عشتار ... ملكة بناسها
ماجد عزيزة قبل سنتين وبالتحديد في الثاني والعشرين من كانون الأول عام 2006 ، بدأنا العمل في أول قناة تلفزيونية عراقية متخصصة بشؤون المسيحيين ، واليوم ونحن في الذكرى الثانية للتأسيس ما زلنا بعد في بداية طريقنا الإعلامي الطويل والشاق ..
عشتار .. ضمت بين جوانبها العديد من الكوادر الكفوءة ، فهي احتضنت مجموعة من الخبراء المتخصصين في العمل التلفزيوني ، والإعلامي من اصحاب الخبرة الطويلة في مجالهم ، لكنها فتحت الأبواب على مصارعها للمتحمسين من الشابات والشباب الراغبين في ممارسة العمل الإعلامي .. لهذا فإنك الآن حين تلج البوابة الرئيسية لمقر القناة في ( عنكاوة) لابد وأن تصادف جيلين من العاملين ، جيل قد خط الشيب مفارقه وبدت خطوط الزمن واضحة على قسمات وجهه وهي تخالط الخبرة والتميز في الإختصاص ، وجيل ممتليء من الحيوية والنشاط الشبابي ، يتقافز هنا وهناك في أروقة المقر الرئيسي . وهنا تكمن الخصوصية ، فعشتار يوم بدأت انطلاقتها ، وضعت في حساباتها ، إعداد جيل جديد من العاملين في الحقل التلفزيوني ، كان يفتقر له شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في أزمنة التهميش واستغلال الخبرات . لهذا فإن نسبة الشباب تراها مرتفعة بين العاملين داخل مبنى عشتار ، لكن بدون إستغناء عن أصحاب الخبرة ةالباع الطويل في العمل الإعلامي والتقني والثقافي .
في شرح مفصل ( لعشتار) الفضائية ، ما لها وماعليها ، جاء في موقعها الألكتروني أن اختيار اسم قناة عشتار الفضائية جاء تيمناً باسم الالهة عشتار رمز الحب والخصب والجمال والعطاء ، يقول كاتب الشرح : فأردنا ان ندخل من بوابة عشتار إلى اعلام عراقي مستقل يولي الأهمية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري بعد ان هُمّش وطُمست حضارته وهويته القومية طيلة العقود الماضية. عشتار هي المنبر الذي من خلاله تنطلق أصوات شعبنا الحرة للمطالبة بحقوقه القومية وايصال صوته داخل وخارج العراق الى جميع انحاء العالم وابراز هويته وحضارته وتقاليده وعاداته القومية فهي الجسر الذي يربط أبناء شعبنا في الوطن الام مع اهلنا في دول المهجر. وعشتار قناة ثقافية منوعة عراقية الأصل والتوجه تُعنى بشؤون العراق عموماً وشؤون الشعب الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص وتخاطب المشاهد بثلاث لغات السريانية والعربية والكردية، أهدافها تسليط الضوء على اهتمامات جميع مكونات الشعب العراقي بخطاب هادئ متزن حيادي وتسعى الى نشر مبادئ التآلف والمحبة والسلام ونبذ التفرقة والعنف. وتركز قناة عشتار الفضائية على الاهتمام باللغة السريانية التي هي لغة الام وهي اللغة التي تجمعنا وتوحدنا ونسعى الى إحيائها وتطويرها من خلال برامج موجهة إلى الجيل الجديد للمحافظة عليها من الاندثار .
لقد هوجمت ( عشتار ) وبعض العاملين فيها من قبل آخرين ، وهنا لا أريد أن أخوض في اسباب الهجوم ، وتداعياته ، والأمور الشخصية التي تلعب دورا في كتابات البعض ( مع تقديرنا للرأي الآخر) ، إلا أننا ندعو إلى انتقاد عشتار وابداء وجهات نظر في كل ما يتعلق بها ، نقدا مبنيا على الموضوعية ، لتطوير هذا المرفق المهم في حياة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، والإبتعاد عن الخوض في تفاصيل شخصية وخاصة .. وسواء عوى المتخرصون أم نعبوا ، فإن ( عشتار) ستبقى تقرع أجراس السلام والحب ، لأنها ملكة كل الأشياء الجميلة خاصة وهي تحتضن أبنائها الذين يحموها من كل عواهن الدهر والمتكالبين عليه ، وقد قيل : الأشجار المثمرة هي التي ترمى بالحجارة دائما .
