أن تغزو مدينة او تدك حصنا او تفتح قلعة بأسم الله,فتلك جريمة لا يغفرها الله.وأن تغتصب ارضا وتضطهد شعبا بأسم الله والقومية,فتلك جريمة لا يغفرها الله ولا الشيطان
ايتها الرفيقات العزيزات,ايها الرفاق الاعزاء,ايها الحضور الكرام
.تحية عراقية صادقة
إن اجتماعنا اليوم للاحتفاء بمرور اربعين يوما على رحيل الدكتورة نزيهة الدليمي لا نعده نحن في الحركة الديمقراطية الاشورية مجرد حفظ لذكرى مواطنة عراقية نجتهد جميعا ان نسير على الدرب الذي خطته لنا بناضلها وتفانيها من اجل خدمة قضايا جماهير هذا الوطن المثخن اليوم بجراحات التشظي الديني والمذهبي والتشرذم القومي وحسب,انما نعده احتفاء بكل انسان عراقي ساهم في نصرة قضايا الطرف الاضعف في المعادلة البشرية في وطننا الذي ما عاد من السهل تحديد سمات السبيل الذي يسير بموجبه,فأطراف الصراع ومحاوره باتت اكثر من ان تعد وتحصى,ونعني بطرف المعادلة الاضعف,الملايين من امهاتنا واخواتنا وبناتنا اللائي كان للدكتورة الدليمي شرف المساهمة في صنع التشريعات التي عدت يومها مكاسب حقيقية وكبيرة للمرأة العراقية,وخطوة متقدمة في طريق نيل حقوقها الكاملة كعنصر فاعل في صنع ادواة الحياة في المجتمع العراقي في عهد الجمهورية الحديثة الولادة
لانظننا نبالغ اذا قلنا أن المراقب المحايد والمتابع للاحداث التي مرت على وطننا العراق او تلك التي مر بها إعتبارا من فجر يوم ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وحتى هذه الساعة ,سوف يتسنى له ان يقلب في دفتر ملاحظاته دون ان يتوقف طويلا عند الصفحة التي تتحدث عن
الدكتورة نزيهة الدليمي التي وهبت حياتها لكي يتحرر الوطن ويسعد الشعب ليتأمل طويلا في المزايا والخصال التي امتازت بها هذه السيدة الكبيرة,تلك الخصال والمزايا التي جعلت رجال الثورة الفتية يجازفون ويقلدوها وزارة البلديات في مجتمع محكوم بناموس العشيرة ومسور بأرادة الرجل المستمدة من العرف الديني والاجتماعي
لقد قيل في رثاء الرفيقة نزيهة الدليمي الكثير وكتب عن سيرتها الكثير,سواء بأقلام رفاقها او بأقلام اولئك الذين يؤمنون بأن المعادلة البشرية في اي مجتمع لاتتحقق سوى بضمان تساوى حقوق الكل وواجباتهم,لذلك جعلوا التجربة النضالية للراحلة انموذجا ومثالا صالحا يمكن الاخذ به والحذو حذوه,لذا نعتقد ان اي كلام نضيفه سوف لن يغني ما قيل,انما ندعوا بألحاح شديد ان نجتهد جميعا وبأخلاص من اجل ان تظل رموزنا الوطنية مثالا شاخصا في ضمير الاجيال القادمة
تحية حب ووفاء الى المرأة التي لهج العراقيون من الشمال الى الجنوب الى الشرق الى الغرب بأسمها,تحية حب الى المرأة التي ناضلت بصمت وغادرتنا بصمت
تحية حب واكبار واجلال الى كل من لم يبخل بنفسه من اجل وحدة العراق الذي تشرفنا بألانتماء اليه حتى قبل ان تلدنا امهاتنا وقبل ان يخترعوا لنا جداول تبويب الولاءات بموجب المصالح الانانية الخاصة,على حساب مصلحة الوطن العليا,تلك المصالح التي ناضلنا ونناضل من اجل ان لا تتفشى في الوطن لتصير عرفا يؤخذ به ولنظل جميعا نتفيأ بظلال خيمة العراق التي تسعنا جميعا
ختاما لا يسعنا ونحن نتشرف بمشاركتكم الاحتفاء برحيل الدكتورة نزيهة الدليمي سوى ان نعزيكم ونعزي انفسنا
للفقيدة الراحة الابدية ولإهلها واصدقائها وكل الذين احبوها الصبر والسلوان.وشكرا
الحركة الديمقراطية الاشورية
http://www.zowaa.org/nws/ns7/n191107-3.htm
