افرحوا يا شعبي الحبيب طفل المغارة قادمٌ لنا
منذ حلول شهر كانون الاول بدء شيء ما يشغل فكري .. وانا هنا في سوريا ارى الجميع مبتهجون .. منشغلون في تحضيرات العيد مثل الزينة في الشوارع والبيوت والكنائس وتحضيرات الطقوس في الكنائس ورتب التوبة التي تملىء الكنائس اينما يذهب المؤمن .. وايضا السهرات والحفلات .. ولكن السؤال الذي يشغل البال هو ..؟؟ ياترى كيف سيكون الوضع في العراق وخاصة بغداد والموصل البصرة .. كيف ستكون اجواء الميلاد؟؟ حيث هناك الالم العسير ففي البصرة هناك فاجعة اسامه فريد وشقيقته ميسون ، انه حادث مليء بالحزن والاستغراب ، وفي الموصل الحبيبة التي فقدت هذه السنة شموع كانت تضيء في وجوه الاخرين .. منهم ابتي الروحي رغيد واخوتي بالمسيح الشمامسة ...وكثيرين من الاشخاص الذين لا اعرفهم ولكنهم رحلوا عنها بسبب الحقد الدفين الموجود عند بعض الاشخاص الذين لا يريدون ان نعيش سلام المسيح في ارضنا الحبيبة ...وعندما نتأمل بغداد الغالية سنرى الفاجعات الغريبة والعجيبة وآخرها العائلة المسكينة التي لا حول ولا قوة لها .. حينما دخلوا عليهم المسلحين الحاقدين وقتلو لحظة الامان التي كانت تسود البيت والنتيجة كانت الاب فقد الوعي والفتاة التي هي في مقتبل العمر خوفها وحرصها على شرفها دفعها الى رمي نفسها من الطابق الرابع ولا نعرف ماذا سيحل بيها فيما بعد نسال الروح القدس ان يشفيها من كل المخاطر .. والام مصدومة وباقي العائلة اكيد كان الله بعونهم .. انها مأساة حقيقة مثلها مثل باقي المأسي التي مرت بأبناء وطننا الحبيب ..
فالى متى سيبقى هذا الدمار ؟؟
ومع هذه الماسي التي تلمسها القلوب كل يوم ياترى هل سيكون هناك مكان لمجي يسوع ...؟؟
ياترى هل لازالت هناك قلوب تملؤها رجاء المسيح ..؟؟؟
انها تساؤولات وتساؤولات ....؟؟ مملوءة بالحسرة والحيرة والغصة المريرة ؟
ولكن يا أحبتي مع هذه الشرور والالالم والمأسي انا اكيدة من شيء واحد الا وهو ان المؤمن الحقيقي هو موجود هناك في العراق يصارع الشرور متسلح بالايمان مليء بالرجاء بقوة الروح القدس ..
ونلتمس مع الحزن هناك مكان لاستقبال يسوع هناك محاولات للتقدم نحو الامام وليس الرجوع الى الوراء..
نشكر الله لان لازال هناك اشخاص باستطاعتهم ان يعملوا ويسخروا انفسهم في زرع البشرى والفرح في قلوب الحزانى.
نشكر الله لازالت كنائسنا تعمل بقدر المستطاع لعيش اجواء الميلاد بمعناه الجوهري والروحي ...
ليس المهم ان يكون هناك حفلات اوسهرات ولكن المهم هو ان نتقدس بقداس مليئ من الروح القدس لنعيش لحظات من السماء فهناك سيجد يسوع مذوده ليولد بفرح عظيم ..
الله يريد أن يغلغل في اعماقنا بواسطة ابنه، وان يصل الى كل المجالات انفسنا وجسدنا.
شعبي الحبيب ميلاد مجيد وكل عام والعراق بولادة متجددة مع طفل المغارة
المُحبة
بنت بغداد
جولييت دانيال
