المحرر موضوع: تفرقهم السياسة وتوحدهم المعاناة (مسيحييو العراق مثالاً  (زيارة 1112 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تفرقهم السياسة وتوحدهم المعاناة (مسيحييو العراق مثالاً)
كوهر يوحنان عوديش
 
لم يمض على العام الجديد سوى اسبوع، عام كنا نتمناه نحن العراقيين (ان لم نكن جميعنا فاغلبيتنا كذلك ) عام اعادة الاستقرار وفرض الامن والعيش بسلام مع انفسنا والاخرين، حتى عيدنا الارهابيون بتفجيرات متعددة طالت كنائسنا في بغداد والموصل، في وقت يفتخر فيه مسؤولي المنطقة الخضراء بأن الخطة الامنية نجحت واستطاعت فرض الامن على الكثير من المناطق في محافظة بغداد وغيرها من المدن، وعلى هذا الاساس يدعون المهجرين والهاربين الى دول الجوار الى العودة الى مناطق سكناهم دون خوف او تردد ( بهذه المناسبة ولكثرة الراغبين بالعودة الى جحيم الوطن والعيش تحت رحمة سيوف الارهابيين وسكاكين الميليشيات التابعة للاحزاب الدينية المسيطرة، قرر السيد نوري المالكي اعفاء العراقيين المسافرين على متن طائرات الخطوط الجوية العراقية العائدين الى الوطن من الوزن المقر !!! ).

تفجير الكنائس واختطاف وقتل رجال الدين والابرياء من ابناء شعبنا ليس جديدا على شعبنا الذي هجر وشرد وشنت عليه مئات الحملات والغارات الدينية والقومية ليصبح اقلية في وطن هو اصله وتاريخه وحضارته، لكن الغريب في ان كل ذلك لم يغير شيئاً في نفوسنا المغرورة بل زادنا حباً للذات والسعي وراء الشهرة والمال، وذلك كله على حساب الفقراء والمعوزين من ابناء شعبنا ومعاناتهم التي تزداد يوما بعد يوم وتكبر مثل كرة الثلج المتدحرجة من اعلي الجبل.

كان يمكن للمعاناة ان توحدنا، لكن التنافس على السلطة والسعي وراء المجد والشهرة وبناء الامبراطوريات المالية حالت دون ذلك، هكذا اصبحت معاناة العامة ومصلحتنا القومية خطا موازياً لمصلحة الزعماء وحاشيتهم، فالارهاب الذي مورس، ولا يزال مستمراً، ضد شعبناً لم يكن موجهاً ضد فئة او طائفة معينة، بل هو معمم على الجميع افردا واحزاباً وكنائس دون تمييز.

اضافة الى الظلم الذي لحق بشعبنا من الغريب على مر كل هذه السنين، هذا الظلم الذي دفع اغلبية ابناء شعبنا الى الهجرة، هناك ظلم من نوع اخر يمارس بحقنا من قبل احزابنا القومية ورؤساء كنائسنا، فقادة احزابنا القومية الذين يشجبون التفجيرات بصورة منفردة مستعملين مصطلح ابناء شعبنا ( والله انتم وابناء شعبنا تبعدون عن بعض ملايين الاميال، انتم في ابراجكم العاتية هانئين وابناء شعبنا يتمرغون في معاناتهم وحيدين !!!  ) لم يفكروا يوماً في معاناة هذا الشعب ولا عملوا على نيل حقوقه او تحقيق اماني شبابه الذين وجدوا في الهجرة الوميض الوحيد في نهاية نفقهم المظلم، اما رؤساء الكنائس ( مع شديد الاسف ) بقوا متفرجين ولم يستطيعوا ان يشكلوا مرجعية دينية موحدة او يتفقوا على تأسيس مجلس كنائسي موحد يمكنهم من الصمود بوجه ما يتعرض له ابناء رعيتهم ( كل يبكي على ليلاه ).

اطلاق تسمية الاقلية على شعبنا او وصفه بها يثير عواطف وشجون الكثير منا، لانها تعني مواطن من الدرجة العاشرة !!! لكن اذا شئنا ام أبينا هذا هو واقعنا الذي يجب علينا التعايش معه، امبراطورياتنا وتاريخنا وحضارتنا وممالكنا لن تفدينا نحن اقلية اليوم بشيء اذا بقينا منقسمين ومتفرقين، مصلحة شعبنا تدعو احزابنا القومية الى التكاتف وتوحيد الخطاب السياسي ( لا بأس بخلافاتهم واختلاف نظراتهم للامور، لكن عليهم الاتفاق على صيغة موحدة، ربما سيكون ذلك صعباً عليهم لان مثل هذه الاتفاقيات تجردهم من بعض الالقاب والامتيازات والمناصب !!! ) لنيل حقوقنا وتثبيتها في الدساتير.    

اجتماعات احزابنا القومية واتفاقاتهم تجري حسب ما تقتضيه مصالحهم الشخصية !!! وتكون مؤقتة ومتقلبة !!! فالذي اتفق عليه بالامس يعتبر ملغياً اليوم وهكذا ...، لانه لا يتوافق مع مصلحة الحزب الفلاني او الشخصية الفلانية في الوقت الآني، وهذا بدوره يؤدي الى انعدام الثقة وعدم الاخلاص في العمل القومي.

ربما حان الوقت ليفكر ماسكي دفة القيادة من ابناء شعبنا بمآسي هذا الشعب ومعاناته بعيداً عن المال والجاه والمنصب وجيش الخدم، بعيدا عن التعصب والتكبر والغرور الذي يسيطر على عقلية الاكثرية منهم، بعيداً عن الحقد والتنافس السياسي للقائد الاوحد ( حفظكم الله جميعاً )، نعم حان الوقت لضم الايادي وتوحيد الاصوات عسى ان يكون ذلك بداية خير لشعبنا المقهور        

كوهر يوحنان عوديش