لو خليت لقلبت
لقاء آخر مع الصيدلانية نضال كبوتة
أجرى اللقاء – زيد ميشو جرت العادة أن يعمل المرء منا على تحسين وضعه المادي ، ومن له مصدر رزق ناجح يحاول أن يجعله إثنين وثلاثة وأكثر بكثير وخصوصاً عندما تكون كل الظروف مآتية لتحقيق ذلك . نضال كبوتة صيدلانية ناجحة ، لها صيدلية ومن ثم أصبحا إثنين وثلاثة ، وليس هناك مايمنع بأن تجعلها أربعة وخمسة وستة . إلا إنها باعت واحدة وتحاول تأجير الثانية لغرض التفرغ لخدمة العراقيين المتألمين . إنها نموذج إنساني حي ، وهبت نفسها لعمل الخير دون الإكتراث بالماديات ، وهي شاكرة في كل حين على ماوهبت من خيرات لتشارك في خيراتها المتألمين في بلدها . تبكي بحرقة لمصتئب الآخرين وتفرح كطفلة لبسمة طفل أو دعاء عجوز . تترك مصدر رزقها وتعبر المحيط لتزرع بذور الحب في من أبتليوا من جراء الحروب . سفرة بعد سفرة ليست للسياحة والإستجمام بل لتقول لكل مريض ولكل فقير " هناك من يحبك " . التقيناها مرة وهذه الثانية وبعونه تعالى مادامت تعمل لأجل الحب فسنلتقيها مراراً .
حمداً لله على السلامة نضالكنت برحلة عطاء أخرى إلى أهلك وناسك في العراق ، هل لك أن تكلمينا عنها .ذهبت إلى العراق بتاريخ 20-9-2007 لمتابعة وصول شاحنيتين ، الأولى كانت قد وصلت قبل أيام من موعد رحلتي وتحوي على مستلزمات وآلات طبية قيمتها حوالي نصف مليون دولار تبرعت بها منظمة world medical relief ( تخفيف عن معانات العالم ) وهذا كان التبرع الثالث لهم ، والشاحنة الثانية بعد وصولي بأيام وتحتوي على 318 صندوق كبير بداخلهم ملابس ولعب أطفال وطعام وأدوية قدمت من الجالية العراقية في مشيغان ومن المؤمنين في كنيسة السريان الكاثوليك بإهتمام ومتابعة الأب الغيور توما عزيزو وكنيسة مار أدي للكلدان بإهتمام ومتابعة الأب الغيور قلابات . أما الأدوية فهي من صيدليتي الخاصة ومن الدكتور نمير زكور والدكتور وفي رومايا .
وماذا عن تكاليف الشاحنتين ؟كل نفقات النقل من أمريكا إلى دبي ومن دبي إلى العراق قدمت من قبلي بإستثناء شاحنة المواد الطبية حيث تحمّل تكاليفها مجلس الشعب الكلداني السرياني الآشوري وبإشراف السيد سركيس أغاجان وزير مالية إقليم شمال العراق من خلال نقلها من دولة دبي إلى العراق حيث تم نقلها بالطائرة وبكلفة 31 الف دولار .
في عهد النظام السابق كانت تصل مساعدات لايراها المحتاج ، كونها كانت تسلم للحكومة جبراً ، هل لنضال إسلوب جديد في توزيع المواد على من هو بحاجة فعلية ؟شاحة الطعام والملابس ولعب الأطفال والأدوية وزعت على 400 عائلة أشرفت على غالبيتها ومن لم أسلمه مايحتاج باليد فكلي ثقة بالكادر الذي عاونني على ذلك ، وكل شيء موثق عندي بالصور والفيديو . وشاحنة المواد الطبية لم توزع بل خزنت لغرض توزيعها على المستشفيات التي تحتاجها ، ففيها أجهزة طبية لمختلف الإختصاصات وتكفي لعشرة مستشفيات أو أكثر ، وسيتم توزيعها الشهر القادم لدى عودتي للعراق وبإشراف مباشر من قبل السيد سركيس أغاجان .
