المحرر موضوع: شهود يهوه - الاب يوسف توما  (زيارة 4410 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل yousif toma

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
    • مشاهدة الملف الشخصي
شهود يهوه - الاب يوسف توما
« في: 01:07 16/11/2005 »
شهود يهوه
الاب يوسف توما
نبذة تاريخية

   يعود تاريخ شهود يهوه الى سنة 1876 في ولاية بنسلفانيا ( الولايات المتحدة ) في مدينة بتسبورغ (Pittsburg). حين قام تشارلز تيز روسل Chareles Taze Russel بمساعدة بعض رفاقه بنشر بحوثه  عن الكتاب المقدس.
   لكي نفهم الظروف التي دفعت الى ظهور افكار روسل يجب علينا ان نفهم الولايات المتحدة الامريكية في القرن 19: نحن في فترة فوضى عقبت الحرب الاهلية، انتشار هائل للبناء والتعمير، قيام حركات دينية شديدة التنوع.
   الشعب الامريكي ايضاً متميز، فريد من نوعه، فان كانت الشعوب الاخرى تنادي بضرورة الثورة كان الامريكان ينادون بضرورة التجديد. الثوار عادة يعتمدون على الارض والجذور والتاريخ العريق. لكن امريكا جديدة  لاعراقة ولاجذور لها، لذلك لجأ المصلحون الى اسلوب عيش استقوه من وثيقة استقلال الولايات المتحدة ( 1776) ومن الدستور (1787) الذي لم يدخل عليه  منذ 200 سنة سوى 26 تنقيحا فقط. هذا رغم التقلبات والالام والحروب التي  عصفت بهذه الارض خلال القرن التاسع عشر.
بناء ولكن ... في الفوضى 
   من الناحية السياسية، يحاول البلد شفاء جراح الحرب الاهلية (1861-1865) حيث انتصر الشمال على الجنوب وسحقه، على الجنوبيين ان يتعودوا على الحياة بعد قانون الغاء العبودية. والعبودية كانت خاصة في الجنوب، ولايعرف احد من الثلاث ملايين ونصف من العبيد ما هي الحرية. ناهيك عن انتشار منظمات سرية تحاول العودة الى الوراء بالارهاب والانتقام ( كمنظمة Ku Klus Klan). الى درجة ان بعض الولايات لم تقبل رسميا بالغاء العبودية الا مؤخرا عام 1995. نهاية الحرب الاهلية جابهت هجرة متصاعدة وتصنيعاً فوضوياً، (بفضل سكة الحديد التي اقيمت بين الشرق والغرب( 1869) وكذلك المشاكل بين رعاة البقر والباحثين عن الذهب ومذابح الهنود الحمر... انها فترة تكوين الحلم الامريكي القديم القائل: "اربط عربتك بنجمة". انها ايضا فترة النفط والفولاذ التي ستشهر بهما مدينة بيتزبورج باب الغرب، فترة الثروات الطائلة لاشخاص مثل اندرو كارنيجي وجون روكفلر وتأسيس شركة ستاندارد اويل وايسوESSO .
   بتسبورغ، مدينة "روسل" مؤسسة بدعة شهود يهوه، تعبرمن 13000 نفس الىثلث مليون خلال نصف قرن.  لكن احتكار الثروات عند البعض قاد الى بؤس البعض الآخر وهم كثيرون. فبالرغم  من قيام النقابات لاأحد ينتقد النظام السائد. والبؤس يعني ايضاً ظهور كل الأفات الاجتماعية الاخرى. ولهذا حاولت الكنائس ان تساعد البؤساء وتعمل ما يخفف عنهم.
"وحي" بالكيلوغرامات:

   الغالبية البروتستنتية في هذه الفترة منكبة على فترة ظهور المسيحية في القرون الاولى، اكتشفت ان البدايات ايضالم تخلُ من قيام هرطقات عديدة. في نفس الفترة كان دارون قد اصدر كتابه المشهور "اصل الانواع " (1859 ) فانقسم المؤمنون واحتدم الصراع بين مؤيد ومناوئ. الجدير بالقول ان الكاثوليك في امريكا سنة 1800 لا يتجاوزن اربعين الفا، لكنهم بعد نصف قرن يصيرون مليونا ونصف. مع ذلك، البروتستانت، رغم انقسامتهم، يعتبرون انفسهم مؤسسين للامة الامريكية (ما عدا ولاية ميري-لاند اسسها الكاثوليك).
   من حسن الحظ أن الفصل بين الدين والدولة مكتوب في الدستور منذ 1791 في التنقيح الاول، وهذا سيحفظ البلاد من أي نوع من انواع الهيمنة الدينية. لكنه لن يمنع قيام وتطور وامتداد ديانات وبدع اخرى يقول الباحثون انها تتجاوز 1500 في ايامنا.
   هذه "الحمى دينية"، ادت الى الشعور ان نهاية العالم قريبة جداً. معتمدين بذلك على الكتاب المقدس، الذي اعتبروه المرجع الوحيد، واخذوا يحسبون موعد هذه النهاية الحتمية. وراحوا يفكرون في اسلوب لتعجيل تأسيس ملكوت الله على الارض. لكن هذا الملكوت لايتم الا بالصراع ضد قوى الشر والشيطان وان معركة هرمجدون ( المذكورة في سفر الرؤيا 16:16) تعني انتصار المسيح على ملوك الارض الذين يقودهم الشيطان، بعد هذه المعركة سوف يملك يهوه  ألف سنة، ملكوت سعادة كاملة.
   من هنا جاء أسم التيارات الالفية. حيث يدعى المؤمنون الى الجلوس على عروش مع المسيح (رؤيا 20: 1-6 ). وتعود هذه المعتقدات الى بعض الكتّاب من القرون المسيحية الاولى، اذ كانوا يركزون  على حرفيتها حتى جاء القديس اوغسطينوس ففسرها من  الناحية الرمزية، قائلا انها تشير الى فترة زمنية معينة تسبق عودة المسيح الممجد. لكن شهود يهوه ياخذون هذه النصوص على حرفيتها. مثل جماعات دينية عديدة في ذلك الوقت في امريكا. ويمكننا ان نقول ان شهود يهوه لم يأتوا بجديد لانهم بدعة انبثقت من الادفنتست ( السبتيين ) الذين يركزون على عودة المسيح.
من هو مؤسس  شهود يهوه؟

