المحرر موضوع: الحركة الديمقراطية الآشورية بين واقعية الفكر وصواب الممارسة  (زيارة 1524 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اويا اوراها

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 122
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                          الحركة الديمقراطية الآشورية بين واقعية الفكر وصواب الممارسة
أولا وقبل الولوج في صلب الموضوع أغتني الفرصة كي  أرفع التهاني القلبية والرفاقية لجميع أعضاء الحركة الديمقراطية الأشورية قيادة وكوادر وقواعد في ذكراها التاسعة والعشرون  ومن خلالهم إلى الجماهير الصامدة التي وقفت ولا تزال علىأصرارها  من المساندين والمؤازرين سواء المتشبثين في أرض الجدود أو المتواجدين في بلدان الأغتراب خلف حركتهم ( زوعا ) في السراء والضراء آملا  لهذا الشعب الكريم  ولطليعتهم المناضلة وقيادتها السياسية   التقدم والموفقية ... -------------------------------------------------------------------------------------------------------- 
أن الحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) منذ البدايات الأولى لتشكيلها قد أدركت حال الواقع القومي الخطير وما سيؤول أليه بسبب الضغوطات الشوفينية القاهرة , حيث وما قبل مرحلة التأسيس تحركت طليعة واعية أفرادا وتكتلات من أبناء شعبنا لمعالجة هذا الموقف العصيب لتبدأ منذ عام 1976 حوارا سريا بناءاُ ( فكريا وسياسيا ) لما يناهز الثلاث سنوات  كي تتفق بعدها على عقد الكونفرانس التأسيسي الذي إنبثقت عنه الحركة الديمقراطية الآشورية في 12 – نيسان – عام 1979 , بطروحاتها الوطنية والقومية ونهج ديمقراطي ذو فكر تقدمي يعتمد التحليل العلمي والموضوعي للواقع المعاش وأمكاناته مع الأخذ في نظر الأعتبار أيضا الأمكانات الذاتية للتنظيم التي بمقتضاها يستطيع أن يعول عليها في تطبيق أجندته الوطنية والقومية ببعديها التكتيكي والستراتيجي ...
أخي القارئ 
أن هذه الحركة  وبالأستناد إلىالقراءة الموضوعية والمتابعة الميدانية  وضعت القواعد الأساسيسة لنضالها القومي ضمن صفوف شعبنا ونضالها الوطني مع الحركات او الفصائل الوطنية والصديقة , لتشرع فيما بعد بكفاحها السياسي السري عبر تنظيماتها في الداخل , لكن ومع أشتداد سعير الفاشست أدركت الطليعة القيادية وبحكم نهجها التحليلي وأستقراءها للساحة السياسية العراقية بما سيؤول اليه الوضع في البلد خاصة بعد أن أحكمت الدكتاتورية وجهازها القمعي قبضتها على كل مرافق الدولة وعملية التعريب والصهر  بحق أبناء شعبنا ومحو هويته وصلت أوجها , لم يكن أمام قيادة الحركة خيار آخر سوى الأحتكام إلى إتخاذ  قرار المشاركة في الكفاح المسلح دفاعا عن النفس والوجود عام 1980 ,ممهدة فيما بعد الطريق عبر الحوارالسري مع القوى الوطنية العراقية ليتم بعدها النزول إلى ميدان العمليات في 15- نيسان – عام 1982  وتبدأ مرحلة النضال الفعلي معلنة فيه عن أهدافها ونهجها ومبادئها , وكان لجريدة بهرا المركزية لسان حال الحركة بجانب النشرات والوثائق المقرة برغم الأمكانات المتواضعة والطبيعة الجبلية والمناخية الصعبة دوراّ كبيرا في إيصال ونشر فكر ونهج زوعا , لقد كان بحق صراعا مريرا سلاحه الإيمان خاض غماره ذلك الرعيل الأول وبكل جرأة ليرسي دعائم العمل القومي الجريء السياسي والفكري ونكران الذات متخذين من الثورية سبيلا  لتغيير الواقع المؤلم لشعبنا , بسبب تفهمهم وأستيعابهم لتفاصيل ذلك الواقع ومخاطره وحجم التحديات الضاغطة المراد بها تفكيك مجتمعنا والقضاء على آماله وتطلعاته ...
