من الطبيعي ومنذو أن عرفنا هذه الحياة وبدأنا في المعيشة على أرضهـا . بدأنا في الكفـاح والبحث عن النجـاح في كل مكان فكل منا يحاول وبكل جهـد أن يتميز في مكـان دراستـه أو عملـه . فتجدهـ يجتهـد ويسهـر الليالـي في طلب المكـان الذي يليق بمقامـه .
فمن الناس من يدرس في مجـال الطب ومنهم من يدرس في مجــال الإدارة وتتسع المجـالات في الدراسـات .
كمـا تعودنـا تأتي في مرحلة دراستنـا وفي نهايـة كل سنـة الإختبارات التي تجني ما قد زرعـة كل شخـص في بستـان معرفتـه . وكل شخـص يختبر على حسب تخصصـه . فيبدا بفــرز ما قدر درسـه على ورقـة تحديد نجـاحة أو رسوبـه . ويبدا الطــلاب بتفريغ معلومـاتهم في تلك الورقـة . فتجد هذا قد رمى بشمـاغه على الكرسـي وبدأ ينهش في الورقـة . والآخــر قد ركـز نظرهـ على ورقـة الأختبـار فلا يلتفـت يميناً ولا يسـاراً .
ولكن تخيـلوا لو جاءت الأسئلـة أسئلـة تحدي للطــلاب فهي في قمـة الصعوبـة قد أتى الدكتـور بمعلومـات لم يدرسهـا الطلاب في المنهـج أو أنهم درسـوها ولكن كانت تلك الأسئلـة من بين السطـور . فتجـد الطلاب قد نامـوا على تلك الأوراق ومنهـم من جلس يلعـب بقلمـه فهو لا يعــرف طريق للإجابة لإنه لم يقرأ عن هذهـ الأسئلـة في المنهج .
كما تعرفـون الدكاتـرهـ في الجامعـات لا يوجد خلف رقيب ولا مراقـب فهم يكتبون ما يكتبـون من أسئلة ولو ذهبت بعـد الأختبـار للشكوى لقـالوا لك هذا دكتــور وهو حر في منهجـة وأسئلتـه .
ولكن عندمـا يأتي في الاختبـارات من كان نائم طــوال السنـة وقد جعـل طاولـت الدراسـة وسادة لنومــه . ومن كـان قد غـاب عن أغلب المحاضـرات , ومن كـان لا يكتـب الدروس أول بأول , ومن كــان لا يبالـي بالدراســة , وقد مالأ جيوبـه بأوراق صغيــرة قد جهزهـا منذو بدايـة السنـة , لكـي يغـش وينقـل منها , على ورقــة الاختبار التي لولا تلك الاوراق الصغيــرة لما وضع فيها حرفاً واحداً , ويبدأ ينسـخ على ورقـة الأختبـار , ولو رأيتـه لقلت ما هذا العــالم الذي لم يجعـل مكاناً في الورقــة إلا ملئـة .
ففـي وقت ظهـور النتائـج تجـد من جد وأجتهـد وسهـر الليـالي قد رســب ومن غـش قد نجــح بتقديـر عالـي ... هل نقــول أن هذا عــدل أم أن الحيــاة تحب من يتخـابث عليهـا ؟ وهل ينقصنـا الخبـث لكي نعيـش وننجـح ؟
