المحرر موضوع: دافوس ... والمستقبل الضبابي ؟!  (زيارة 910 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل khalid ali

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 14
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                   
  دافوس ... والمستقبل الضبابي ؟!

       يقيناً المستقبل الضبابي نابع من اللبنات المتآكلة والخائبة في سور بناء المجتمعات التي تضعها السفهاء خلسةً سواءً في دافوس أو غيرها من الواجهات التي تسعى للبناء ولكن تحصد الإخفاق .  لذلك حبذا تنقية الشبكات والمنافذ المتعددة والشائكة لعيوننا لاختراق هذا الضباب الكئيب الذي ينخروا في أجسادنا ... ولنا إطلالة على منتدى دافوس المتكرر . تعقد مؤتمرات اقتصادية عالمية في دافوس في سويسرة  لإنعاش الاقتصاد الدولي وتفادي العثرات ، وتحضر رؤساء دول كثيرة بالإضافة إلى الوزراء ولكن أغلب  هؤلاء المشاركين يناشدون بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتهشيم بؤر التخلف والإرهاب وبلا شك هم أنفسهم يروجون لهذه الآفات المتكررة التي تترنح وتبطئ الصعود وتهيأ منافذ التراجع رغم مساعي منظمي المؤتمر ...

      العالم منقسم إلى دول متطورة ودول متخلفة أو دول في طريقها نحو النمو البطيء ، ومعظم بلدان الشرق الأوسط من أفغانستان وباكستان إلى المغرب وبعض دول أمريكا الجنوبية واللاتينية تتعثر في نموها الاقتصادي لأسبابٍ كثيرة أهمها إن هذه الدول تتبع النظام الملكي المتهور الذي يشتت الثروات ويجسد الفلسفة القديمة الخائبة العائدة إلى القرون الوسطى ( عهود التخلف المقيت ) ، وحتى النظم الديمقراطية من بينهم هم ديمقراطيو الاسم ولكن حولوها إلى ديمقراطية وراثية ( هذا مصطلح جديد ) من خلال وسائل مختلفة وكلها غير صائبة ولا سليمة ، حيث هؤلاء الرؤساء تحكم من أيام استلامهم السلطة إلى آخر يومٍ من حياتهم ثم من خلال الزمر المتخلفة والمنافقة تنتهي بتسليم السلطة إلى أحفاد أحفادهم وهكذا لأجل تحطيم مرتكزات البلد لغاياتٍ خاصة بهم ومصلحتهم أما مصلحة البلد فمن المنكرات في نظرهم ... ومن الغريب إن هؤلاء الرؤساء يفوزون في الانتخابات المزاجية بنسبة تسع وتسعين بالمئة وتسعة أعشار ثم إذا حصل انقلاب في السلطة  فلهم الرفض القاطع والهيجان في الشوارع أيضاً بنسبة تسع وتسعين وتسعة أعشار أيضا   يا لسخرية القدر وأوهام الخائبين في هذه البلدان البائسة ...