أنه وبحكم نهج زوعا المبدئي وفي الجانب الآخر وضعهم أو أعلائهم لمصلحة الأمة وقضاياها فوق المصالح الشخصية وبالأستناد على الطرح الفكري السليم والممارسة العملية الواعية وربطهما بشكل متوازي والطروحات المبدئية حيث تمكنوا فعلا من توظيف عوامل القوة في هذا الواقع رغم هزالته لمقاومة التحديات وإدامة النضال وتقدمه ...
لماذا تبنت الحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) النهج الواقعي كأساس في عملها السياسي ؟
1- كون الواقعية هي أقرب إلى المنطق والعقلانية في التعامل بحكمة مع المحيط بعيدا عن العاطفة والانجراف وراء  الطروحات الديماغوجية الهدامة ..
2- ثم أن الواقعية هي الدراية العلمية بحجم الأمكانات الذاتية سواءا على صعيد التنظيم كزوعا أو على مستوى عموم شعبنا في الجوانب السياسية والفكرية والأقتصادية … ألخ مع مراعاة حجم الأستجابة والعامل النفسي في مدى تقبل تلك الجماهير ودرجات إستعدادها على خوض غمار العمل القومي  …
إذن فمحصلة هاتان الفقرتان كانت القرارات السياسية الصائبة المنسجمة مع واقعنا القومي والوطني والمتلائمة مع التوجهات الفكرية لنهج زوعا وصحية الممارسة ,حيث وكما لم يكن أبدا مفهوم النهج الواقعي في فكر زوعا يعني الأنصياع  للضغوطات تحت ذريعة أو حجج الامكانات المحدودة او الواقع الذاتي وأنقساماته وما ألى ذلك بل العكس أن زوعا بالأصل برز ألى الوجود وهو يدرك جيدا كل تلك التفاصيل وحجم تلك التحديات وما عمله النضالي وبالأستناد ألى برنامجه الفكري والسياسي هو لتغيير ذلك الواقع المتخلف والمرير نحو الأفضل , وكما و يبدو أيضا أن القيادة السياسية للحركة ومن موقع المسؤولية  قد أدركت جيدا  بأن أي قرار تعتمده ما لم يكن حكيما ومدروسا سيلقي بتبعاته على الساحة القومية ..
رب سائل يسأل أين يكمن فكر الحركة الديمقراطية الآشورية ؟
الجواب أن فكر هذه الحركة السياسية الفتية يكمن في جوانب عدة , منها على سبيل المثال لا الحصر نراه يتجلى وبأختصار في  :
أ- الربط الموضوعي والعلمي السليم في مجال العلاقة بين واقع ومتطلبات العمل النضالي القومي من جهة والوطني من الجهة الأخرى مع توظيف أحدهما في خدمة الآخر بما يصب في تطوير الحياة السياسية والأجتماعية والأقتصادية والثقافية للبلد ..
ب- كما ويكمن أيضا في شعار الحركة المتجسد في العلاقة الجدلية المميزة بين الديمقراطية للعراق وبين الحقوق القومية لأبناء شعبنا ووحدة التراب العراقي ...
ج- يكمن فكر زوعا في طبيعة طروحاته التي تتناسب وأمكانات الميدان القومي الكلدوآشوري مع الأخذ في نظر الأعتبار عاملي الزمان والمكان وتحاشي الطروحات الطوباوية التي تتناسب تناسبا عكسيا والحالة الحرجة التي يمر بها شعبنا في أغلب جوانبه ...
د- يكمن فكر زوعا النضالي في أعتماده النهج الثوري من أجل تغيير الواقع المرير لأبناء شعبنا بالأضافة الى أيمانهم المبدئي القائم على نكران الذات , وكلاهما لا زالا وحتى الساعة من الأعمدة الرئيسية الداعمة لذلك التوجه ...
ه- أن فكر الحركة الديمقراطية الآشورية يكمن في إستقلالية القرار وحرية الخطاب السياسي القومي والوطني وفيهما يكمن سر قوة الحركة رغم الضغوطات الممارسة بحقه وحق الجماهير المساندة له ...