   لولا الراعي روسل Russell لما كان للشهود من وجود (تشعبوا من بعده الى حوالي 20 بدعة تنتمي اليه).
ولد في بتسبورغ  سنة 1852، اخذ من ابيه التاجر قابلية ادارة الاعمال ومن امّه البرسبترانية (Presbyterian) حب الكتاب المقدس. فقد امه وهو في التاسعة. واقلق مضجعه في تلك الحقبة موضوع الحياة بعد الموت. انتمى في مراهقته الى جماعة تنكر الثالوث وتدعو الى التوبة. ثم فقد ايمانه بالكتاب المقدس واخذ يبحث عن ديانات اخرى هندية. ولما بلغ الثامنة عشرة،عاد الى ايمانه بالكتاب المقدس ولكن هذه المرة اخذ ينكر وجود الجحيم ويؤكد فقط على مجيء المسيح الثاني. الجديد لديه هو انه يختلف عن الباقين من  ناحية تحديده لموعد هذا المجيء قائلا أن المسيح سيأتي ليجمع قطيعه الصغير (لو12: 32) وان عدده ينحصر  بالـ 144000  هؤلاء فقط سوف يحكمون معه. هذا هو ما يعتقده روسل بشكل قاطع، قائلا ان كل فريقه واقاربه سيكونون من بين هؤلاء المخلَصين. وليؤكد على ذلك يعيّن يوم 14 نيسان من كل سنة عيداً للفصح ليأكلوا خبزاً ويشربوا خمراً فقط للذكرى.
   لكن مسألة عودة المسيح ليست مسألة سهلة. على "روسل" ان يحدد نوعية هذا المجيء،  فتبدأ حينذاك مرحلة بحث محموم ولقاءآت مكثفة وقراءآت وتأملات وصلوات تقوده كلها الى الاستنتاج ان عودة المسيح لن تكون مرئية ولكن روحية.
الشرارة

   في سنة 1876 منحت الجماعة تشارلز روسل لقب "راعي"، لكن الشرارة حدثت إثر قرائته لمقالة في مجلة عنوانها "بشير الصباح" تصدر في ولاية ميشغان عن جماعة من الادفنتيست،
كتبها نلسون باربور، حيث أكّد ان المسيح جاء بصورة غير متوقعة. فكلمة Parousia اليونانية التي نترجمها عادة "مجيء" تعني  ايضا "حضور". المسيح الحي حاضر وملكه اذن قد بدأ. يتصل روسل بكاتب ذلك المقال وينقذ المجلة من الافلاس ويتفقان على تعيين سنة ظهور المسيح في سنة 1914. بانتظار ذلك الوقت، على جماعتهم ان تسيركما سار العبرانيون في الصحراء اربعين سنة، ليصلوا الى ارض الميعاد، زمن الحصاد، فتتساقط الكنائس والدول، ويبقى القطيع الصغير، قطيعهم. لذا يلزم عليهم اعتبارا من سنة 1878 ان يستعدوا للتحوّل الى روحانيين وان ينتقلوا الى السماء. ويقال ان بعضهم صدّق ذلك الى درجة شوهدوا واقفين على الجسر بملابس بيضاء بانتظار ان يختطفوا الى السماء... وبما ان شيئاً لم يحدث عادوا الى البيت، تحت المطر.. اما الراعي "روسل" فلم يرف له جفن لهذه الخيبة بل ذهب الى انكار خلود الروح والحياة الابدية. مما اغضب صديقه باربور (كاتب المقال ) فانفصل عنه سنة 1879، واسس مجلة مستقلة. وهكذا اصدر "روسل" عدده الاول من مجلة “برج المراقبة " Watch Tower. داعياً قرّاءه الى ان يصيروا "ساهرين وموقظين". ونظراً لظروف ذلك الزمان، ولسعر المجلة البخس، ولضخامة الكمية المطبوعة، وبسبب الدعوة التي وجهها الىالقراء ان يكتبوا مسارهم وتطورهم الروحي،  حقق "روسل" نجاحاً كبيراً، وما عدا المجلة كان يقوم بتوزيع المطبوعات والكتب بكميات هائلة. حتى انه في سنة 1881 أسس داراً للنشر اسماها (Watch tower tracts society ). واطلق على الموزعين اسم "الحجاج" مرسلا اياهم الى ما وراء حدود الولايات المتحدة، الى انكلترا وكندا. هكذا سيبقى اساس شهود يهوه الصحافة والنشر. وعلى كل "دارس للكتاب المقدس": ان يبيع صحفهم ويعلن ايمانه من باب الى باب، ويجيب على الرسائل باسلوب بسيط وفعّال، مكونا بذلك " نواة من المختصين وعدداً كبيراً من النَمِل".
   كان لروسل شخصية مندفعة، ولم يشك احد في صدقه، فقد بشّر دائما، وذهب الى حد بيع مؤسستة ودعا الى التجرد حتى قيل انه لم يلمس امرأته، صالباً جسده، لكن زوجته طلبت الطلاق منه، بعد 26 سنة من زواجهما، لانه كان "يهتم" بموظفة شابة اكثر من اهتمامه بمؤسسته حسب قولها.
نظام "روسل" الفكري:

