المحرر موضوع: المسيحيون النازحون الى كردستان يتحدون غلاء المعيشة ويحتفلون باعياد الميلاد ورأس السنة  (زيارة 2494 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Malka

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4751
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
المسيحيون النازحون الى كردستان يتحدون غلاء المعيشة ويحتفلون باعياد الميلاد ورأس السنة 
 
اربيل - اصوات العراق  24 /12 /2007  الساعة 22:53:42
 
   
 
 
استثمر المسيحيون النازحون إلى مدن كردستان، وبالتحديد في مدينتي اربيل ودهوك، فرصة العيش وسط الاجواء الامنة التي حرموا منها في العاصمة بغداد منذ سنوات مضت، ليقيموا احتفالاتهم باعياد الميلاد التي تصادف ذكرى مولد السيد المسيح في 25 كانون الاول ديسمبر، وراس السنة الميلادية في اخر يوم من كل عام، متجاوزين الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها جراء هجرتهم القسرية من مدنهم ومناطقهم، وشبح الغلاء الفاحش الذي حاصرهم في المدن التي لجأوا اليها. 
تقول فلورنس، ربة بيت في عقدها الرابع " العيد هنا جميل ونشعر بأجواء العيد التي حرمنا منها في بغداد بسبب الأوضاع الأمنية، كتزيين مداخل البيوت بالنشرات الضوئية ووضع شجرة الكريسماس، وتحضير الكليجة (كعك العيد المحلى) ".
 لكن التمتع بالأمان كان على حساب الوضع المعيشي وإشكالاته، كما تقول فلورنس " الغلاء هنا فاحش، ونتوق لأقربائنا وجيراننا والذين كانوا يشاركوننا فرحة العيد."
وتتابع "اضطررنا لترك بيتنا في السيدية، بعد مهاجمة مسلحين لزوجي وابني أثناء خروجهما من شركة أجنبية كانا يعملان فيها، واستيلائهم على المبلغ الذي كان معهما، وخوفا من استمرار الملاحقة أو القتل  قررنا النزوح إلى هنا ".
وهنا يتدخل ابنها العشريني ليقول، "رغم أن المنطقة التي نسكن فيها الآن ذات غالبية مسيحية، إلا أننا نشعر بالغربة، ففي السيدية كان جيراننا المسلمون يشاركوننا الأفراح والأعياد، ولم نشعر يوما بالتمييز أو الغربة "، ويتابع عمار وليد وعلامات الحزن بادية على وجهه "هنا يسموننا بالنازحين، وبمجرد أن ندخل محلا للتسوق حتى نراهم قد رفعوا علينا الأسعار، ويتساءل "ألا يشعر المرء بالحزن عندما يسمونه في وطنه بهذه التسمية؟". 
وعن خططه للعيد قال "سأذهب مع أصدقائي لحفلة تقام بمناسبة العيد، رغم ذلك أحن لأصدقائي في بغداد".
وتشتهر ناحية عنكاوة ذات الغالبية المسيحية والتي تبعد 5 كم شمال مركز مدينة أربيل (عاصمة إقليم كردستان، وتقع على مسافة 364 كم شمال بغداد )، حيث فضل غالبية المسيحيين النازحين من بغداد الإقامة فيها ولأسباب غير واضحة قد تتعلق بالانتماء الديني والقومي، بإقامة الحفلات في أعياد الميلاد ورأس السنة مقارنة مع أربيل، ففي عنكاوة نفسها تجري التحضيرات لاقامة اكثر من ثمانية حفلات، ويقول ابرم سياوش(كاسب -30 سنة) " هناك منافسة بين  النوادي والقاعات لإقامة حفلات خاصة وعامة ، ستقام حفلات في النوادي الاجتماعية وهي المعلمين ، والشباب ، والمتقاعدين ، وأكد ، وجمعية الثقافة الكلدانية، كما ستشهد القاعات المنتشرة في بلدتنا العديد من الحفلات كقاعة عنكاوة ،وحدياب ، وفينوس، وبابل ، وكلها ستكون في ليلة العيد (25 كانون أول)، كما هناك حفلات لمناسبة رأس السنة، حيث سينظم  اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدوآشوري حفلة، والعديد من الأحزاب والتجمعات ستنظم حفلات خاصة ".
يذكر أن العديد من الأحزاب والمنظمات التي تمثل الكلدان الآشوريين السريان والمسيحيين تتخذ من عنكاوة مقرا لها ومنها "الحركة الديمقراطية الآشورية، وحزب بيت نهرين ، والاتحاد الكلداني , والمنبر الكلداني ، والمجلس القومي الكلداني ، الحزب الوطني الآشوري ، وجمعية الثقافة الكلدانية."
نينوس وليم، شاب اضطر إلى ترك بغداد والبحث عن فرصة عمل في أربيل، واختار عنكاوة لوجود العديد من أقربائه الذين سبقوه من بغداد فيها، يقول" بالرغم من أننا هنا نستطيع التمتع بمظاهر العيد ، حيث نذهب بكل حرية إلى الكنيسة، ولا نخاف من ارتداء الملابس الحديثة الغربية كبناطيل الجينس والقمصان المرزكشة التي كانت محظورة علينا من قبل بعض الجماعات المتطرفة، وكذلك عمل قصات الشعر الحديثة والتي كنا قد نقتل في بغداد لمجرد التزين بها، إلا أن الوضع المادي هنا صعب جدا، وهناك غلاء غير طبيعي في الأسعار ".
