عروس من قرة قوش
كريم إينا
سامي لالو من مواليد 1942 قرة قوش حاصل على شهادة دبلوم معهد الفنون الجميلة عام 1961 – 1962 / بغداد قسم الرسم. كما حصل على دراسة مسائية / سيراميك / معهد الفنون الجميلة. له خدمة وخبرة مدة 30 سنة في مدارس قرة قوش لتدريس الفنون التشكيلية. أقام معارض فنية شخصية ومعارض مشتركة. تتنوع أعماله الفنية بين رسم ونحت وسيراميك لجداريات الكنائس والأديرة والبيوت. لاه أعمال فنية كثيرة خارج العراق نشرت له وسائل الإعلام في التلفزيون والراديو والصحف والجرائد تحقيقات فنية... قدم دراسة في التسعينات عن إنشاء المركز الثقافي في بخديدا. حالياً متقاعد ورئيس مركز السريان للثقافة والفنون. للفنان سامي لالو لوحة فنية بعنوان عروس من قرة قوش إنتهى من رسمها عام 1968 لو تأملنا فيها بعد إغماض العيون نرى شيئاً لم يسبق له مثيل من هكذا قياسات وموازين والنسب إلى الإقناع بصحة ذلك بواسطة الفرشة المنطقية, لإراحة العقل يجذب بالإقناع, ويريح بالإغراب فهو مثل الكاتب عندما يتلاعب بفكر القارىء يعليه ويهبطه وهكذا فنان قد إستأثر بإنتباه متذوقيه وإستحوذ على إهتمامه. حقيقة أن الفنان سامي لالو الآن لو سبح في الخيال سنغرق فيه لأنه يشترك مع التراث في صفة الجمال وهو يظهر قابلية التفاصيل في الجسم معبراً عن جمالية الأشياء ويعجبني أن أقول كلي ثقة به من حيث الشكل والتكنيك إنه رشيق الحركة بآلة الكلمة والعبارة الناطقة للوحة. يظهر التأني في نبش جذور الروح بحثاً عن أميرة صغيرة بألوان زاهية وبشال ٍ منمنم بصور أطفال وشخصيات آدمية وحيوانية ونباتات ملونة تطفر على اللوحة بعروس جميلة على رأسها شناشيل من ذهب كشرنقة من حرير. إنه حاذق في المواضيع الواقعية ذات الصور الشخصية الحية( porteret). جميل أن يأخذ الفنان الجميل من الطبيعة ويضيف عليه من عبقريته فيزيده جمالاً ذلك هو الفنان الباقي الذي يجدر بالمجتمع أن يقدره ويقبل على إنتاجه فيشجعه إذ بذلك نعطي برهاناً أننا نتذوق ونحب العمل المجدي من أيِّ كان مصدره وبالوقت نفسه فإننا نجعل الفنانين المتواضعين ذوي العبقرية والنبوغ يؤمنون بأن القيم المعنوية هي التي عليها وحدها يتوقف مدى إتسّاع الشهرة. هناك طاقات مدفونة ولكنها ليست صدئة ومن يظن بأن الطاقة في لمس الواقع دون رؤيا يعتبر مخطىء في حق الفن فلست قادراً على الإستغناء عن الخيال. ما رأيته في هذه اللوحة إلا مبتسماً. لا يستهويه أي جمال في العالم بقدر ما يستهويه عروس بلاده. برغم تقاعده فهو منصرف إلى العمل شارباً من الوقت هدوئه وشهرته. تكمن الطبيعة في لوحاته. فبهذه اللوحة يظهر جمالية المرأة وهي تلبس حزام من الصوف( كمر) وعليه قطع من الفضة مزركشة برسوم أما الرأس يمثل العروسة خلال أيام عرسها نظرتها تعبر عن التأمل في الحياة وهي تتكىء على وسادة ولابسة قميص من القماش اللّماع( القديفة) ومغطاة بهبرية. أما الألوان التي في قمة رأسها تمثل ألوان الفرح والسرور فالأحمر يمثل الإبتهاج والنبض بالحيوية والأصفر لون السنابل وإقتراب موعد الحصاد لجني الثمار والأخضر خضرة الزرع أما اللون البنفسجي الذي يلف حول عنق العروس( الخاموك) يمثل الأحلام والسعادة التي نتمنى العروسة توقعها. ويبدو من يد العروس اليمنى بأنها من عائلة فلاحية بسبب بروز عروق يدها وهذا دليل قاطع على العمل الجاد والصادق في الحياة. تظهر مسودة خلف العروس تمثل تجهم السماء بالغيوم بمعنى يوم رسم الصورة كان يوماً مغبراً ملّبداً بالغيوم أما جلسة العروس تتضح بالشعور بالسكينة والإرتياح لإستقبال عروسها الجميل في مجتمع قرة قوش وزينة العروس تعطي شكلاً فضفاضاً من أشكال تزيين النساء في بخديدا. أتمنى لمبدعنا الصحة الدائمة والموفقية والنجاح لخدمة عراقنا الجديد.