المحرر موضوع: شهادات عن الشهيد الأنصاري ناظم مصطاف(ملازم سامي)  (زيارة 868 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل محمد علي محيي الدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 637
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شهادات عن الشهيد الأنصاري ناظم مصطاف(ملازم سامي)

محمد علي محيي الدين
   كنت قد كتبت قبل أيام عن الشهيد الشيوعي ناظم مصطاف الذي أستشهد في ربى كردستان وهو يقاوم الدكتاتورية الرعناء وقد وصلتني رسالة من الأخ الأستاذ علي حسين الخزاعي الكاتب المعروف ضمنها ذكرياته عن الفترة التي عاشها معه في قوات الأنصار،رأيت نقلها بنصها  بعد حذف ما يخصني منها،متقدما لأخي الكريم بجزيل الشكر وآمل من الرفاق الآخرين ممن يمتلكون معلومات عن رفاق الحزب وشهداءه عدم الظن بها ونشرها أو إرسالها للمعنيين ،فليس من الروح الرفاقية أن نتناسى هؤلاء الأبطال  الذين عملوا لسنوات طوال ،وقدموا الكثير من التضحيات أيمانا منهم بصحة المبادئ التي أمنوا بها،لذلك على رفاقهم عدم نسيانهم فكفانا نسيانا لكل ما هو جميل وآن لنا أن نذكر الماضي بما ينفع المستقبل فتضحية هؤلاء علينا ذكرها في كل زمان ومكان  لتكون نموذجا يحتذى للآخرين.
(لقد اطلعت على الموضوع الذي خص الرفيق البطل والعزيز ملازم سامي ولكوني من أصدقاءه المقربين وقد تعرفت عليه في كردستان وعشنا لفترة تزيد على الخمس  سنوات في منطقة قه رداغ التابعة للسليمانية لم أكن اعرف عن مسقط رأسه لسرية العمل وصيانة الرفيق لنفسه  ولرفاقه لأننا كنا نعيش وضع استثنائي ومعقد ولا نعرف كيف ومتى يتمكن للعدو إرسال ملتحق أو احد أبناء القرى أو مختار القرية  لمعرفة شخصية المناضل وليبعث بالمعلومة  إلى أجهزة النظام ليشكل ذلك ضغطا على أهله مما يؤدي إلى الغدر بأهل الرفيق  , لقد كان معنا في الموقع رفاق من الحلة الفيحاء وهم الفقيد أبو حاتم ( معن جواد ) والرفيق أبو عادل ( سامي عبد الرزاق ) .
الرفيق ملازم سامي كان عفيف القلب وطيب إلى أقصى الحدود , كان سهل الطبع وغير معقد ويملك وجها بشوشا في أصعب الأوقات , مجاملا ومثقفا ومتكامل الأوصاف في عدم تردده لتقديم إي مساعدة لرفاقه .
كان الرفيق يحمل صفة عضو قاعدية ومنسب إلى لجنة القضاء عام ( 1982 – 1987 ) وكان يحمل صفة مساعد آمر فوج ( الفوج الخامس عشر / قه رداغ – كهرميان ) ولم يتم ترقية أي رفيق من الضباط  إلى درجة عسكرية أكثر من ملازم , وان تم ذلك فلم يعلن عنه أبدا , حيث كان آمر السرية الرفيق حمه رشيد قه رداغي  من أهالي قه رداغ  والمسئول السياسي كان الرفيق الشهيد جوهر ( رؤوف محمد )  من أهالي دربنديخان .
الرفيق كان شجاعا وسبق له أن ترك خطيبته في الداخل وقد حضرت إلى كوردستان ولكنها فضلت عودته مما كان ذلك سببا لفسخ الخطوبة على ما أظن وقد تركها تعود وفقا لأرادتها ورغبتها في ذلك  .
اشترك معنا في الهجوم على قه رداغ وتم تحرير المدينة  , كذلك شارك معنا في الهجوم على ناحية نوجول وفيها كان للرفيق أبو خالد وهو مهندس من أهالي خانقين  يعيش الآن في السويد , كان يقف عند الإسناد مع رشاشة  أمريكية الصنع 550 والتي لم يثق بها أي من الأنصار وكانت تطلق رصاصة واحدة فتقف  فكان الرفيق أبو خالد نشطا وشجاعا , فعندما انسحبنا ومعنا الغنائم من الأسلحة وأكثر من 70 أسير من الجنود ونواب ضباط وجحوش , انسحبنا من الناحية باتجاه القرى الآمنة جاءت طائرتين وقف لهما الرفيق أبو خالد فأطلق رصاصة أصابت إحدى الطائرات شوهدت عند احتراقها وسقوطها , فدب الخوف في قلب الطيار الثاني مما دفعه للهرب وعندما أراد الرفيق تجهيز الرشاشة لأطلاقة ثانية توقفت عن العمل كما أسلفت .
كان معنا الرفيق سامي مسئولا عن الطرف الآخر في الإسناد ., لقد آمن الرفيق سامي  بقضية الشعب وبشكل مطلق ,و في آذار عام 1988 هوجمت مقراتنا في قه رداغ فذهبت مفرزة للاستطلاع وإرسال الخبر لنا عن حجم قوة العدو ,  وكان يقودها الرفيق اسكندر ومعه ابنه كاوا عاد بعد ساعات ومعه ابنه كاوا شهيدا , كاوا كان يبلغ من العمر 17 عاما  أبى أن لا يرافق والده وكان شجاعا وعندما وصل به قال لي  الرفيق اسكندر  ( لقد استشهد أخيك كاوا فانا أرثيك سقطت الدمعة من عيون الرفيق ملازم سامي متأسفا على استشهاد هذا البطل الذي كنا نتوقع له مستقبلا جيدا لذكائه وطيبته ومهارته في الاختفاء في قلب العراق بغداد وكان أفضل رسول لنا لثقتنا به .
