المحرر موضوع: المحاصصة الى اين تقودنا  (زيارة 2065 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل loayfrancis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 177
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المحاصصة الى اين تقودنا
« في: 10:43 16/06/2005 »
المحاصصة… الى أين تقودنا؟
كانت فرحة العراقيين كبيرة بسقوط صنم الطاغية وانتهاء حكمه الدكتاتوري القمعي غير ان الأحداث التي تلته اصابت العراقيين بخيبة امل كبيرة لا سيما بسبب فقدان الأمن والاستقرار وتزايد العمليات الارهابية في معظم مدن العراق ومع ذلك كانت آمال الشعب العراقي وما تزال باليوم المنشود في فرض الأمن والقضاء على الارهاب على يد الحكومة العراقية الجديدة ثابتة لا تتزعزع غير ان نظام المحاصصة الذي ابتدع منذ عهد مجلس الحكم والجمعية التي تلته والجمعية الحالية ايضا وكذا الحكومة الحالية نال من ثقة الشعب وآماله. وفي الجمعية الوطنية التي تعتبرالسلطة التشريعية العليا في الوطن بدأت بوادر المحاصصة واضحة حتى في تشكيل اللجان الدائمة والمؤقتة والمنبثقة  عن الجمعية وبدأ الصراع فيها حول توزيع رئاسة اللجان فكل طرف اراد ان يترأس عددا من اللجان لا سيما الكتل الكبرى في الجمعية الوطنية انها المآساة بعينها لان رئاسة اللجان ليست بالمواقع المهمة في الدولة كما وليست بتلك الأهمية بحيث يتطلب الصراع  اعضائها فرئيس اللجنة ماهوالا احد اعضائها ورئيس اللجنة لا يستطيع فرض آرائه على اللجنة وانما عليه ان يأخذ بأكثرية الاراء، ان هذه الصراعات والتوجهات على هذه الامور البسيطة بعيدة كل البعد عن النهج الوطني لا بل انها ضده وضد المصالح الوطنية العليا وتؤدي الى المزيد من الانقسامات والانشقاقات والتباعد بين التيارات السياسية والكتل داخل الجمعية الوطنية ولسنا ندري مصلحة من تخدم هذه الامور؟ لماذا  ننزل بأنفسنا الى هذه المستويات غير اللائقة؟  لماذا حاولت الكتل الكبيرة احتكار  كل شيء في الجمعية الوطنية؟ هل فقط الكتل الكبيرة هي عراقية والكتل الاخرى مستوردة من الخارج؟ ام ان الكتل الكبيرة مشاعرها الوطنية هي اعلى من المشاعر الوطنية للكتل الصغيرة؟ وان كان الامر لا بد منه فكان الاجدر حل الاشكالات  بهدوء واتفاق جماعي دون شوشرة رغم ان ذلك وكما ذكرت لا يصب في مصلحة الوطن ان محاولة فرض الذات والآراء على الاخرين انطلاقا من حجم الكتلة ونسبة تواجدها في الجمعية الوطنية تدخل ضمن خانة الانانية وحب الذات وتبعدنا عن وطنيتنا مسافة كبيرة  واي اجراء من هذا القبيل لا يمت بصلة بالنظام الديمقراطي والايمان به ويزعزع ثقة الكتل والقوائم الصغيرة في الجمعية بجمعيتهم لقد عانى شعب كوردستان والاحزاب الكوردستانية من ويلات المحاصصة في السنوات السابقة وما زال هذا الشعب يعاني من آثارها وكان على الجميع الاستفادة من تجربة اقليم كوردستان في هذا المجال، ففي كثير من الاحيان ونتيجة للانشقاقات والانقسامات التي حدثت هناك عندما كانت مجموعة من المجموعات البرلمانية تطرح فكرة حتى لو كانت على أعلى درجة من الأهمية وتخدم المصلحة العامة كانت ترفض من قبل المجموعة المناوئة لا لشيء الا لكونها آراء المجموعة المقابلة رغم ان في معظم الاحيان كان التفاهم في الساحة البرلمانية الكوردستانية اكثر مما كان بين اعضاء الحكومة فهل يا ترى الصراع على مثل هذه المواقع والامور هو الراسخ في نفوسنا وعقولنا ؟ رغم انني لا اتمنى ذلك فحبذا لو تم تجاوزها بهدوء ومن موقع الشعور بالمسؤولية ولتعطي الكتلة الأكبر الحق للكتل الاخرى ما تراه حقا لها ولتكن النظرة وطنية شاملة لا فئوية ضيقة  لكي نستطيع جميعا صغيرنا وكبيرنا من إعادة بناء وطننا وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوعه وترسيخ روح الديمقراطية والفكر الديمقراطي الصحيح في هذا البلد المتعطش للديمقراطية لما ذاقه على يد الدكتاتورية المقيتة ولتكن صدورنا أكثر رحابة لبعضنا واذهاننا نوارة لنستطيع على ضوئها تكملة المسيرة والوصول بالوطن والشعب الى بر الأمان.