   يأخذ روسل بالكتاب المقدس كله، حرفياً، لخدمة ملكوت المسيح. لكنه يعيد النظر في بعض من قضايا التدبير الالهي: فهو ينكر وجود الجحيم، ويعرض الها محباً وعادلاً، له مخطط مكون من مرحلتين: مرحلة التحضير ومرحلة الخلاص.
   مرحلة التحضير: لقد تم الخلق بواسطة "foreman" مراقب عمل، اسمه يسوع، وذلك في ستة ايام. كل يوم يعادل 7000سنة. أي ان الانسان خُلق بعد 42000سنة من بدء الخلق، وكان بامكان آدم وحواء ان يعيشا ابديا في الفردوس، لكن الله، حسب قول "روسل" اراد لهما خبرة الخطيئة، فسقطا. ومرحلة الخلاص: وهي مرحلة ينقسم فيها اليوم الاخير من اسبوع الخلقة، اي السبت (7000سنة)، الى قسمين: من جهة لدينا 6000 أنقضت، فيتبقى لدينا 1000سنة لحكم المسيح. وقد اجرى "روسل" تنقيحات كثيرة على تلك المعادلات، من خلال محاضراته، معتمداً على هرم خوفو الاكبر معتبراً اياه رمز الكمال، قائلاً ان ابعاده تتطابق مع الحسابات التي استخرجها من الكتاب المقدس.
   بالنسبة لفترة ما قبل المسيح يعتبر روسل ان الرقم 606 هو  تاريخ سقوط مملكة يهوذا حسب النبي دانيال (20ر4)، وان كل زمن نبوي يدوم 360سنة X 7=2520 أي اذا طرحنا 606 من 2520 تكون النتيجة (1914) اي سنة مجئ المسيح وبداية الملكوت الالفي. حينذاك سيجمع يسوع مختاريه الـ144000وهم اعضاء الكنيسة الحقيقيون.
   لكن سنة 1914 جاءت، ولم يتغير العالم،  فشعر "روسل" بضرورة تغيير موقفه، واستمر يكتب، وقد تجاوز مجموع ما كتبه خمسين الف صفحة. وقد اعترف انه لم يدرس لا اليونانية ولا العبرية او اللاتينية، ولا الفلسفة او اللاهوت، مع ذلك كانت كتبه توزع بالملايين. وكانت خيبة 1914 مدعاة لكشفه للكثير من اتباعه، فتركه جم غفير منهم، رغم  محاولاته تصحيح حساباته...

شخصيته:

    ان تشارلز تيز روسل امريكي بكل معنى الكلمة أي انه خليط غريب من التصوف والنشاط العملي، انه شاعرورجل اعمال. وقد توفي سنة 1916 دون ان يعيّن خليفة له، فبدأت الصراعات بين مساعديه وانقسموا على انفسهم. ولكنه رغم ذلك ورغم خيبة الامل، استمر اتباعه ينشرون رسالته وانتشروا في القارات الخمس. لقد كانوا لدى وفاته ثلاثة عشر الفا، غالبيتهم في الولايات المتحدة. نشروا خطاباته وكتبوا عنه في مقدمة كتاب يحوي مؤلفاته: "ان تفسيره للكتاب المقدس كان اوسع مما كتبه كل من الرسولين بولس ويوحنا واريوس ووالدو  وويلكيف ومارتن لوثر. لقد كان احسن من كل هولاء المبشرين الستة الذين سبقوه".   

تركة "روسل"

* تعتمد تركته على ثلاثة اسس: 1- الكتاب المقدس، وحده هو اساس فكره وعمله وتنظيمه، لكن حسب تفسيره هو.
    2- فكرة أن الممسوحين الـ 144000 فقط  هم الذين سيخلصون.
    3- سنة 1914 تبقى هي المرجع رغم المعنى المتغير الذي يعطونه لها حسب الظروف.
* يترك روسل ايضا ثلاث وسائل للدعاية : 1-  منشورات هائلة ومجلات عديدة وكتب واوراق،
      2 - على كل عضو أن يخصص من وقته جزءاً كبيراً لتوزيعها.
      3 - طقس "التذكار" المحتفل به في 14 نيسان من كل سنة.