نينوس، الشاب الذي تخرج في معهد التكنولوجيا ليجد نفسه أخيرا عامل بلدية في أربيل، يقول انه اضطر إلى "شد الحزام " والاقتصاد في المأكل والملبس والمعيشة ليتمكن من توفير مبلغ يرسل قسما منه لعائلته ويدخر قسما آخر منه لنفسه، ويضيف "لكني لن احرم نفسي من التمتع بالعيد ، وسأذهب إلى إحدى الحفلات التي ستقام بالمناسبة ".
ومن الجدير بالذكر أن أسعار تذاكر الدخول للحفلات يتراوح من 7500 دينار عراقي (6 $) إلى 35 ألف دينار عراقي (إي قرابة 30 $) للفرد الواحد بحسب نينوس، ويضيف "يعتمد ذلك على درجة النادي أو المطعم، وإذا كان من الدرجة الأولى أو الخامسة، وكذلك على الفرق التي ستحيي الحفلات، على الرغم من أن جميع الحفلات سيحييها مطربون مسيحيون محليون أو فرق محلية ".
مجموعة من الفتيات اللواتي كن يرافقنا والدتهن في الطريق، وبدا واضحا من الأكياس التي كن يحملنها انهن عائدات من التسوق، أبدين انزعاجهن من غلاء الأسعار، وقالت الأم وهي معلمة "اضطررنا إلى ترك بغداد ، على الرغم من أن أوضاعنا المادية كانت جيدة، وكنا نملك منزلا، لكني خفت على بناتي الخمس من حالات الاختطاف التي انتشرت في بغداد، وجئنا هنا ونحن ندفع 400 دولار إيجار مسكن قديم وصغير ". وتابعت أمل نوري " طبعا هنا تمكنا من تزيين البيت ووضع الشجرة وعمل الكليجة، لكن احتفالنا بالعيد بحرية جاء على حساب الوضع المادي ".
في حين قالت إحدى بناتها "ليس من المعقول أن نحرم من كل شيء ، لذا قررنا أنا وأخواتي أن نذهب للحفلة ، فقد مللنا من أجواء الاحتفال البيتي التي أجبرنا عليها منذ أربع سنوات مضت".
يذكر أن عدد المسيحيين في العراق قبيل عام 2003 كان مليون ومائتي ألف بحسب الإحصاءات الكنسية. لكن وبسبب تردي الوضع الأمني غادر نحو نصفهم العراق , في حين اضطر آخرون إلى هجرة العاصمة بغداد والموصل والانبار والبصرة والتوجه إلى مناطق إقليم كردستان الآمنة؛ إلى محافظتي اربيل ودهوك تحديدا.
ويستقبل المسيحيون النازحون في دهوك عيد الميلاد ، كما في أربيل، وسط أجواء أمنية مستقرة، إلا أنهم يعانون من  الغلاء وقلة  أماكن الترفيه والاستراحة.
 وقال رامي عمانوئيل (22 سنة ، نازح من بغداد) لـ (أصوات العراق) "رغم تمتع المنطقة بالأمان والسلام  إلا أن العيد هنا يختلف عن بغداد من حيث المكان والناس والأصدقاء وحتى مراسم الاحتفال."
واضاف "المشكلة التي يعاني منها معظم النازحين في منطقة دهوك هي غلاء الأسعار وارتفاع أجور السكن ، وهذه تشكل عبئا ثقيلا على العائلات ذات الدخل المحدود."
 وأشار إلى انه لم يكن باستطاعته شراء شجرة عيد الميلاد بسبب ارتفاع أسعارها التي تصل بين(100ـــ 150) ألف دينار وكل عائلة في هذه المناسبة تحتاج إلى (1000) دولار لتسديد احتياجات العيد، والحصول على هذا المبلغ ليس بالأمر السهل. 
وأوضح رامي الذي يعمل مذيعا في إذاعة هيزل التي تبث برامجها من زاخو باللغات السريانية والكردية والعربية أن "على الرغم من تعيين العديد من النازحين في  المؤسسات الحكومية والثقافية والتجارية في دهوك فأن فرص العمل في المنطقة ما تزال محدودة وخصوصا أن عدد العائلات النازحة في تزايد."
سوزان مروكي (21 سنة)  نزحت مع عائلتها من الموصل إلى منطقة دهوك قبل أكثر من عامين قالت لـ (أصوات العراق) إن "أسباب الأمن متوفرة هنا، لكن معظم النازحين يعانون من غلاء المعيشة." وأضافت "نعمل أنا وزوجي و نستلم (500) دولار شهريا فقط وهذا لا يكفي لسد احتياجاتنا حيث ندفع 300 دولارا ايجار المنزل، ونعتمد على الـ (200) دولار المتبقية للمعيشة طوال الشهر."
وقالت وردة ميخا (44 سنة نازحة من الموصل وتسكن دهوك)  ل ( أصوات العراق) "إذا استقرت الأوضاع الأمنية في منطقتنا سأرجع أنا وسترجع العديد من العائلات إلى بيوتها."
وتمنت ميخا أن تعم السلام  ربوع العراق ليعود النازحون إلى مناطقهم .
يذكر أن مدينة الموصل تشهد منذ نيسان ابريل 2003 ، اغتيالات ومضايقات ضد المسحيين راح ضحيتها عدد من القساوسة والمدنيين، ما اضطر العديد من العائلات المسحية إلى ترك المدينة إلى أربيل أو دهوك خوفا على حياتها.
وتقع مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، على مسافة (405) كم شمال بغداد. بينما تقع مدينة دهوك ، مركز محافظة دهوك على 460 كم شمال بغداد
وتوجد في العراق أربع طوائف مسيحية رئيسة وهي الكلدانية ( أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة) االسريانية الأرذثوكسية، والسريانية الكاثوليكية والآشورية (أتباع الكنيسة الشرقية – النسطورية سابقا)، إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.
س م- ر أ (تح)- م ر - س ب م