وأما عزيزي القارئ بخصوص ما أطلقنا عليه ببرمجة ذلك الفكر على الواقع أو إصطلاح الممارسة العملية لذلك الفكر فبالأمكان إيجازها أيضا في ما يلي :
أولا : على الصعيد الوطني :-
تمكنت الحركة من إقامة وبناء علاقات سياسية متينة ومد جسور التعريف بقضايا شعبنا مع بقية الفصائل الممثلة لكافة شرائح الشعب العراقي , وكما تم ترجمة هذا الفكر وبالشكل السليم على الساحة العراقية من خلال تمسكها بالمبادئ الأساسية لهذا الفكر ولم يحدوها عن دربها حملات الأعتقالات والأعدامات والمواجهات الميدانية التي شهدتها الساحة القومية في العراق بحق عناصر الحركة الديمقراطية الآشورية في الربع الأول من ثمانينات القرن الماضي بل كان أعظم برهانا وخير شاهدا على وضوح خطها السياسي و مصداقية الفكر وصحة نهجها النضالي وتمسكها به رغم الممارسات الفاشية والدموية التي مورست بحقه وهو في بداية مسيرته الكفاحية ..
أن المتتبع لمسيرة نضال زوعا منذ إنطلاقتها سرعان ما يستشف الترجمة الحقيقية لذلك الفكر على الساحة العراقية والأقليمية وعائدية تلك الترجمة تكمن في الحنكة السياسية لقيادة الحركة التي تمكنت على فرض مكانتها السياسية كفصيل سياسي ممثلا  لشريحة أساسية  ذات عمق تاريخي من شرائح الشعب العراقي المحرومة من أبسط حقوق المواطنة عبر المشاركة الميدانية الفاعلة في أغلب الجبهات والأجتماعات والمؤتمرات التي تم تشكيلها أو عقدها داخل الوطن وخارجه ,حيث عزز كل ذلك الثقة بالنفس وزادها أصرار على مواصلة الكفاح من أجل أثبات الوجود وبالفعل تمكنت الحركة من كسر طوق العزلة الذي كان مفروضا على أبناء شعبنا في وقت كانت ساحتنا القومية في الوطن تفتقر أو أحوج إلى من يمثلها معبرا من معاناتها وصوتها المخنوق من على المنابر الوطنية والأقليمية والعالمية ...
ثانيا : على الصعيد القومي :-
بالأمكان أن نتلمس ثمار الحركة الديمقراطية الآشورية في الكثير من الأمور بالأمكان إيجازها في عدة مجالات من باب الحصر ليس إلا :
1- تمكنت الحركة وهي في مراحل كفاحها المسلح من كسب تأييد جماهير شعبنا وبشكل ملفت من أهالي القرى التي كانت على تماس معها , وهذا إن دل على شيء فأنه يدل على مدى تقبل أهالي تلك القرى لطروحات زوعا التي جاء بها وتجاوبهم الجاد مع ذلك الرعيل المكافح وتقديم يد العون والمساعدة لهم برغم قبضة النظام الحديدية ...
2- الحد من تنامي محاولات البعض على إدخال شعبنا في صراعات جانبية إولئك الذين تجلت حقيقتهم أمام الجماهير كما تجلت حقيقة الذين سبقوهم , لقد كان زوعا ولا يزال وجوده فكرا وتنظيما ونهجا وأصرارا وممارسة عقبة في طريق تلك المحاولات ...
3- كان ولم يزل لزوعا القدرة على مخاطبة الجماهير وبالأسلوب الملائم والمناسب منطلقا من مبدأ وقناعة ثابته بأن الحركة الديمقراطية الآشورية هي من الجماهير والى الجماهير وقد ترجم ذلك المبدأ على الأرض وكان لرأي تلك الجماهير  شأنا كبيرا ولا يزال  يشغل حيزا هاما على صعيد التنظيم   ...
4- أن صواب ذلك الفكر الموضوعي بجوانبه التطبيقية المقبولة على الساحة وسهولة إستيعابه حيث اثبتها  في الغد ويثبتها اليوم ذلك الألتزام التنظيمي والأنتماء الواسع من أبناء شعبنا الى هذه الحركة ومن مختلف الحقول داخل الوطن وخارجه , ناهيك العدد الأكبر من المساندين والمؤازرين الذي هو في تزايد مستمر ... ألم يكن هذا دليل إجماع وتأييد !!
وبعد هذه المقدمة  الموجزة والمبسطة لبعض من الصفحات النضالية للحركة الديمقراطية الآشورية فكرا وتطبيقا أضحى واضحا أين يكمن سر ديمومتها أو إستمراريتها , وأن عملية أدراك ذلك السر أو محاولة التوصل أليه ليس بعيدا عن المنال , حيث وبعقلية المتفتح تلك التي تتخذ من الأستقراء والتحليل فالأستنتاج قوائما لها ناهيك عن المتابعة الميدانية لسيرة الحركة والمشاركة الفعلية في مسيرتها النضالية الماراثونية التي أبتدأت بأول خطوة , لمن المؤكد بأن كل شيء سيكون واضح مثل وضوح الشمس التي أنعمنا الخالق بها  ...