المرحلة الثانية من تاريخ شهود يهوه

بعد وفاة تشارلز تيز روسل انتخبت جمعية "برج المراقبة" المحامي رذرفورد ( 1869-1942) الملقب بالقاضي، وهو شخص سلطوي، قاد الجمعية بيد من حديد، اطلق الحرم علىكل الكنائس الاخرى وعلى كل مؤسسات الدولة الى درجة رفعت الولايات المتحدة دعاوي كثيرة ضده ومنعت كندا دخول جمعيته الى اراضيها. لكنه لم يتراجع بل راح يصحح "أخطاء" سلفه وحساباته، فتوصل الى ما يلي:
سنة 1914 هي نهاية العالم القديم وبداية الملكوت الروحي.
سنة 1918 هي سنة ارتفاع القديسين الى السماء.
سنة 1925 سيتحقق جزء من الملكوت الذي سوف يظهر في فلسطين.
سنة 1980 سيبدأ الخلاص انطلاقا من ارض فلسطين.
خلال الحرب الكونية الاولى، راح رذرفورد ينتقد الحرب والسياسة الامريكية فالقي في السجن وحكم عليه بالسجن 20 عاما، بعد الحرب جمع اتباع البدعة 700000 توقيع فاطلق سراحه. انطلق بعد ذلك، بكل قوته من جديد معلنا سنة 1920 "هناك ملايين من الاحياء الآن لن يروا
الموت ابداً". ففي سنة 1925 سوف يشهدون عودة الامراء الثلاثة: ابراهيم واسحق ويعقوب... فتتحقق البشرية الجديدة على الارض..."
   لكن لم يحدث شئ، وسوف يتأجل الموعد مرة اخرى... الى سنة 1929 ومن اجل ذلك بنى في مدينة سان دييغو قصراً اسماه " بيث ساريم" ( بيت الامراء ). ومرة اخرى سيصاب الاتباع بالخيبة، ولما لم يظهر احد من هؤلاء "الامراء"، قرر رذرفورد ان يسكن بنفسه في ذلك القصر. فمناخ كاليفورنيا احسن لالتهاب القصابات المزمن الذي يعاني منه... لكن المشكلة ظلت قائمة: فعليه اما ان يختفي او ان يغيّر مسارهُ. فيقرر التغيير: ويطلب من اتباعه عدم الاهتمام بالنمو الروحي والتصوف، المهم فقط كل ما هو بسيط ونظامي، هكذا تتحول الحركة الى نوع من "الوثنية" و"عبادة الشخصية"، لكن الحقيقة هي انه يريد ان يمحو كل اثر لسلفه "روسل".
   واخيراً في سنة 1931 سوف يفرض على جمعية برج المراقبة اسماً جديداً وهو شهود يهوه (Jehovah’s Wittnesses) وكان هذا الاسم مخصصاً في السابق فقط للمختارين الـ 144000 الممسوحين فقط.
   وجاءت الحرب الكونية الثانية فاعتقد رذرفورد ان معركة هرمجدون، معركة الشيطان قد حلت لذا امر اتباعه بعدم الخضوع للخدمة العسكرية (سيموت منهم 700 في اوربا على يد النازيين)، وعدم تحية العلم... ثم  يموت رذرفورد سنة 1942.
   أن ما تمتاز به فترة رذرفورد هي ثلاث صفات: المركزية والبيروقراطية والتربية العسكرية. وقد اطلق عليها اسم "حكم الله" ( الثيوقراطية). وقد ازداد فعلا عدد الاتباع بهذا الاسلوب. لكنه اصبح من اللازم الاستجابة لضرورات ثلاث: التنشئة والتبرير والتكيّف.
   تعتمد مهمة التنشئة على كل عضو. لكن ضرورتها جعلتهم يفتحون مدرسة جلعاد لتدريب الجميع على النقاش والمجادلة.اما التبرير فيخص مسألة عدم تحقيق "النبوءآت" كما حدث في سنة 1925. ففي سنة 1950 قرروا اعتبار كل مسؤول "اميرا للارض الجديدة"... هذا يكفي لاقناع الاتباع  ويشفي غليلهم. اما التكيّف فهو ضرورة تكييف الكتاب المقدس لتعليمهم. والاعتماد على ترجماتهم الخاصة بكل اللغات. لكن عدم ذكر المترجمين يكشف بالحقيقة جهلهم. فباقي الكنائس ترفض ترجماتهم رفضاً قاطعاً.
مفاتيح الملكوت

اصدرت جماعة شهود يهوه سنة 1982 كتيباً عنوانه: "يمكنك ان تحيا الى الابد على الارض التي ستصبح فردوساً". ترجم هذا الكتيب الى 93 لغة ووزع منه 47 مليون نسخة. في الظاهر يبدو ان تعليمهم لم يتبدل وانهم لايؤمنون الا بخلاص الـ 144000 رغم ان عددهم وصل الى خمسة ملايين في العالم. ورغم  انهم يرفضون الثالوث والوهية المسيح والوهية الروح القدس(معتبرين اياه طاقة الهية)، لكن رذرفورد غيّر معتقداتهم بشكل عميق. فلدى ازدياد عدد الاتباع كان "روسل" قد قال ان ما يتجاوز الـ144000 يمكنهم ايضاً الذهاب الى الجنة. لكن رذرفورد قال كلا، بل سيبقون على الارض. هؤلاء سيرون المسيح قادما، ثم اصبح هذا القدوم روحياً. لكن علامات هذا القدوم ستكون: الحروب، المجاعة، الزلازل، الجرائم، الانحرافات، التلوّث. كل هذه تسبق معركة هرمجدون التي ستدمر الاشرار، ثم سيفرض الله قانون المسيح. بعد ذلك سوف ينقسم الناس الى ثلاثة اصناف: الممسوحين (القديسين) وبقية القطيع (يوناداب) والذئاب القادمين بثياب الحملان. النهاية قريبة والخطيئة تكمن في اضاعة الوقت والمتطلبات هي: رفض الوثنية، تبسيط الطقوس، التطبيق الحرفي للكتاب المقدس وعيش حياة قاسية.
1- رفض الوثنية: منذ سنة 1928 اعلن شهود يهوه ان عيد الميلاد عيد وثني وكذلك عيد الفصح (سنة 1931). ثم علامة الصليب. فرفعوه من غلاف مجلتهم ومن صفحات نشراتهم. واكتفوا لتمثيله بعمود يرسمون المسيح معلقاً عليه يداه فوق رأسه.
2- تبسيط الطقوس: تركوا كل اشارة كهنوتية تعطيهم صفة اصلهم البروتستانتي. وغيّروا في صيغة الغطس بالماء، ولم يعودوا يعتبرون العماد لغفران الخطايا. وهم يجبرون اتباعهم على حذف اسمائهم من سجلات عماد الكنائس الاخرى اذا كانت  سابقاً فيها.
3- تطبيق حرفي للكتاب المقدس: يهوه هو مؤلف الكتاب المقدس، وما كاتب السفر الا عبارة عن سكرتير له( ). لذلك كل ما جاء في الكتاب المقدس هو علمي واجتماعي وديني، ويجب ان يؤخذ حرفياً. فصاروا منذ 1927 يشترون اللحوم من اليهود وفي سنة 1932 منعوا نقل الدم الى المرضى، لان في ذلك مخالفة لله ( على اعتبار أن الدم هو الحياة وليس للانسان ان يتحكم بها).
4- الحياة القاسية: تعتمد الجماعة على حياة قاسية جداً: فلا احتفالات عندهم ولا شفعاء ولا عيد الام او الاب، لايُشاركون في الانتخابات، يمنع عليهم الذهاب الى السينما اومشاهدة التلفزيون اوالرقص او تدخين السكائر أو شرب الكحول.
     الغاية من كل هذا هو الانفصال عن " بابل " أي عن بقية العالم الشرير وان يكونوا عل اهبة الاستعداد لخدمة الكلمة، ينتقلون من باب الى باب ويستعدون لاستقبال اليوم العظيم يوم "هرمجّدون".
شهود يهوه منظمة عالمية

