جالية جاءت الى العراق كما يظن؟
ان مقتنع جدا بأن موقف ملا بختبار لا يمثل موقف جميع قادة الاكراد اليوم الذين سمعناه ونسمعه بين حين واخر منهم، ولايمثل موقفه سياسة حكومة الاقليم. ولدي الايمان الكامل بان شعب اقليم كوردستان من جميع قومياته من ضمنها شعبنا الكلداني الاشوري السرياني سوف يكون منارة اشعاع فكري و حضاري يزيل الظلام الذي يسود منطقة الشرق الاوسط منذ قرون عديدة، بشرط واحد اذا تبنى مفهوم الديمقراطية والنظام العلماني البعيد من التعصب الديني والقومي الطائفي انظر مقالنا ( : هل حان وقت تأسيس دولة كردية في اقليم كوردستان؟) على الرابط التالي
http://www.telskuf.com/articles.asp?article_id=7702في الختام
ارجو ان يكون امثال ملا بختيار الذين يجهلون الكثير من المعلومات التاريخية لا سيما تاريخ الحركة الكردية على حقيقتها وتاريخ وجود قوميتنا واثارها وحقوقها قليلون والا فعلا مصيبتنا كبيرة وفعلا سيعيد التاريخ نفسه لنا!.
في نفس الوقت نتمنى ان يخرج بيانا توضحيا من حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني ان يصحح الخطأ الذي وقع فيه ملا بختيار كما تم تصحيح الخطا الذي ورد في كتاب الذي خرج من مكتب رئيس الوزراء.