المحرر موضوع: قراءة لأحوال المنظمة الآثورية  (زيارة 851 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abdalla_maroki

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 13
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قراءة لأحوال المنظمة الآثورية

نشر الوثائق الهامة , بات ضرورة , ربما تكون من أهم ما يمكن مناقشته في الأمور الخلافية .
فللمرة الأولى نجد فيها الموقف الذي اتخذه بعض الرفاق ضد بعضهم البعض شخصيا .
فإزاء هذه الخطة ومنذ بداية النشاط التحريضي ضد المنظمة الآثورية من طرف واحد وبصراحة مرة وصارمة يتكرر . إن الصرامة القاطعة التي حلل بها الأخطاء الفردية والتصلب الذي تورد فيه استنتاجات أو نقاط الضعف لم تعد بالإمكان أن تجرح أحدا . فلم يبقى في المنظمة من الرجال الأصليين إلا في الخارج , بصورة أنقاض منفردة .
بل إن واضعي سياسات المنظمة قد تخلوا عن الردود , باعتبارها أمورا غير مرضية إطلاقا .
وحيث هنا لا يفيد الحذف في التعابير والتقديرات القاسية ببعض الشخصيات من قبل الأخريين ,
التي كان بالإمكان التعويض عنها بنقط . فان عنف اللهجة الذي نجده أحيانا إنما نجم عن اعتباريين :
الأول : كون الطرفيين كانا ملتحمين في العمل كثيراً . فكان لا بد لتراجع احدهم أن يبعث الاشمئزاز في الطرف الأخر .
ثانياً : اعتبارنا مسؤوليين عن كل ما يجري من تراجع في العمل , ولذا كان لا بد لنا أن نتوقع أن تـنسب إلينا أبوة أية انحرافات .
ولكن هذين الاعتبارين قد بطلا اليوم , كما بطلت في الوقت نفسه كل التكهنات المزيفة .
فبعد مطالعة الملاحظات الانتقادية , لم نجد لذة خاصة في خربشة كمية من الورق , ولكن هذا كان ضرورياً لكي لا يستطيع الرفاق الذين حررنا هذا من اجلهم . أن يفسروا انتمائنا تفسيراً خاطئاً . لأنه سيترتب علينا تدابير يجب اتخاذها , وهذا المسعى ضروري لأنه تروج في الخارج إشاعات كاذبة . يغذيها أفراد من التنظيم وتزعم إننا نوجه من هذا وذاك سراً . ولا يسمح لي واجبي بان اعترف وان بصمت دبلوماسي , إن كل خطوة نخطوها من البداية الانفصال لم تكن موجه ضد احد , والظروف إن لم تكن تسمح فقط كان من المترتب عقد اتفاق على الأقل من اجل العمل المشترك ... بدلا من تأجيل هذا الأمر إلى مرحلة أخرى , أطول زمناً .
فلو قيل لهم " المنظمة " منذ البدء بأنه لن يقدم احد على أية مساومة حول المبادئ لكان ترتب عليهم طبعاً الاكتفاء عمليا لبرنامج تنظيمي بغية القيام بعمل مشترك , ولكن بدلا من هذا يسمحون لأنفسهم بان يأتوا مسلحين بتفويضات ويعترفون بمفعولها الإلزامي , ويستسلمون ويضعون أنفسهم تحت رحمة قرارات وهمية هم أنفسهم بحاجة إلى المساعدة لحلها , وزيادة في الطين بله . سيعقد هؤلاء مؤتمرهم قبل المؤتمر التوفيقي  , والجلي انه كان ثمة سعي إلى درء أي انتقاد والى منع المنظمة بالذات من التفكير في المسألة . لكنهم دائماً يخطئون ويعتقدون إن النجاح العابر لا يكلف غالياً جداً .