   انها منظمة شديدة التنظيم، هرمّية، مقرها في نيويورك، منها تنطلق كل التعليمات لكافة الاعضاء في العالم. اللجنة العليا تتكون من 13 شخصاً، "ممسوحين" ينتخبون ممن خدموا منذ 40 سنة على الاقل. سبعة منهم يشكلون "مجلس برج المراقبة". دستورهم الكتاب المقدس وهو معصوم، وهم ايضا كذلك. يعيش في المقر المركزي حوالي 800 شخص حياة شبه عسكرية. للمقر المركزي سلطة هائلة: فهو يحدد ما يجب نشره وتعليمه والدعاية له داخل الدول التي تعمل الجمعية فيها وعددها 232 دولة وهو كذلك يقوم بتعيين المسؤولين. بين السلطة العليا والعامة توجد تنظيمات اخرى على شكل مقاطعات وقارات يديرها " المراقبون" تعيّنهم اللجنة العليا: هؤلاء يحاولون مراقبة نشاط كل عضو عن كثب. لكل مراقب مرافق وسبعة "خدام" ولكل  خادم مهمة خاصة: كدراسة الكتاب المقدس، او النشر، او التوزيع...الخ.
   ورغم كلامهم عن المساواة بين الرجال والنساء الا ان للنساء دور ثانوي عند شهود يهوه.
   هناك المراقبون المتنقلون، وهم ما يربط بين مختلف الطبقات.
   ويمكننا ان نختصر مهمة شهود يهوه بكلمتين:" النشر والوعظ". واسلوبهما مدروس بدقة متناهية، بالاسلوب المباشر، من باب الى باب، لتوزيع المنشورات والحديث. كل شهود يهوه يعتبرون خداماً لله وعمادهم  يدخلهم في احدى الطبقات الثلاثة:
1- المعلنون: وهم يعظون او يبيعون المنشورات. خاصة في  ايام العطل.
2- المسؤولون العامون: يعظون على الاقل 100 ساعة بالشهر، هولاء يمنحون راتباً زهيداً.
3- المسؤولون الخاصون: يعظون على الاقل 150 ساعة بالشهر، لهم راتب جيّد لقاء خدماتهم. وعلى الجميع ان يقدموا تقريراً مفصلاً عن المبيعات والزيارات، من اجل الاحصائيات...
يطلق شهود يهوه على اتباعهم اسم " جمعية " وعلى مكان تجمعهم اسم "صالة الملكوت"، وهي اما صالة كبيرة او قاعة فقيرة، حسب الدول.
   يوم الاحد الدعوة عامة للجميع، يرتلون مزموراً ويصغون عادة لخطاب طويل على موضوع معين قد يدوم الساعة وهو عادة مليء بالاستشهادات الكتابية، هذا الخطاب مكتوب  مسبقاً. وكل عضو من شهود يهوه مجبر ان يأتي للاصغاء اليه وأن يدعو ما امكنه من الضيوف. في هذا التجمع لاتوجد "صينية"، لكن التبرعات مقبولة. وفي كل تجمع تسجل اسماء الحاضرين بدقة، للاحصائيات ولفائدة منشورات اللجنة المركزية. خلال الاسبوع تقام اجتماعات خدميّة: الاربعاء او الجمعة، لتثقيف الاعضاء، ولهذه الاجتماعات جداول محددة بدقة. على الكل أن يقرأها دون الخروج عليها قيد شعرة. ولا يسمح خاصة بأي نقاش أوجدال.
   على كل واحد ان يقضي بين 5-6 ساعات بالاسبوع في الاجتماعات ما عدا ساعات التنقل من باب الى باب. ناهيك عن وجوب حضور التجمعات الكبرى، من حين لأخر، حيث يشعر العضو بزهو واعتزاز لانتمائه الى هذا العدد الهائل من الشهود.
والمال ؟
   لاموالهم مصادر ثلاثة: الاولى من مبيعات منشوراتهم التي تتجاوز بعددها كل تصور. هذا يمكّنهم من بيعها باسعار بخسة، وهم رغم ذلك يحققون ارباحاً طائلة. والثانية: ان اغلب خدماتهم للجماعة شبه مجانية، كل حسب اختصاصه.والثالثة: التبرعات والميراث.
ماذا يجب ان نعمل ازاء شهود يهوه