ماهو الميز في هذه الرحلة ؟جائني طفل في التاسعة عمره من قرية ألقوش في حالة خطرة وبصحبة والده الذي شكى من عدم وجود أي إهتمام لمرض إبنه معرباً عن قلقه عن مصيره المحتوم في حالة عدم تلقي العلاج وبالسرعة الممكنة ، وللحال بدأت الإتصالات مع عدة منظمات وأطباء مما جعلني أنتظر أسابيع أخرى بإنتظار الجواب حتى وصلت إلى إتفاق مع طبيب إلماني من أصل إيراني وهو الدكتور دان طالب الذي نقله لإيران خلال 24 ساعة في متششفى عالمي هناك وعلى نفقتهم الخاصة والبالغة أكثر من 100000$ والطفل لايزال تحت العلاج ، إلا إن علاجه يجب أن يتم بدولة أجنبية وحالياً نحن نعمل كفريق عمل طبي مع مجموعة أطباء من عدة دول . وأيضاً هناك 49 طفل يعانون من أمراض القلب والحروق أو بعض الأمراض الوراثية قد درست حالتهم وأجريت الإتصالات لغرض تلقيهم علاج مجاني .
هل هناك حدود لطموح نضال كبوتة في مساعدة الشعب العراقي ؟في رسالة مثل هذه لايوجد حدود ، فبالرغم من الوضع المادي في إنحدار إلا إن معنوياتي قد إرتفعت ونمت مئات المرات . فالحلم قد أصبح حقيقة أو في طريقه لذلك ، لكن الحلم ولّدَ أحلام وإلى الآن أرى بأن هناك أبواب مشرعة لتحقيق هذه الأحلام أو هذه الآمال . فإن هدفي أو حلمي كان في مساعدة العراقيين المحتاجين وهذا حصل ومستمر لكن الهدف بدأ يكبر . اليوم نحن بصدد بناء مستشفى لا بل مستشفيات إن شاءت الظروف ، وهذا إن تحقق فسيكون عطاء مستمر وخدمة مستمرة لكل من هو بحاجة إلى العلاج خصوصاً لأطفال الفقراء والمرضى الذين هم في حالة الخطر ، وحالياً هناك من يتعاون من لأجل ذلك من منظمات وأشخاص وأحزاب من داخل العراق والولايات المتحدة الأميركية .
كيف رأيت الوضع في العراق في آخر زيارة ؟تحزنني الإجابة على هذا السؤال ، وما رأيته لاأستطيع أن أصدقه ، العراق أصبح بلد الفقراء ، لغالبية لاتمتلك إبجار بيت أو شقة ، بحاجة إلى ملابس ، أحذية ، طعام ، يسكنون في بيوت تشبه الكهوف . الكهرباء غير متوفر ، البرد قارص ولايملكون دفايات ، عائلات كبيرة تسكن في غرفة أو نصف غرفة . ماذا أقول أكثر ؟
هل هناك من يمد يد المساعدة ؟بالتأكيد ، فكما ذكرتَ في المقابلة السابقة " مازال العالم بخير " ، ومن خلال هذا اللقاء أريد أن أعبر بشكري الجزيل لكل المتعاونين منهم الدكتور سمير جونا من كاليفورنيا ومن الإردن الدكتورة مي حنا والدكتور بسمل من جمعية الأطباء بلا حدود في الأردن وكذلك منظمة أطباء بلا حدود في دولة الإمارات ، والدور الكبير لجمعية الأطباء العرب الأميركان NAAMA (National Arab American Medical Association ) ومنهم الدكتور مهند حمامي والدكتور باسم دبيبو والدكتورة دنيا عتيشا وشكراً للأخت الرائعة جنان سناوي والتي من خلالها تعرفت على رئيس مستشفى سانت جوزيف الأخ روي تامس والذي يسعى حالياً لإحضار الطفل إلى الولايات المتحدة الأميركية لتلقي العلاج والذي تبرع أيضاً السنة الماضية بعدد كبير جداً من مكائن المغذي ، ومن العراق أشكر السيد سركيس أغاجان وزير المالية في إقليم كردستان والذي وعد بالإهتمام في المساعدات القادمة وشكر كبير لممثله الأخ جورج ميا . والأمل كبير أن يشارك جميع الغيورين لرفع الألم والتخفيف من معانات الشعب العراقي .

نضال كبوتة
6044-977-586
فاكس 3919-977-586
البريد الألكتروني nidhal1028@aol.com
وللإطلاع على أهم منجزات مؤسستها الخيرية فعلى الموقع التالي www.fvwp.com
