عزيزتي نادين ...
(( الحب دعوة لعيش سعادة مُرَّة، طريق شائك مليء الحفر، لكنه خلاب. دعوة لسبر احساس جذري بدفء الاحتضان بين اجنحة الوجود حيث دبابيس القيود تُخْفي نفسها بين ريش الالفة. انه يقلع ويهدم، يُهلِك وينقض، يبني ويغرس. صوته مسلوخ الهوية بلا اسم ولا قومية. بل صوت يشتت أحلام الفتى الطائر ويرديه حيا على ارض الحياة، ويُعلي هامات من حسبوا انفسهم زواحف لا بشر. أنه ولادة وصَلب وقيامة في مشهد واحد. بل ولادة على صليب القيامة. يتوغل اعماق الجذور لكنه غالب الاحيان يعيش على السطح حيث اليبوسة عاقبته. يدعو الى عبودية مطعّمة الحرية، من يتذوقها يسلَخ سِنيَ عمره رِقا تحت سلطتها. بودقة تمتحن عراء الذات مع تقنُعها بنار مقدسة تُزاوج اسرار القلب بمعرفة الوجود. أناني الكيان لكنّ عناءه في انه يعطي أكثر مما ياخذ، بل يغدو عبدا لاشخاص تمنى لو سادهم. يهب ذاته كمحرقة خشبها لا ينطفيء ولكنه قد يحرق المعبد بأسره )).
نادين ...
تألمك ليس سوى فرصة للانعكاس على الذات بشاعرية وارهاف حسي عميقين، وقراءة لعلامات الكسوف والانبعاث التي تدعوك من جديد للشروع بشئ جديد .
وقع " الخيانة " ثقيل على الروح الحر، أليم لأنه يجسد " وهم الواقع " و " يوتوبيا الحلم " الذي كانت تستدر خلفه الذات الغافية.
ولكن .. حان الوقت لتسليم مفاتيح الذات الى صاحبها، وتقديس معنى " الحب " من جديد، فيُبنى المعبد الجديد على حطام المعبد القديم، إذ لا نفع أن نسافر هاربين الى حيث "اللامكان"، هرباً من الذكريات والبكاء على الأطلال، فالمعبد بحاجة الى التقديس على أيدي الكيان المغترب ، وهذا دورك "أنت".
فلتكن " الكرامة والكبرياء والثقة " أول لَبَنَات المعبد الجديد ...
ولننظر الى الشمس، وكفانا كسوفاً … لأن ساعة التقديس قد زُفَّت، وألق المستقبل يعيش صيرورة العماد من جديد …
(( اهنئك على اسلوبك الجميل، وبلاغة تصويرك. لن أقول إني ساترك خاطرتك بلا تعليق، بل سأقول إنها جعلت فكري حبلى بأفكار لم أطأ مواطنها من قبل. مشبهّاً ابداعك بضفيرة متماسكة تجامع قوتك بضعفك، رهافتك بقسوتك. عنفوانك بفتورك … انه خطاب الروح الموهونة حين تبدع، وخطاب الروح المبدعة حين توهن …
مبارك سعيك / والى مزيد من التقدم والابداع …
مع بالغ شكري واعتزازي ...
صميم