      ومن الجانب الآخر اقتصاديات هذه البلدان التي في طريقها إلى النمو الهش ، اقتصاديات استهلاكية حصراً أي اقتصاد للكفاف المتعثر فقط  ، ولا توجد معالجة للبنية التحتية ولا تخطيط اقتصادي ... لهم خيارين لا ثالث أما الاعتماد التام على النفط والتلذذ بواردات النفط الخيالية بلا أتعاب أو اجتهاد لقضاء أيام وسنين على مدى توفر هذه العائدات النفطية أو لهم العيش في سباتٍ عميق وعدم توفر مختلف الحاجات الأساسية ، وكذلك الإحباط القديم :ـ وهي شعوذة الكر والفر القديمة  كما كانوا يعملوها في عصور الجاهلية ، والآن حولوها إلى فلسفة العنف والإرهاب والغدر والغبن لأجل البقاء على الحياة على أشلاء الضحايا وفقاً  للأجندات الطائفية والمذهبية والعرقية والقومية ...الخ وآخرها زلازل سنجار في 14/8/2007م والزنجيلي  في 23/1/2008م في نينوى  ، ثم الطلب من الدول المتطور المساعدات لأجل الاستمرار في الحياة ثم يحملون الدول المتطورة مسؤولية إخفاقهم ، علماً لهم فرص رائدة للحياة عدا التطور الصناعي لهم مصادر اقتصادية مختلفة ومنها في العراق مثلاً :ـ السياحة الطبيعية والسياحة التاريخية لأن العراق منبع الحضارات والسياحة الدينية ونهرا دجلة والفرات ومصادر الخامات والطاقة الأخرى كلها روافد ضخمة وبارعة تصب في خزين الاقتصاد العراقي ولكن هيهات .... تضاف إلى هذه  المساوئ الكثافة السكانية المفرطة ، حيث أن كل عائلة تقريباً عدد أفرادها أكثر من ثمانية  ، ويعيشون على الكفاف ولهم مقولة شائعة وهي الرزق على الله ... ولكنهم ينسون أو يتناسون أن الخالق العظيم منحهم هذا العقل العظيم لكي يجتهدوا ويحصلون على مختلف الخيرات والمنافع بكفاءتهم وعبقريتهم وليس العيش على الصدقات وفتات الآخرين مهما تكون الأسباب .. وإن من واجبهم توفير كافة الخدمات المادية والمعنوية  لأفراد عائلتهم من الناحية الدينية لكافة الأديان وكذلك من الناحية الشرعية لكل الشرائع الوضعية والإلهية ... ولا للإنجاب العفوي  وطلب المساعدات كما فعل الرجل الإماراتي ( دولة الأمارات العربية المتحدة ) الذي تزوج مجموعة نساء وأنجب ما يقارب مئة نفس وكان مفتخراً بأن الدولة تتبنى رعايتهم وكأن ليس عليه واجبات تجاه هؤلاء الأفراد وربما لا يعرف الكثير من أولاده لكثرتهم ... كل هذه الإخفاقات النابعة من الحيدان والانحراف  المتعدد الجوانب مهد للانتكاسات والاقتصاد المترنح والكئيب ثم البكاء على الأطلال والحظ العاثر كما في الجاهلية . 

     على ضوء ما ذكرنا أعلاه ، إذا أرادت هذه الشعوب والأمم التي تسعى للصعود وتوديع الإخفاق عليها الالتزام بما يلي :ـ

1ـ تنظيم قيادة الدولة والابتعاد عن الجمهورية الوراثية وملحقاتها لأن أغلبهم فاسدين ويعرقلون تطور وبناء المجتمعات .

2ـ التخطيط الشامل لجميع مرافق الحياة من النواحي الاقتصادية والصحية والعمرانية والحضارية ...الخ بلا تهميش أو إقصاء بنهجٍ ديمقراطي واعد وصائب بعيداً عن المراوغة والابتزاز .

3ـالتخطيط الكفوء والجريء لتنظيم الأسرة ، وإلزام  رب الأسرة من الوالدين برعاية الأطفال من كافة المناحي وعدم تركهم تحت رحمة الشارع المتعثر أصلاً . وجعل هذه الأسس تقريباً  شبه المقدسات لبناء المجتمع المنشود .

4ـ مناشدة الدول المتطورة مناهضة الدول أو البلدان التي في طريقها إلى النمو والتطور الصائب . وعدم فسح المجال للمتعثرين والمتلاعبين بمقدرات بلدانهم بالتقرب إلى المحافل الدولية باعتبارهم  ناس متخلفين وهابطين إلى آخر السلم الإنساني .

5ـ وأد الأوكار التي تشجع المسالك الفئوية والطائفية التي تناقض القيم السامية ، مع تعظيم الاستفادة من المدارس التي تنادي وتشجع قيم التآخي والوئام والمحبة واحترام آراء الآخرين لأجل الصالح العام لبناء البشرية الناضجة لأن البشرية الناضجة والواعدة ملك لجميع مكونات المجتمعات الداعية إلى القيم السامية ....

مراد كافان علي   ........   27/1/2008م