المحرر موضوع: الأنتخابات الأسترالية .. درس في الديمقراطية !  (زيارة 1021 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام يوسف

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 188
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأنتخابات الأسترالية .. درس في الديمقراطية !


كل أربعة أعوام يقول الشعب الأسترالي كلمته الأخيرة و الفصل في حكومته القائمة , و يشارك بالأنتخابات العامة لأختيار حكومة جديدة تعكس تطلعاته و آماله المستقبلية , حاله حال كل الشعوب المتحضرة التي أصبحت فيها الأنتخابات تقليد رسمي في حياتها السياسية و جزءآ لا تتجزأ من ديمقراطيتها العتيدة التي تتفاخر بها أمام الشعوب الأخرى .
ففي يوم 24/11/2007 , أختار الشعب الأسترالي حزب العمال بقيادة كيفن راد لقيادة البلد الى مرحلة جديدة بعد هيمنة حزب الأحرار ( المحافظين ) على الحكم لمدة 11 سنة , بقيادة جون هاوارد , هذا السياسي المخضرم و المثير للجدل , حيث قام و منذ توليه الحكم بأجراءات غير مسبوقة أدخلت أستراليا عهدآ جديدآ و على رأس تلك الأجراءات موافقته على مشاركة قوات بلده جنبآ الى جنب مع القوات الأمريكية و البريطانية في حربها ضد ما يسمى بالأرهاب في كل من العراق و أفغانستان , فأصبحت أستراليا أحدى الدول المستهدفة من قبل الأسلام الأصولي المتطرف , و أدخال نظام ضرائبي قاسي و الذي يسمى مختصرآ ( جي أس تي ) , و المطبق في بعض الدول الأوروبية , بالأضافة الى أجراءه تغييرات واسعة في هيكلية نظام العلاقات الصناعية بالشكل الذي أثر سلبيآ على حقوق الطبقة العاملة الأسترالية , و يعتقد الكثير من الأستراليين بأن الأجراء الأخير كان بمثابة الحفرة التي أوقع  نفسه و حكومته فيها حيث أدى الى أستياء واسع بين صفوف العمال و الشرائح الدنيا من المجتمع الأسترالي  حيث كانت من نتائجه  المواجهة المباشرة بين النقابات العمالية و الحكومة الفيدرالية ,  فالمظاهرات العمالية الضخمة  كانت من العلامات البارزة لتلك المرحلة , لذلك فأن الأجراء الأخير كان من العوامل الرئيسية لهبوط شعبية هاوارد بشكل كبير و بالتالي خسارته في الأنتخابات الأخيرة , ولكن رغم مرارة الهزيمة فأن الحزب الخاسر يهنيء الحزب الفائز في الأنتخابات و هذه قاعدة ثابتة تدل على قناعة راسخة بمبدأ التداول السلمي للسلطة , فالحكومة التي قادت أستراليا لمدة 11 سنة كاملة تركت الحكم في هدوء تام , و دون أراقة قطرة دم واحدة , فكل السياسيين يحتكمون الى نتيجة الأقتراع  في يوم الأنتخاب الذي يتحول الى كرنفال حقيقي , حيث النساء و الرجال الذين يحق لهم التصويت يتسابقون بالذهاب الى مراكز الأنتخابات المنتشرة في طول البلاد و عرضها , حيث يذهب الأسترالي الى صندوق الأقتراع بكل قناعة و ثبات حاملآ معه أغلى ما يملك الأنسان المتحضر في تلك أللحظات , ألا و هو صوته الأنتخابي كي يخطه بالحبر و القلم على ورقة الأقتراع لأختيار الحزب الذي يعكس تطلعاته و آماله و أحلامه , فليس هناك قوة على الأرض تستطيع أن تساومه على صوته الأنتخابي , فكل شخص يقوده وعيه الأنتخابي , و الصوت الأنتخابي هو جزء لا يتجزأ من قدسية الأنسان , وعليه فأن
الشخص الذي لا ينتخب منبوذ في المجتمع الأسترالي , وأتمنى أن نكون نحن العراقيين المقيمين في هذا البلد قد أكتسبنا وعيآ  و لو قليلآ بأهمية الأنتخابات في حياتنا السياسية , وأن تكون مشاركتنا في التصويت ليست تهربآ من ( الغرامة ) التي يفرضها القانون الأسترالي على الشخص الذي لا يصوت بدون عذر حقيقي  بل أيمانآ منا بأهمية الأنتخابات و المشاركة مع بقية أفراد المجتمع الأسترالي في ممارسة الديمقراطية السياسية , و علينا أن لا ننسى وطننا الأم ( العراق ) , فالمشاركة في الأنتخابات العراقية واجب مقدس ويعكس الشعور الوطني للأنسان , فالعراقي المغترب الذي لا ينتخب لوطنه الأم فاقد للشعور الوطني و عليه يجب أن يكون منبوذآ من الآخرين .
أما الرسالة التي أود أرسالها الى سياسيينا في الداخل العراقي الذين يتبجحون ليل نهار بالديمقراطية , أن يطبقوا أقوالهم على أرض الواقع و أن تكون الأنتخابات القادمة عرس عراقي حقيقي يشارك فيه كل العراقيين و العراقيات بعيدآ عن أجواء الخوف و الأرهاب كما حدث في الأنتخابات الأولى  وأن تكون حرة ونزيهة حتى نستطيع أن نتفاخر بها أمام الشعوب الأخرى , رحمة بديمقراطيتنا الوليدة , فتجربتنا العراقية أثبتت بأن ( ديمقرطية الفوضى ) , هي الجسر الطبيعي لوصول حفنة من الأنتهازيين و الطائفيين الى سدة الحكم .









سلام يوسف

5/12/2007