وفي الختام عزيزي القارئ :
وما ردود الأفعال الهدامة التي تطفوا بين الفينة والأخرى لم تعد سوى فقاعات لها مدياتها أو مجالاتها التي عندها تنتحر إنتحارا ذاتيا ولا تضر إلا نفسها . والحقيقة يجب أن تفال وبكل فخر وأعتزاز بحق زوعا وقيادتها السياسية ومسيرتها البطولية المدونة بدماء شهداء الحرية والمكللة بعشرات الكوادر الغيورة التي أعتقلت في زنزانات النظام البائد , بأن ولادة الحركة الديمقراطية الآشورية كان ضرورة حتمية في الميدان القومي والوطني , لهي فعلا حلقة مضيئة ضمن سلسلة  العمل القومي الكلدوآشوري السرياني المشّرف و بزوغها كان متمما لا ناقضا لمن سبقها من التنظيمات المخلصة في ميدان العمل القومي  , وأن تاريخها المعاش دونته الجماهير الكلدوآشورية السريانية والساحة السياسية الوطنية والأقليمية والمحافل الدولية  منذ نيسان عام 1979 وحتى الساعة , كما ويعزوا لهذا الفصيل ( زوعا ) الدور في أبراز قضية شعبنا الذي كان مغيب الوجود عن الساحة الوطنية و لسنوات طويلة ...
إذن فان الحركة تعتبر ذلك التنظيم السياسي المناسب الذي برز في الظرف المناسب وتواجد بجانب أبناء شعبنا في الوقت والمكان المناسبين !!! لقد سجل هذا التواجد بالاضافة الى الحضور السياسي على الساحة العراقية , حضورا بناءاّ  بين الجماهير الكلدوآشورية السريانية منذ بداية التسعينات من القرن الماضي وعلى ساحة أقليم كردستان العراق المحرر , كي تسعى عبر ذلك الحضور الى توفير الأمن والطمأنينة لأبناء شعبنا بجانب الأشقاء من الشعب الكردي معززة بذلك الثقة والمصداقية من أجل مزاولة العمل القومي الذي سرعان ما شرعت بوادره تتمثل في بناء أو تشكيل مؤسسات ومنطمات مهنية ومراكز تثقيفية كأتحاد الطلبة والشبيبة الكلدوآشوري والمركز الثقافي الآشوري وأتحاد النساء الآشوري ناهيك عن أعداد من الصحف والمجلات المهتمة بالشأن القومي والوطني , أضافة الى الحلقة الأهم إن صح التعبير عنها وهي التعليم السرياني بلغة الأم لمجمل العلوم ولكل المراحل الدراسية , ولقد وصفتها بالأهم كونها تعبير ملموس ومثالا حيا لجانب ملموس من جوانب حقوقنا القومية تلك التي لم يتم تحقيقها بعد  ... 
وأخيرا ومع كل ما ورد  ذكره في هذا المقال لكن الواجب القومي الصادق يملي لا بل ويحتم علينا تساؤلات عدة ومنها , هل أن كل مواقف الحركة الديمقراطية الآشورية هي دائما صحيحة ؟ وهل أن زوعا معصوم من ان لا يوقع في خطأ ؟ وهل أن نهج الحركة يعتبر نهجا متكاملا ؟ ... ألخ من التساؤلات . بالطبع أن هذا الفصيل ( زوعا ) كتنظيم سياسي حيث يعمل جميع أعضاءه ضمن سياق فكري وعلمي فهو من البديهي في حالة مراجعة دائمة مع الذات للتقييم ومعالجة الأخطاء كونها حالة ضرورية وملحة من حالات التطور والبناء الفكري من جميع جوانبه , لا وبل شرط أساسي من شروط العمل السياسي داخل التنظيم , والعكس من ذلك فهي حالة مرفوضة ومرضية  وغير عادلة, محصلتها وكما أثبتتها التجارب هو الخلل في مسيرة العمل القومي والوطني سياسيا وفكريا وتنظيميا ..

 أويا أوراها
ديترويت
Ramin12_79@yahoo.com