   ان نجاحهم لايعتمد على قوة تعليمهم بقدر اعتماده على نقاط الضعف التي فينا. فهم يعيشون جلّ وقتهم في الكتاب المقدس ويتحدَّون كل من يلتقي بهم بمعرفتهم اياه. لذلك علينا :
1- قراءة كل الكتاب المقدس من حيث انه قصة عهد بين الله وكل البشر. وكل سفر يكشف جانبا هاما منه. لانهمل اسفاراً كسفري دانيال والرؤيا. فاهمالنا لها جعل البدع تستغلها.
2- في ايامنا وسائل التعمق بالكتاب المقدس متاحة ومتوفرة، وقد تقدم علم الكتاب المقدس تقدماً كبيرا. انه ليس كتابا علمياً ولا رياضياً وهو ليس قائمة لتسلسل الاحداث المستقبلية. الكتاب المقدس عبارة عن قصة حب الله الخالق والمخلّص للبشر.
3- ليس الكتاب المقدس كلمة الايمان الوحيدة، فالمسيحية ليست ديانة " الكتاب " بل ديانة كتابية، أي عندنا كتاب وعندنا تقليد والزمن مهم والحاضر مهم والتاريخ المعاصر مقدّس بكل حلقاته السابقة واللاحقة.
ماذا يقول ايماننا؟

   ليس الذين يقعون في حبائل شهود يهوه كلهم من السذج والبسطاء. بعض انتقاداتهم تدفعنا الى التفكير وتقييم مالدينا: في احتفالاتنا ما هو من التقليد الحي للكنيسة وما هو عائد الى التقاليد والعادات؟ فعيد الميلاد مثلا هدف سهل لانتقادهم لنا قائلين: الكنيسة تخدع الناس، اذ لا احد يعرف زمن ميلاد المسيح. ثم يتوسّعون في هذا المنطق حول خلود الروح والوهية المسيح والثالوث... ويزرعون الشك في اقوى المؤمنين فيبتعدون عنا.
   المسألة ليست ان نبرر ونشرح الاعياد المسيحية ونشأتها ولكن ان نشرح ماهية الايمان والحياة المسيحية، وكيف انها نابعة من سر تجسد الله الذي صار واحداً منا واختلط بحضاراتنا ليلقي عليها نوره، المسألة لم تعد كيف نفصل الاشياء عن بعضها ولكن كيف نراها بمنظار الله.
والحب؟

   قال القديس يوحنا الصليبي: " في مساء الحياة، سوف نُدان على الحب". هنا المسألة وهنا الاساس. والبقاء في الكنيسة، رغم عيوبها، ضرورة قصوى، فالانعزال عنها يجعل بعض المؤمنين لقمة سائغة في يد اتباع البدع. تراهم يستقبلون القادمين الجدد بحرارة وصداقة بينما قد لايلاقون من عندنا سوى التجاهل ان لم نقل السلبيات الاخرى، انهم من هذا الباب يتركوننا. من ناحية اخرى يستغلون المشاكل الاقتصادية من اجل مآربهم، فهم يسندون المحتاجين ويساعدون المرضى... ولكن هل هذه المساعدة متجردة؟  علينا اذن ان نتحداهم في مجانيتنا واهتمامنا المجرد والمتجرد.
   من المؤسف ايضا أن يعتمد المسيحيون اليوم على الاكليروس بهذا الشكل، لقد حانت ساعة العلمانيين للمساهمة في درء هذه الاخطاروالاهتمام بكل من هو متروك ومعزول لئلا يقع فريسة الصيادين والجوارح.
   من جهة اخرى قد تكشف الحرب التي يشنها شهود يهوه في العالم ضد كل الكنائس ما هو عكس معطيات الوحي، فان كانوا حساسين لعلامات الزمن، ضروري ان نفهمهم ان هذا العالم
مسلَّم لمسؤوليتنا لكي نغيره بما نعرفه وما نتمكن منه. ملكوت ليس خيالا ولا هلوسة في هرمجدون... ولكنه هنا، في دعوة الله لنا وهي دعوة الى النمو وبلوغ القامة الحقيقية، والتحرر  من كل العبوديات، كما اكد المجمع الفاتيكاني الثاني في وثيقة الكنيسة والعالم المعاصر. نحن لانرفض هذا العالم ولانرفض العمل على تغييره في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية. نحن هنا خميرة في عجينة كبيرة، لن تختمر اذا احتقرناها او تهربنا منها.
   ولهذا اقتنعت كل الكنائس تقريبا، انه لايوجد أي حوار ممكن مع شهود يهوه، على كافة الاصعدة. فاذا طرقوا بابنا ماذا سنسمع؟ ليس لديهم سوى اسطوانة محفوظة وسلسلة من الجمل الكتابية المستظهرة... لا يجب أن نطيل الكلام معهم بل ان نبيّن لهم اننا رافضون لاسلوبهم ولانترك لهم ابدا احتكار معرفة الكتاب المقدس. وهذا يدفعنا نحو شيئين:
1- ان نعمق معرفتنا بالكتاب المقدس.
2- ان نصلي من اجل اهتدائهم واهتدائنا، فكلمة الله جاء الى العالم ليخلص ما كان هالكاً، جاء من اجل الخطأة من اجل الجميع، وليس من أجل بعض المختارين، ومن يعتبر نفسه انه من المختارين فهو واهم، اذ لايوجد احد خارج النعمة، خارج بشرى قيامة يسوع وحتى كلمة "شهادة" و"شهود" ليست حكراً عليهم فقد قال الرب لكل تلاميذه:" وتكونون لي شهوداً " (لو24:48).
عددهم في العالم

