سيمار ...
اختي العزيزة , كنت اتمنى لو نناقش الموضوع في مكان يجمعنا , غير هذا المنبر الأدبي .لأن ماجاء في ردك قد يتطلب الكثير من الوقت , كما يحتاج الى توضيح بعض النقاط التي لا بد من شرحها ان كانت من وجهة نظري او من وجهة نظرك .
عزيزتي سيمار ,التوراة هي نسخة مزورة من ملاحم واساطير ما بين النهرين ولا ننسى أن التحريف قد طالها لمرّات ومرّات .وكلما كان اصحابها يواجهون خطر زوالها , كانوا اما أن يزيدوا عليها او أن يحذفوا منها ليتلائم مع سياساتهم العنصرية . وليس في التوراة فقط , بل حتى في الأناجيل امتدت اياديهم . كما لا ننسى في بروتوكولاتهم قالوها حرفيا .( من اجل اسرائيل , علينا أن نشوه كل ثقافات الأمم ودياناتهم وبالأخص المسيحية عدوتنا الرئيسية .) ولعلك ترين ماذا جرى للمسيحية من انشقاقات وموضة الأغاني التي يكثر فيها استعمال الشتيمة والألحان التي تسير على ايقاع يثير اعصاب المراهقين لأجل بناء شخصية قلقة نهايتها الالتجاء الى المخدرات كما أن الاعلام والأفلام التي تسيء الى المفاهيم والثقافات .
سيمار ... قال المسيح ما جئت لأنقض بل لأكمل . اتعرفين ماذا يعني هذا . انه يا عزيزتي يعني ( ليس لي أن اتحدث عن الذي كتب , بل جئت لأجل أن ارفع الانسان الى الكمال . ) والدليل هو لو تمعنا بما قاله الرب في هذا الخصوص ( لقد قيل العين بالعين والسن بالسن اما أنا فأقول لكم من ضربك على خدك الأيمن فحول له الآخر ) اشك أن هذا القول مدسوس في الأناجيل مثله مثل الكثير الذي نسبوه على لسان يسوع . ولنفترض انه قال هذا . اوليس التناقض ظاهرا كالشمس .ثم تعرفين قصة يوم السبت وغيرها وغيرها . واخيرا الدليل الأهم والأكبر هو صلب اليهود ليسوع , لأن ما قيل على لسان الأنبياء غير ما ادعى به يسوع . وما تقرأينه من نبوءات عن ولادة العذراء لعمانوئيل و و و . هذه كلها اضافات جديدة ليلصقوا التوراة بالأناجيل. وبهذا الخصوص كان صراع حاد بين بطرس وبولص حول التوراة . بطرس اصّر على ربطها بالأناجيل , وبولص رفض وقال . جاء الكمال فانتهى الناقص .لكن رجال الدين انذاك تمكنوا من دفع المجتمعين الى التصويت مع بطرس لينجحوا في خطتهم . علما ان بولص في اول اجتماع او بالأصح في اول مؤتمر نجح بتحرير الاناجيل من التوراة .
اما ما قرأتيه عن سقوط نينوى . ارجوك وارجوك وارجوك أن تعلمي جيدا ان اليهود حينها كانوا يتمتعون بالجنسية الآشورية وكانت لهم وظائف في اعلى المراتب . فخطط اليهود لتدمير اعظم حضارة ظهرت لتنير البشرية بعلومها . اتفق اليهود مع الفرس على أن الجنود الذين يحرسون بوابات المدينة هم جميعا من اليهود . بينما الملك وحاشيته وجنوده وشعبه كانوا يحتفلون بمناسبة قومية . وكان أن دخل الفرس واستلموا زمام السلطة .
هناك الكثير يا سيمار يحتاج الى ايام وايام للخوض في هكذا مواضيع . ومع كل هذا اني من القلب احترم رأيك وارجو أن لا اكون في ردي قد اسأت الى مشاعرك او مشاعر الاخوة والأخوات القراء .
ان ما زادني فرحا في ردك ايتها الأخت الغالية , هو اسلوبك الجميل , الممتع , القوي .وهذا ما يزيد من تشوقي ليوم نلتقي فيه ونتحدث عن قضايانا الانسانية والقومية والدينية . أنت ومانيا وأنا .لأنني ارى فيكما وعيّا يطمئن الذات والروح والنفس. ولأنني افكر بزيارة الوطن قريبا .
لك محبتي
جان هومه