يسألننا رأينا في كل هذه الحكاية , حكاية التوحيد , ولكن نصيبنا من هذه الحكاية لسوء الحظ هو كنصيبهم تماماً . ولذا فنحن أيضا لا نعرف إلا ما تفيدنا به الأقاويل . فان رفاقنا غالباً ما مدوا يدهم وعرضوا المصالحة , أو على الأقل التعاون , وغالباً ما صدوا بوقاحة من الجميع . إلى حد إن أي طفل كان بوسعه أن يستنتج انه إذا كان هؤلاء السادة يأتون إلينا عارضين المصالحة , فلأنهم واقعون في مأزق . وبما إن طابع هؤلاء أصبح معروفاً جيداً , فانه من واجبنا أن نستغل المأزق الذي الو إليه . لكي نحصل على جميع الضمانات الممكنة بصورة يستحيل معها على هؤلاء السادة أن يعززوا من جديد مواقعهم المتزعزة . ولذا كان ينبغي أن نستقبلهم بأشد ما يكون من البرودة والحذر . وأن نعلق قضية التوحيد على درجة الاستعداد التي يبدونها للتخلي عن شعاراتهم , فالشرط الأول للتوحيد كان أن يكفوا عن أن يكونوا انعزاليين , وهذا يعني , إنه ينبغي عليهم إن لم يتخلوا تماماً عن هذا الترياق الشافي الشامل الذي يسمونه مساعدات " تفرغ " ومناصب . أن يعتبرونه على الأقل تدبيراً انتقالياً وثانوياً . بين كثير غيره من التدابير الممكنة . وثاني شروط العودة هو العودة الغير مشروطة , فعلاً مبدأ مرفوض تماماً في الوقت الحاضر . مبدأ ينكره الجميع بأصعب الأحوال , والآن أصبح من الممكن التمسك بهذا المبدأ بنفس الحزم والقوة . 
وبديهي إنه لم يكن من الضروري التحدث عن الآثورية بصفتها منظمة , ولكنه كان يبغي على الأقل عدم التراجع عن البرنامج . والقول في هذا الصدد على النحو التالي تقريباً :
بالرغم من إن المنظمة الآثورية تعمل قبل كل شيء ضمن حدود معينة وليس من حقها أن تتحدث باسم الأمة قاطبة . وليس من حق المكتب السياسي , أن يتحدث باسم الجماهير وليس من حقه بالأحرى أن يدلي بآراء خاطئة , فانه يدرك مع ذلك تضامنه مع الجميع سيكون مستعداً له على الدوام لان ينفذ في المستقبل . ومثل هذه الواجبات موجودة حتى ولو لم يعلن التنظيم عن ذلك . وهذه الواجبات هي مثلاً تقديم المعرفة السياسية والنفسية ومنع التشهير والمقاطعة الخ . واتخاذ التدابير اللازمة لكي تطلع هيئات المنظمة على أحوال الشعب والتحريض ضد اللذين يثيرون القلاقل والفتن أو قد يثيرونها . وفي أحسن الأحوال ليست مساعدة القيادات سوى تدبير من اجل بلوغ الهدف " تمهيد السبيل إلى حل المسألة الاجتماعية قبل السياسية .
كأنما لا تزال ثمة بالنسبة إلينا وفي المجال النظري , مسألة اجتماعية لم تحل ! ولذا عندما يقال إن المنظمة الآثورية ترمي إلى إلغاء العداء وبالتالي إلى محو مظاهر الاحتقان .   
المنظمة كانت لنا بمثابة مدرسة لا تستطيع خنقها أية قيادة مهما بلغت قساوتها , ذلك ما فعله أصحابنا . إرضاء للكبار ولكن عم تنازل هؤلاء ؟ إن حاصل التنازل هو إنه يبرز في المنهاج عدد كبير من المطالب الديمقراطية , المشوشة جداً . التي قسم منها يرد لمجرد إنه على الموضة , هذا إذا كان له أي تأثير بوجه عام ثم إنه ليس ثمة إشارة واضحة لكل حرية , ونعني به أن يكون كل ملتزم مسئول عن أعماله الرسمية .
