المحرر موضوع: عــــــــــرس مـــــــــــــــــوت  (زيارة 1794 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل maha abada

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 21
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أطلق ناقوس الكنيســة لحناً حزيناً متثاقلاً.. ووقف الحاضرين خاشعين بقلوبهم يعتريهم حزنٌ عميق، فمنهم من يمسح دمعة ومنهم من تبكي بحرقة ومرارة ومن تقرع صدرها يأساً وألماً.
وتقدم المشيعون يتقدمهم الكهنة بالتعزيم والترتيل ... شاب في ربيع حياته اقتضت وطنيته ان يترك اهله والحبيبة، شاب لم يذق من الحياة حلوها ولا مرّها، تركهم بلا وداع.. وبغير داعٍٍ.
والناس مهما بلغوا من الحزن فإن عيونهم تبقى شاخصة إلى هذا وذاك يتهامسون فيما بينهم عن تلك الفتاة التي تجهش بالبكاء بكاء جازع لفقد اغلى حبيب، تلك الحبيبة المنسية.
واختتمت الصلوات ليواروه التراب ... خارت قواها وخانتها عزيمتها لو لم تدارك صديقتها الأمر ... .
تلك هي سعيدة الحظ التي كان سيخطبها بعد عودته فأفجعها خبر استشهاده فباتت تعيسته، كانت مؤنس ايامه فظلت بلا انيس، هي ذي من ستشاركه حياته فتركها وما شاطرها ما اضمرته له من عواطف وهي بانتظاره، هي ذي من ملأت حياته حباً فجعل حياتها من بعده ألماً وشقاء...
من ودعها وأودع قلبها حلماً جميلاً فتحول الحلم كابوساً.. من رسم على وجنتها قبلة فتحولت قبلته جرحاً عميقاً.
فكيف لها ان تعيد له زرع حبها..؟ وكيف ترد له حلمه..؟ وكيف توافيه قبلته..؟ وكيف لها ان تلامس بأناملها شعره..؟ وكيف لها ان تُقبّل شفتيه..؟ وكيف لها أن تُغرقه بالقبل وتُغدق عليه حبها وأن تعطيه نفحةً من روحها علّه يعود إلى حياتها!!


مها


غير متصل bassam hannani

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 481
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العزيزة مهــــــا:

ابدعت في صياغة موضوعك مزجت فيه صور عدة.

الأول هو الفراق والثاني الحب والثالث الوفاء

لا ننسى كم عانيت من فراق الاحبـــــة الأب والأم والأخ بقيت هذه الصورة مترسخة في وجدانك

وتظهر للعيان حين تكتبين فكلماتك تقطر دموعاً...

وكم للحب في خيالك معنىً تضعينه حيثما شئت فهو اخف من الفراشة

والوفاء الذي تتمتعين به الذي يربط ما بين أواخر كلماتك باول معانيك

فتاتي لوحتك غاية في الانسجام والرومانسية

وتحملنا معها لعالمٍ ليس بالبعيد عن الواقع الذي نعيش...

أحييك على الاستعارة الجميلة والتمازج بين الاحداث وإلى مزيد من الابداع.

Bassam
[/color][/font][/size]

ghada

  • زائر
الاخت مها،

وفي آخر الجولات اخذته العاصفة وحملتنه بعيدا بعيدا حيث لانعود نراه ولا نسمع انفاسه. واقامت العاصفة عرسها المشؤوم. كثيرة هي الأعراس الملغومة، ومن اكتوى قلبه بالنوى في عز الشباب فهل يقوى على النسيان يوما قبل ان يشيخ؟

تحياتي،

غاده


غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد على عرس موت للأخت مها:
الحقيقة كتابتها قد إستهوتني وجذبتني إليها بمأساتها كالمغناطيس فإني أحييها وأقول لها سلام مطروح من قلب مجروح يهوى وينوح إلى حبيب الروح هكذا قالت في كتابتها واللحن الحزين يذرف من شفتيها فإذا سمعت لحناً حزيناً فهو لحن حياة المفقود وإذا شاهدت طيراً جريحاً فهو مشبه بها. فهي لم تفقد الأمل الذي ما زال نور بصيصه أمامنا, يجب أن لا نيأس من الحياة بحلوها ومرها وإنما نعطي لها مقدار إبداعاتنا كي ننسى الهموم مثلما فعلت الأخت مها, مرة أخرى أقول بإعجاب فلتسلم يدها دائماً وأبداً وهكذا يكون الإبداع سواء كان شعراً أم خاطرة أم مقالة ليحميك الرب تحياتي مع الحب.

غير متصل صميم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 226
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخت العزيزة مها ....

    اهنئك على قابليتك في ايصال خطاب العمق بلغة تترقرق من صمت العبرات وعنفوانها في الآن نفسه. حين يمسي الموت بطل المشهد، تخور القلوب وهناً، وترتطم بسلبية الوجود الذي يسلخ كل قيم الحياة. كم أتمنى لو أسبر اغوار مشاعر تلك الفتاة التي أسرها الانتظار، وبات بالنسبة لها معنى الوجود، انها لحظات تصطرع في العمق بقسوة، توعز الاحشاء بالتمرغ في ترلاب المرارة والالم. ولكن، يبقى البعد الرمزي للكنيسة ماثلاً كالمعزي، كمن يسند جداراً آيلا للسقوط. كمن يؤكد على حقيقة بصيص النور من نهاية النفق. بهذا، يغدو مشهد القيامة حاضرا برمز الكنيسة ...

    باركك الله على مشاركتك الوجدانية هذه، والتي تذيب الولادة بالموت، ثم تتجلى القيامة في قلب الكنيسة ...

    اتمنى لك دوام الازدهار والتقدم ...


صميم