   ان شهود يهوه متواجدون في حوالي 232 دولة. يقال انهم 9 ملايين. (خمسة من الاتباع واربعة من المتعاطفين) نصفهم "مبشرون"، أي اتباع غيورون مستعدون لذلك في كل لحظة. انتشارهم في تزايد في العالم تصل نسبته الى 5, 4 % بالسنة. لكن الملاحظ ان عدد المطرودين بينهم يزداد ايضاً، ذلك لان شهود يهوه يرفضون كل انتقاد وكل معارضة.
شهود يهوه في العراق:

   يرجع تاريخ وجودهم في العراق الى الخمسينات من هذا القرن، الى شخص آثوري كان قد التقى بواحد منهم جاء الى العراق. كل عائلته دخلت في البدعة. وتوسعت الحلقة الى الاصدقاء شيئا فشيئا. كانوا في البداية مجموعة صغيرة لا تتجاوز العشرين شخصا، وبقوا كذلك مدة طويلة حتى الثمانينات، حيث اصبحوا حوالي 60 - 65 شخصا. هولاء ليسوا كلهم معمدين، المعمدون منهم 40، والآن يعتقد انهم بين 100 - 150.
اما لقاءآتهم  فتتم في بيوتهم، وقد وجّهوا في بداية التسعينات طلبا الى الحكومة العراقية لتقبلهم كطائفة، وقد جاء هذا الطلب من اتباعهم في اليابان(!)، لكن جواب السلطات العراقية كان ان كل طلب من هذا القبيل يجب ان يقدم من اعضاء عراقيين وليس من الاجانب، فبقي طلبهم معلقا ولم يجرؤ احد الى تقديمه من جديد.
 انهم حذرون جدا في البلاد العربية، وقد تعرضوا للسجن في سوريا، وللملاحقة في الاردن،  ولذا فهم يتجنبون كل ما يكشفهم، ويعتمدون على لقاآت صغيرة، فيجمعون الاعضاء بسياراتهم الخاصة. المسؤول عنهم يسمونه "الشيخ"، بالاضافة اليه هناك "الخدام"، وهم اقل منه منصبا، يحق لهم القاء المواضيع في اللقاآت، وقد يقدم لزيارتهم من الخارج (من الدول العربية خاصة، الاردن او لبنان) شخص يسمونه "ناظر منطقة"، وهم يستضيفونه في بيوتهم، ويحاولون ان يعرّفوه على كل اعضاء الجماعة.
   لديهم في كل اسبوع درس خصوصي حول كل كتاب يرد اليهم، وهذا واجب على كل عضو، فينقسمون الى جماعات صغيرة في بيوتهم، وهناك درس اسبوعي لمجلة برج المراقبة، وعندهم ايضا محافل صغيرة، تعقد في بيت الشيخ اغلب الاحيان، وفيها تتم المعموديات، يستعملون البانيو لتغطيس المعمّد كاملا.
   ذكرى العشاء في 14 نيسان (7 نيسان قمري) مهم جدا على الكل حضوره. اما الخبز فلا احد يتناوله، (حتى الآن لا أحد يتجرأ على التناول حتى الشيخ نفسه، لانه يعتبر نفسه لم يصل الى مرتبة الشيوخ الكبار (رغم عدد شهود يهوه الكبير قد لا يتناول منهم سوى 9000 شخص في العالم).
   يحاولون عمل دروس خصوصية اسبوعية للوافدين الجدد، ويعتبرونها ساعات عمل خدمة، ما عدا حضور لقاآتهم الاسبوعية الرئيسية. يشجعون الاطفال على حضور هذه الاجتماعات، لكي يهيؤوهم للعماذ لاحقا. اذا كان العضو شابا ولم يتعمد بعد، لايعمدوه حتى نهاية الخدمة العسكرية، لانهم يتهربون منها.
   وقد تعرضوا للسجون في السبعينات، الرجال منهم فقط، ثم اطلق سراحهم، بعد 3 - 4 أشهر وفتشت بيوتهم في حينها بحثا عن المطبوعات، لكنهم يعتقدون الآن انهم في مأمن، فمطبوعاتهم تصلهم بالبريد العادي.
بعض الاعضاء من العراقيين تركوا البدعة للاسباب التالية:
   - بعد العماد يطالبون المنتمي بالزيارات والواجبات وهذا صعب خاصة على طبعنا الشرقي.
- لا يقبلون الاجابة على اسئلة احد (يقول الشيخ، لا يجب ان نفكر بالاشياء الصعبة لنبق في حدودنا فقط).
   -يامرونهم بقطع علاقاتهم مع كل الناس والانعزال تماما، والبقاء معهم فقط ولغرض الخدمة.
   - هناك تناقض واضح بين مثالياتهم وواقعهم: فمثلا يحرضون الزوجة على زوجها ويشجعونها على تطليقه. في اجتماعاتهم يدّعون انهم يعيشون في الفرح لكن الواقع شيء آخر.
   - ويقول بعض الذين تركوهم انهم لطيفون وان اسلوبهم في التعامل مؤدب جدا، يبدون هادئين ومستقرين نفسيا، فعزاؤهم انهم سيعيشون الحياة الابدية مهما تعرضوا اليه من ضيقات. لا يلجأون الى المال في كسب اتباعهم، المطبوعات توزع مجانا، هذا هو اسلوب كسبهم على الاقل في البداية.
لماذا يقع الناس في البدع؟