قال الرفيق ملازم سامي حينها – لابد من تشديد النضال وان نرفع الراية أكثر فأكثر ونسير رافعي الرأس لنحقق حلم شهدائنا الأبرار , لم نتمكن من مقاومة الهجوم  الوحشي  على قه رداغ بعد أن قصفت كل من قرية سيوسينان بالمواد الكيماوية حيث يسكن فيها أكثر من 300 عائلة  وقصف مدينة حلبجة , فقررنا الانسحاب باتجاه كه رميان وتوزعنا على شكل مجاميع فكنا 18 رفيق في موقع واحد اذكر منهم الرفاق ملازم ماجد ( عضو اللجنة المركزية حاليا ) والرفاق اسكندر وهادي محمود وألوند ,  عذرا للأسماء الأخرى التي لا اذكرها بسبب الزمن الغابر ) وكان الرفيق سامي ومعه الرفيق علي عرب وهو من أهالي ديالى والذي كان يشغل صفة إداري فصيل مقر القاطع ورفاق آخرين لا اذكر أسمائهم , تمت محاصرتهم بشكل محكم حيث طلب من الرفاق الانسحاب ويقوم بدوره في إسنادهم , انسحب الرفاق ولكن الرفيق علي عرب رفض الانصياع لقراره حيث بقي معه  واستشهد  في معركة غير متكافئة لا من حيث العدة ولا من حيث العتاد ولا العدد , تصوروا نحن كنا 18 رفيق قاومنا الأعداء وقواتهم المدججة وأسلحتهم المتنوعة والثقيلة ليومين لحين طلب الرفيق ملازم ماجد في الانسحاب فوافقته وطلبنا من الجميع الانسحاب ولم نعطي جريح وإثناء الانسحاب التقيت الرفاق مامو ستا قادر وأبو زاهر مع مجموعة أخرى معهم , كنا في إحدى القرى وعندما رأينا الطائرات المروحية المقتلة الكاتمة للصوت , توجهنا إلى إحدى الوديان وقفت على رؤوسنا الطائرات المروحية الفرنسية , أطلقت من رشاشتها الرصاص علينا ,  لكن الحظ أنقذنا حيث مرقت إحدى الطلقات من فوق رأسي كادت أن تفلق دماغي .
سألت الرفاق عن مجموعة الرفيق سامي فلم نحصل على جواب وبعدها بفترة  وصل خبر استشهاد الرفيق في قرية تازه شار .
المجد للرفيق ملازم سامي , شهيدا وبطلا لا يمكن أن ننساه مادامت الروح تسير في عروقنا .
مجدا لكل شهدائنا الأبطال .

ووردنني رسالة من زميله الأخ كاظم مطر ناصر ،وفيها ما فيها من الإطراء على هذا الشيوعي الفذ ارتأيت نشرها كما هي،لأنها شهادات في الزمن الصعب وذكريات أثيرة عن أحبة كانوا ملأ العين،يملئون الدنيا صخبا وضجيجا قبل أن تطويهم المقابر،هؤلاء الذين عاشوا بشرف وماتوا بشرف من أجل مبادئهم السامية وأفكارهم النبيلة التي أمنوا بها وضحوا من أجلها،فكانوا نجوما في سماء العراق الملبد بالغيوم.
( ناظم مصطاف فتى بابلي سومري الهوى كان يعشق الجمال والخضرة فكان مهندسا زراعيا يزرع الخضرة والأزهار بكل مكان
ومن هو أقدر من الشيوعيين  قدرة على تذوق الجمال حتى ولو كان هذا الجمال سمرة ارض العراق
لقد عرفت الرفيق ناظم في بداية عام 1976 عندما كنا للتو قد أنهينا خدمة المكلفية بعد التخرج من الجامعة
لقد كنت متخرجا من جامعة بغداد وهو من جامعة الموصل وكان هنالك حشد من الأصدقاء كان أغلبهم من الشيوعيين شبان وشابات نرتاد كورنيش الحلة الجميل في الاماسي الجميلة ويطول الحديث وتتوسع الدائرة لتشمل كل المكان
من مقهى الجندول إلى حدائق الجسر الحديدي قرب البلدية كان هذا جدولا زمنيا ثابتا طيلة فترة الصيف لقد كان
الراحل الخالد ناظم متحدثا لبقا وذو حديث ممتع رقيق وجميل
تلك أيام كانت ولازال طعمها طريا في الذاكرة
وتمر الأيام وتخرج الأفاعي مكشرة عن أنيابها لتفرق هذا الجمع الواعد لعراق أفضل وانفرط العقد وأصبحنا كل في واد
لم تفارقني صورة هذا البابلي الجميل كلما عادت بي الذاكرة إلى أماسي بابل التي أصبحت لان حزينة على فقد البابليين ذوي الوجوه السمر ملح أرض العراق لقد كانوا أنصارا يجمعهم العراق وحبهم للحزب الذي زودهم بالفكر
كان الحزب زادهم اليومي وكانت دروب محلات بابل القديمة تعرفهم فتية نشامى وشجعان وكان ناظم في الطليعة منهم وكثيرون هم الشيوعيين في بابل فعندما يوجد المجتمع المتسامح تجد الشيوعيين في القلب منه
شكرا لكل قلم شريف تذكر أو ذكر بمآثر هؤلاء الفتية النجباء من العراق
 تحية لروحك أيها الخالد ناظم مصطاف وقبلة وباقة  زهور)