إن البرنامج الرسمي للمنظمة الآثورية يتسم على وجه العموم بأهمية اقل مما تتسم به أعماله , ولكن البرنامج هو دائماً بمثابة راية ترفع أمام أنظار الجميع . وعلى أساسها يرى الآخرون إلى المنظمة الآثورية , ولذا ينبغي في مطلق الأحوال ألا يكون البرنامج خطوة إلى الوراء ... وفضلاً عن ذلك , فاني مقتنع بان توحدنا على مثل هذا الأساس لن يدوم طويلاً . فهل يقبل خيرة رجال لنا بان يرددوا في خطبهم أقوال أسيادهم . تلك الجمل التي حفظوها على ظهر قلب ؟ إني كنت أود أن أرى الرفاق اللذين عادوا منصرفين إلى العمل , لكن العكس القيادة كانت مصرة مثل شايلوك " رطل من اللحم البشري " لذا فان الانشقاق آت . ونكون قد جعلنا أعضاء المكتب السياسي ومن لف لفهم في عداد الشرفاء من جديد . وسنخرج من الانشقاق اضعف مما مضى ويخرجون هم أقوى . وسيفقد التنظيم نقاوته السياسية . ولن يستطيع أبدا أن يناضل بتفان , وإذا ادع المكتب مرة أخرى إنهم التنظيم الحقيقي الوحيد , فان أنصارهم سيكون في متناول يدهم وهم ادعاءاتهم ومزاعمهم عندها فان جميع التدابير لن تسمح في لجمهم ومطالبتهم بتطبيق الديمقراطية " لأني كنت اعلم إنهم سوف يتخلون عنكم في اقرب فرصة ممكنة " .
فلقد تبين إن المخاوف كانت في مكانها , وستزود الخصوم بأسلحة باطلة لا أساس لها . طبيعي انه يمكن دائماً إشاعة الافتراءات الحاقدة لمناسبة وغير مناسبة .
ولكننا نرى على كل حال إن هذا الانتقاد الذاتي الصارم قد احدث في الاختصام وحشة بالغة
فقد أدركنا أنه لا بد إن بعضهم سيمس في البدء بصورة مزعجة , غير انه كان لا مناص من هذا . وأهمية العرض تفوق كثيراً هذا الإزعاج وكنت اعرض بان التنظيم يتمتع بما يكفي لتحمل هذا الانتقاد . وكنت على يقين أيضا أن يتحمل هذه الصراحة , ومن جهة أخرى نستخدم الانتقاد بوقاحة دون أن نسمي أحدا , لقد أصبح المكتب السياسي ملكياً أكثر من الملك , فإذا كان لم يخضع للانتقاد في مرحلة ما , فلقد آن الأوان لهذا الانتقاد أن يستعيد حقوقه ويستوضح , لا يمكن لأحد أن يصبح " كريدو " " قانون إيمان " في المنظمة الآثورية , فالحب والتفضيل لمحيط من أناس مشبوهين ومباعين يمكن استغلالهم مجرد أدوات والتخلص منهم فيما بعد هي مسألة وقت , ولقد كانوا ديمقراطيين مبتذلين وآثوريين دمخين , يتسمون بميول فارغة واضحة المعالم , يتشابهون في مواقفهم التحريضية الخاطئة على وجه العموم , إلى حد انه يكاد يستحيل فصلهم عن بعضهم البعض . أولئك اللذين اغتاظوا من أي تطور فكري وعقائدي , فضلاً عن إنهم ينظرون إلى النشاط القومي بنظارات وردية . ولكن الانتقاد التاريخي لا يسعه أن يتسمر إلى الأبد احتراماً لمثل هذه الأوهام . فلا بد من تحطيم أسطورة الوهم لديهم إلى الأبد . هو انه لروعة حقاً إن ارتفعت أصوات في الكتل الآثورية المتفرقة تطالب بفرض الرقابة عليهم . فما هذا ؟ شبح دكتاتورية , التي كانت ضرورية في أوقات أو أيام معينة أما اليوم فلم تعد تفيد بشي , ومن المحتمل أن نجيب عليهم بلهجة ودية قدر الإمكان , إن خضعوا نزواتهم الخاصة لأغراض قومية . عندئذ الأمر سيقتصر على إصلاح بعض المزاعم الخاطئة كقولهم إننا كنا دوماً ضد التوحيد , وان الأحداث أثبتت بأننا على عكس ذلك وهذا بديهي .
                                           

                                              عبد الله مار وكي