1 - بسبب ألم، اوحرمان، اوعزلة اوالشعور بفشل العلوم خاصة كالطب وعلم النفس وقد شخصت البدع هذه الفراغات.
2 - بسبب القلق  على المستقبل والبطالة.
3 -  تختفي البدع وراء واجهات علمية مبسطة لتنمية القدرات على مجابهة الفشل.
4 - بسبب البحث عن المعنى الذي يتميز به عصرنا: معنى وجودنا خاصة اذ لم تتمكن الديانات التقليدية على الجواب عليه.
5 -  البدع مريحة ومحركة للفاعلية الآنية وواضحة المعالم بين الخير والشر الى حد الهوس الجنوني.
6 - هناك ايضاً سبب ثقافي: فالناس متعطشون الى المعرفة. ويستخفون بالانقسامات الدينية. ويشعرون ان الكنائس  تبدو ضيقة، متعصبة ومنغلقة على ذاتها. بالنسبة للكثيرين كل الديانات تتشابه. وليس المثير في الاديان افكارها وفلسفاتها وانما الاسرار والغموض الذي فيها والمعارف الغيبية. البدع تعطي المعرفة "بالقطّارة"، نقطة نقطة، حتى الاساطير والقصص تكوّن  جزءاً هاما من برنامجها.
7- الحاجة الى ايديولوجية جديدة فالآيديولوجيات القديمة اصبحت مريضة او ضعيفة. هناك اذن فراغ والطبيعة تكره الفراغ. الناس بحاجة الى مفهوم شامل عن العالم. والبدع تحاول ذلك. كلها تركز على بزوغ زمن جديد، واننا على عتبة تغييركبير في التاريخ، بسبب اقتراب الالف الثالث.
سيكون هذا الزمن  الجديد طيبا، روحانياً مليئاً بالسلام، وسوف يدوم عدة قرون. وهذه الايديولوجية هي ايضاً موحِّدة وان كل شيء واحد، الانسان والطبيعة، علينا ان نذوب ونتوحد فيها، والبدع تدعو الى هذا الذوبان (Holisme)، بل انه موضوعها المفضل. وتبدأ به مع الوافدين الجدد، فيذوب الانا وتزول الاعتراضات في فريق دافيء متحد متفاهم.
   تدعي هذه البدع وكل تيارات الزمن الجديد تحويل الفرد، وتخليصه من عقدة الانفصال التي يعيشها مع العالم الخارجي. انها تدعي شفاء "الانا " المريض وتحرير الروح من سجنها وتغيير الضمير، وذلك عن طريق توسيعه فيرى العالم واحداً فيصير الفرد " انساناً من دون حدود".
   للوصول الى هذا هناك تقنيات مجرَّبة: الترتيل المتكرر  حتى يضيع الاحساس بالزمان والمكان. والاسترخاء للوصول الى ما يشبه النوم. والصوم وتقنيات التنفس المتسارع. والتنويم المغناطيسي. وتقدَّم هذه التقنيات بشكل مقنِع ودوائي. لكن الناتج السلبي هو انها تضعف مقاومة الضمير والارادة. وتصبح خطرة لانها تعرّض الفرد الى غسل الدماغ. لقد لجأت البدع الى هذه التقنيات الحديثة كمحاولة لملء الفراغ، لكنها بعد مدة تدور في حلقة مفرغة  فيصير اتباعها كما لو كانوا في سجن.
اسباب انتشارهم عديدة ، نذكر منها:
-الاغراء في العقائد كنفيهم لجهنم.
-الضغط من قبل مروجيهم الى حد الوقاحة، او بالعكس باستعمال الاسلوب الناعم والمدروس.
-تبشير الاشخاص الأكثر جهالة، والاحوج الى التهذيب والمجاملة.
اهم تعاليمهم:
-ليس للانسان نفس خالدة.
-الوصايا العشر باطلة، وكذلك القيم البشرية.
-يمنعون نقل الدم الى المرضى.
-العالم شرير ونهايته قريبة.
-انهم اعداء الاوطان، والحكومات والسلطات، والانظمة والقوانين كلها.
-انهم ضد الاديان والمسؤولين والمؤمنين على السواء.
-ضد التعاليم والعقائد المسيحية كلها: كالثالوث، والوهة المسيح، والوهة الروح القدس، والتجسد والافخارستيا، والكهنوت...
-يقولون ان مريم ام المسيح ليست عذراء وانها خاطئة.
-المكتوب فقط هو الصحيح، فهم ضد كل التقليد المسيحي.
المصادر
وهي نوعان:
 ما كتب ضدهم:
Noel Rath , Les témoins de Jehovah , fêtes et saisons , N؛ 497, 1995
Nicolas Hesse & Jean-Francois Blanchet: Si des témoins de Jéhovah viennent vous voir, éd. Téqui,Paris 1991
مجلة الفكر المسيحي، الاب فرج رحو ك 1 1990 ص429 سؤال وجواب.
الاب جبرائيل فرح البولسي، شهود يهوه في الميزان، بيروت 1969
سامي ايليا جرجيس، محاضرة عن شهود يهوه، مخطوطة.
جوش ماكدويل: ضلالات الازمنة الاخيرة،، ترجمة لويس كامل، مصر الجديدة 1991
انطوان سعادة: لا لشهود يهوه، لبنان 1984
مقالات عديدة في مجلة بيبليا اللبنانية نشرتها ساميا مطر الزغندي (رقم 10 فما فوق)
من كتبهم المطبوعة كلها في الولايات المتحدة والتي يتجاوز المطبوع منها الملايين في اكثر من 93 لغة :
- يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض، 1982
-  هل يجب ان تؤمنوا بالثالوث؟ 1989
- الحق الذي يقود الى الحياة الابدية 1968
- المباحثة من الاسفار المقدسة 1985
- هل الكتاب المقدس حقا كلمة الله؟  1969
- اسئلة يطرحها الاحداث اجوبة تنجح 1990
- الحياة لها قصد 1977
- وقت الاذعان الحقيقي لله  1982

25/4/1996[/b][/size][/font]